اتسعت رقعة الحرائق في لوس أنجلوس، ما أسفر عن مقتل 16 شخصاً على الأقل، وسط توقعات بتفاقم الوضع مع عودة الرياح القوية التي باتت عامل إحباط للإطفائيين. وحذرت إدارة الطوارئ السكان من أن «الوضع لا يزال حرجاً»، بينما تواصل فرق الإطفاء جهودها للسيطرة على النيران، بينما صعّد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هجومه على قادة كاليفورنيا، واصفاً إياهم ب«غير الأكفاء»، في حين أعلن حاكم الولاية عن خطة لإطلاق «خطة مارشال» لإعادة بناء المناطق المتضررة.
ومع استمرار الحرائق في لوس أنجلوس بالتوسع، وتوقع أن تشتد في الساعات المقبلة مع العودة المتوقعة للرياح القوية.
وحذّرت ديان كريسويل من الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ (فيما) من أن «الوضع لا يزال حرجاً». وأضافت في تصريحات لشبكة «إيه بي سي» أن «الرياح من المرجح أن تصبح خطرة مجدداً»، وحثت الناس على البقاء في حالة يقظة شديدة.
وبعد تراجع وجيز في شدة الرياح السبت، تتوقع السلطات أن تعود الرياح بقوة. وقال أنتوني ماروني رئيس أجهزة الإطفاء في المنطقة: «هذه الرياح المصحوبة بجو جاف ونبات جاف ستبقي تهديد الحرائق في منطقة لوس أنجلوس عند مستوى عال».
ورغم جهود الآلاف من عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، اتسع حريق باسيفيك باليسايدس السبت إلى شمال غرب لوس أنجلوس، وبات يهدد وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان فضلاً عن متحف غيتي وأعماله الفنية التي لا تقدر بثمن.
وأتت الحرائق على أجزاء كاملة من ثانية كبرى المدن الأمريكية، مدمّرة «أكثر من 12 ألف» منشأة وهو عدد يشمل الأبنية وكذلك السيارات، على ما أوضحت السلطات.
وقالت دارا دانتون من سكان حي باسيفيك باليسايدس الراقي الذي انطلقت منه النيران: كل أصدقائنا، خسروا منازلهم ونحن أيضاً.
ويقيم أكثر من 150 ألف شخص في الحي وقد اضطروا للفرار أمام تقدم النيران في المنطقة. وتستعيد مدينة لوس أنجلوس مشاهد لم ترها منذ جائحة كوفيد.
وبدأ عدد كبير من السكان يشكك في فاعلية إدارة السلطات للأزمة خصوصاً أن فرق الإطفاء وجدت نفسها أحياناً أمام خزانات مياه فارغة أو تعاني ضغط مياه منخفضاً.
وقالت نيكول بيري التي أتت النيران على منزلها في باسيفيك باليسايدس: إن السلطات «تخلّت بالكامل» عن السكان.
وشددت رئيسة البلدية كارين باس التي تعرضت لانتقادات شديدة، على أن المسؤولين السياسيين وأجهزة الإغاثة والأمن «جميعاً على الموجة نفسها».
إلى ذلك، شن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب هجوماً جديداً على قادة ولاية كاليفورنيا أمس الأحد. وكتب في منشور على منصته «تروث سوشال»: «الحرائق لا تزال مشتعلة في لوس أنجلوس. والسياسيون غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها».
وفي ظل عمليات النهب التي تكثر في المناطق المنكوبة أو التي أخليت من سكانها، فرضت السلطات حظر تجول صارماً في منطقتي باسيفيك باليسايدس وألتادينا الأكثر تضرراً.
ويتوقع أن تنجم عن هذه الكارثة أضرار بقيمة عشرات مليارات الدولارات ويخشى بعض الخبراء أن تكون هذه الحرائق الأكثر كلفة على الإطلاق.
