نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا يحتفلون في غزة؟, اليوم الاثنين 20 يناير 2025 04:16 مساءً
أهل غزة احتفلوا بمجرد بوادر توقف إطلاق النار، أملا بحل أزمة إنسانية عظمى عاشوها أربعمئة يوم، بأعظم ظلم وظلام ونكبات عرفها العصر الحديث.
هروب وعجز كانت أيامهم ولياليهم تحسبا من بروق نيران تتصيدهم من السماء، وإرهاب وجوع وهوان يرتجي غفوة أمن عابرة.
ما هي حقائق وتفاصيل اتفاق وقف النار بين الإسرائيليين وفصائل كانت تتكلم نيابة عن أهل غزة؟ وهل سيبلغون النصر الذي لم يزر أرضهم منذ بدايات الاحتلال الصهيوني الغاشم لفلسطين؟ في فرحة مشروعة لبادرة سلام تلوح ولو بالحلم، بعد إطباق القهر والخوف والموت والجوع والتهجير الجبري على أنفاسهم المتقطعة، بحرب إبادة جماعية من طرف واحد مفتري.
أمريكا كانت العقل المدبر لمشروع وقف إطلاق النار، لتدارك من بايدن للوقت وماء الوجه، وبشدة تهديدات ترامب القادم بالجحيم.
قطر ظلت منصة للتنسيق والمباحثات، والغزاويون لم يؤخذ رأيهم الشعبي، حيث حل نيابة عنهم من فصائل لا تكترث بنكبتهم.
مصر تمتلك خصوصية الحدود والمدخل، وعادة تاريخية بالشد والضغط الدائم، للقبول بأقل المرتجى في فترات وموازنات مختلة.
حكومة نتنياهو متعنتة، ولديها القوة، وما هو أكثر، باستمالة والضغط على كل الوسطاء ليعملوا لصالحها، وإلا فهي ماضية بحربها، رغم أنها تعاني من ضغوطات ومعارضات بالداخل الإسرائيلي للتسريع بعودة الرهائن، بالإضافة لخشية غضب ترامب ما يدفع نتنياهو لكف يده، مهما كان ذلك معارضا لعقيدته العسكرية، ومهما كان قد افترى على أهل غزة بالحصار والنار والتهجير القسري، وأباد قيادات حماس في الداخل والخارج، واقترف جرائم حرب بعين باردة، معتمدا على معرفة قيمته عند حكومات صنع القرار، ودلال حيلته على بقية الوسطاء.
إيران قد لا تظهر في المفاوضات، ولكنها دون شك تعمل تحت غطاء طرف ينوب عنها!
والسعودية تصر على حل الدولتين، وشعب غزة يتوقون لذلك النصر العظيم، ويرقصون ولو بأطراف مبتورة، وبمنتهى ضياع الرؤية والمصير، بحلم عودة اللقمة لحياتهم الجائعة، وأنفاس الهدوء تسمح لهم بالتلاقي بمن بقوا أحياء من أبنائهم وذويهم، وفرصة سانحة لبعضهم للهروب خارج الحدود، قبل أن تستجد أسباب جديدة للحرب الغاشمة.
العدو الصهيوني متجبر بعضلات أعوانه الجبابرة خارقي القوانين، والمقاومة الرعناء ما زالت تتحرك بخيوط خارجية، وتنتظر فرصة للعودة، حيث لا يهمها فناء عشرات الآلاف من الأبرياء، فداء لشعارات مقاومة تتلف أدمغة الشباب.
أمنياتنا لأهل غزة بسلام نتمنى أن يطول، وأن تثبت قواعده، فلا تخترق بقصف هنا، ولا نقمة وخلاف وطمع هناك، ولا بتدخلات ضياع، ولا مزيد من الحجج والأعذار من جانب نتنياهو، ولا فرص لحماس لتستعيد بعض قوتها، وتعود بعنترياتها لإراقة مزيد من الدماء وإفناء الأرواح لشعب مضام لم تغادره النكبات.
النصر فلسفة نوعية، وكل قد يراه من زاويته، ولكن الأهم من الاحتفال وعي غزاوي شعبي يكشف لهم حقيقة ما يدور بالخفاء، وما يثمر بعكس مرادهم.
أعان الله أهل غزة، والضفة، وأزال كربتهم، والتهجير حتى الآن لم يكتمل، ولكنه يظل بالتدرج يرتسم.
shaheralnahari@
0 تعليق