تتوالى التصريحات من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والوسطاء بشأن التوصل إلى اتفاق في غزة يقضي بوقف إطلاق النار والإفراج عن بعض الرهائن. وبَحَثَ اجتماع مصري أمريكي المسار التفاوضي في هذا الشأن، بينما تحدثت مصادر فلسطينية عن استعداد حركة «حماس» للتوصل إلى اتفاق، في الوقت الذي تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطاً خارجية وداخلية، لاسيما من عائلات الرهائن.
وبحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ومنسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، بريت ماكغورك، جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصةً مع دخول فصل الشتاء.
وذكر بيان للرئاسة المصرية أن الاجتماع حضره وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبدالعاطي، ورئيس المخابرات العامة، حسن رشاد، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة، هيرو مصطفى جارج. وأكد البيان أن «اللقاء تناول مستجدات الأوضاع الإقليمية، واستعراض جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة، حيث شدد السيسي على أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصةً مع دخول فصل الشتاء، وتم التأكيد على حل الدولتين باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط». كما تناول اللقاء أيضاً «سبل الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان باعتباره نواة لجهود التهدئة الإقليمية، وكذا تطورات الوضع في سوريا، حيث أكد السيسي في هذا الصدد الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا الشقيقة وأمن شعبها».
وتأتي هذه التحركات في وقت تسعى الإدارة الأمريكية جاهدة لتحقيق اختراق دبلوماسي في الشرق الأوسط قبيل مغادرة الرئيس جون بايدن لمنصبه. وتوسطت الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر، من دون جدوى للتوصل إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام.
وأعرب مسؤولون أمريكيون عن الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يضمن إطلاق سراح الرهائن.
وبالمقابل، تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة مواقف حكومة بنيامين نتنياهو من الصفقة والتي تظهر حالة من الانقسام في الآراء والمواقف السياسية من جهة، وحالة الغضب الشعبي الذي يجابه حكومة نتنياهو من جهة أخرى.
وبينما أكد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن «الفرصة حقيقية» لإبرام الصفقة في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، وأكد نتنياهو لعائلات الرهائن أن «الصفقة تنضج» ليتراجع بعدها عن تصريحاته، شدد وزير المالية الإسرائيلي بتسئيل سموتريتش على رفض أي صفقة «تقوض إنجازات الحرب».
ووصفت «القناة 12» العبرية تصريحات كاتس بأنها «دراماتيكية» تعطي أملاً كاذباً لعائلات الرهائن وفقاً للمعطيات التي تناقض هذه التصريحات. ووصف المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي رونين مانيليس تصريحات نتنياهو المتضاربة بأنها «ألاعيب علاقات عامة»، وأن عليه أن يستبدلها بتلبية مطالب «حماس» بما في ذلك «وقف الحرب والتخلي عن بعض المناطق في غزة»، بحسب القناة.
بينما تستمر عائلات الرهائن الإسرائيليين في تل أبيب بالتظاهر للضغط على حكومة نتنياهو بتغيير مسارها في المفاوضات، للوصول إلى «نتائج ملموسة»، وهاجم المتظاهرون نتنياهو وأركان حكومته واتهموه بالإدلاء «بتصريحات غير متسقة بشأن الهدنة».
وكشفت مصادر لهيئة البث الإسرائيلية أن هناك تقدماً في المفاوضات للتوصل إلى تسوية في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وقالت المصادر المطلعة على مسار المفاوضات «إن هناك تفاؤلاً حذراً بشأن فرص التوصل إلى تفاهم يؤدي إلى اتفاق».
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة وقطر ومصر تمارس حالياً «ضغوطاً فعالة» على طرفي الصراع من أجل التوصل إلى اتفاق، بينما قالت مصادر فلسطينية إن تركيا انضمت إلى جهود الوساطة، الأمر الذي يدفع «حماس» أيضاً للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وبحسب المصادر الإسرائيلية، تتم حالياً مناقشة إطلاق سراح عدد معين من الرهائن، وقد يتم إطلاق سراح النساء في المرحلة الأولى. وأضافت «يعتقد الوسطاء أنه إذا تم التوصل بالفعل إلى اتفاق محدود لإطلاق سراح المختطفين، فسيؤدي ذلك إلى ديناميكيات تؤدي في النهاية إلى اتفاق كامل، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب وانسحاب القوات، بما في ذلك من ممر فيلادلفيا». (وكالات)
0 تعليق