وقال حاكم الولاية الأحد لقناة «إن بي سي»، إنه يريد إطلاق «خطة مارشال» لإعادة بناء كاليفورنيا، مضيفاً «ما زلنا نكافح هذه الحرائق، لكننا نتحدث بالفعل إلى المسؤولين وقادة الأعمال والمنظمات غير الحكومية».
وتتحرك السلطات أيضاً لاحتواء الارتفاع الهائل في أسعار الإيجارات الذي يواجهه بعض النازحين.
ويواصل عمال إنقاذ يستعينون بكلاب مدربة، تفقد الأنقاض بحثاً عن جثث أو بقايا بشرية. وقال شريف مقاطعة لوس أنجلوس روبرت لونا: إن التحقيق لتحديد أسباب هذه الحرائق يتواصل بمشاركة مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي).
وأكد «لن نهمل أي فرضية. الرياح التي تهب راهناً معروفة باسم «سانتا آنا» وهي مألوفة في كاليفورنيا، لكنها بلغت حدة غير مسبوقة منذ عام 2011، وهي تحمل الجمر بسرعة في الأجواء بمسافة كيلومترات. وتشكل هذه الرياح كابوساً للإطفائيين. (وكالات)
سحب سامة.. وتحذيرات مشددة
حذرت السلطات الصحية في لوس أنجلوس السكان من المخاطر الصحية الناجمة عن دخان حرائق الغابات التي اجتاحت المدينة، مدمرة مساحات واسعة ومطلقة سحباً سامة في الهواء. وأكدت إدارة الصحة أن الدخان يحتوي على جسيمات صغيرة تسبب التهاب الحلق والصداع وتدهور جودة الهواء، داعية السكان إلى ملازمة منازلهم واستخدام أجهزة تنقية الهواء.
وأوصــت بارتـــداء الكمامـــات للأشخــاص المضطرين للخروج، وحثـــت الشبـــاب وكبــار السن والمرضى على توخي الحذر الشديد. وأعلنت المقاطعة حالة طوارئ صحية،وأشارت إلى أن احتراق مواد بلاستيكية وكيميائية أدى إلى انتشار ملوثات سامة بالهواء. (وكالات)
منزل فريد يتحدى النيران
وسط الدمار الشامل الذي خلفته حرائق لوس أنجلوس، لفت الأنظار منزل رجل الأعمال المتقاعد ديفيد شتاينر، الذي صمد أمام النيران وحافظ على معالمه بالكامل، في مشهد أثار الإعجاب والدهشة، وفق صحيفة «دايلي ميل» البريطانية.
ويمتد المنزل على مساحة 4200 قدم مربعة، وتبلغ قيمته 9 ملايين دولار، وصُمم المنزل بطريقة مبتكرة تجعله يتحمل الكوارث الطبيعية، بما في ذلك الزلازل والحرائق. ويتميز البناء بجدران من الجص والحجر، وسقف مقاوم للنيران، وركائز تمتد إلى عمق 50 قدماً داخل الصخور، ما يعزز استقراره ويحميه من الأضرار، وفقاً للصحيفة.
إحباط سرقة بيت كامالا هاريس
تدخلت شرطة لوس أنجلوس، صبـــاح أمـــس الأول السبـــــت، استجابة لبلاغ عن محاولة سرقة في منزل نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في برينتوود بلوس أنجلوس. وأكدت الشرطة أنها أوقفت شخصـــين قرب المنزل عند الساعة الرابعة والنصف صباحاً بتوقيت لوس أنجلوس، لكن التحقيقات كشفت لاحقاً أن الموقوفين لم يكونا على علم بموقعهما ولم تكن لديهما نية لارتكاب جريمة. ورغم ذلك، تم اعتقالهما لمخالفتهما حظر التجول المفروض نتيجة الأوضاع الطارئة.
ولاحقاً، أفادت وسائل إعلام أمريكية بأن حريقاً ضخماً اندلع بسرعة في أحد أغنى أحياء مدينة لوس أنجلوس، حيث اقتربت النيران من منزل هاريس.(وكالات)
0 تعليق