نراجع الخطوات التي اتخذناها، والعثرات التي اعترضتنا، والأهداف التي حققناها أو تلك التي بقيت في قائمة الانتظار.

وفي هذا الختام أقول إلى التي أعرفها جيدا: أتحدث إليكِ اليوم لأذكرك بكل ما فعلته هذا العام. قد يبدو لكِ أن هذا العام مرّ دون إنجازات كبرى تُرى، ولكن ما قمتِ به كان أعظم من كل الإنجازات الظاهرة. لقد استمررتِ في المحاولة، رغم العقبات التي كانت كفيلة بأن تُحبطك. لم تستسلمي أمام الأوجاع ولم تنحني رغم عورة الطريق.

لم يتقلب قلبك وظل ينبض بالنقاء والسلام حتى لأولئك الذين أساؤوا إليكِ ولم يستحقوا سوى السوء نفسه. كنتِ شجاعة حين واجهتِ ما لا تحبين، قوية عندما تحملتِ غصات الفقد، وصبورة في مواجهة الأوجاع.

واثقة تماما واجهتِ العواصف بثبات لم يتزعزع، وأظهرتِ عزة نفس وشموخا يجعلانكِ تستحقين الاحترام والإعجاب.

كانت بطولتكِ الحقيقية هي قبولكِ لما قادتكِ إليه الحياة، رغم كل ما حملته من قسوة. كنتِ راضية، شاكرة، متصالحة جدا، تعيدين تشكيل نفسكِ بطريقة لا تحدث إلا من خلال الأزمات.

ختاما، هذا العام ليس فقط عن الإنجازات المرئية، بل عن التحديات التي واجهناها والقدرة على البقاء والاستمرار. فخورة بنفسي وبكل ما عشته، وبكل تجربة قاسية حولتها إلى قوة وأجنحة تعينني على التحليق من جديد.

وأشكر الله على كل نعمة أعطاني إياها، وعلى القوة التي جعلتني أقف من جديد. العام القادم هو فصل جديد، وأنا مستعدة لخوضه بكل إيمان وعزم.