الشارقة: «الخليج»
أكد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن اسم طاقات الشباب يحوي أموراً كثيرة، حيث كان سابقاً يسمى بالأنشطة غير الصفية التي تكسب الطلبة مهارات أخرى إلى جانب مهارات العلم، وهي التي تُكون المفهوم العلمي بطريقة صحيحة.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في حفل تكريم الفائزين بالدورة الرابعة من «جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب» الذي أقيم مساء السبت في «قصر البديع العامر».
وأشار سموّه إلى أنه في الوقت الذي شاهد فيه تراجع العقول الشابة، سارع في إيجاد وسيلة يصقل بها عقول الشباب والشابات. موضحاً أن مثل هذه البرامج لا بدّ أن تبدأ من المدارس بحيث تكون العملية متكاملة تشمل التربية والتعليم إلى جانب الأمور الرياضية والأنشطة الأخرى التي يمارسها الشباب والشابات على مدى هذه السنة والسنوات السابقة.
وأضاف سموّه «مسؤولية مؤسسة ربع قرن ليست في التدخل والتوجيه في مسألة الحضانات والمدارس، إنما لديهم برنامج مواكب يتماشي مع البرنامج التعليمي الموضوع ولذلك يكون الناتج إنساناً يختلف عن أي إنسان آخر تربّى معظم وقته على العبث واللهو، ونلاحظ في الشارقة الاهتمام بهذه الطاقات التي كانت ستضيع في أمور معظمها لهوٍ وعبث إلى طاقات نافعة. نشكركم جميعاً على انتمائكم إلى هذا البرنامج الذي بدأ يزداد، ونضع له ضوابط ويضم طلبة من مدارس مختلفة، نحن لا نحجب المعرفة التي لديكم بل ندعم من أراد أن يستزيد، وينتمي إلى هذه الجائزة التي لها برنامج فيه معظم الوقت والمكاسب التي تصقل عقول الشباب والشابات».
وأضاف «نحاول أن نجد هذا الإنسان بصورة مكتملة من ناحية التأسيس بالعلم والمعرفة إلى جانب تأسيسه في الحياة، نحن نأخذ بيده حتى إذا أكمل دراسته الجامعية أكمل مرحلة الماجستير والدكتوراة والعلوم النافعة، وهنا المسألة ليست عفوية بل مرتبة عبر برنامج معد، ونلاحظ أن هذه المنح الدراسية التي تكون بالآلاف، همنا تعليم هذا الجيل لأن المسائل التي تحتاج للعلم والمعرفة والمراكز تتطلب مبالغ باهظة ولكن من الجانب الآخر نقول مبالغ زهيدة في مسألة العلم، لأن من يزن العلم يعرف قيمته، والعلم ليس كلام منسوقاً على أوراق ودفاتر فقط، بل العلم في الرأس، ولا نعتمد على الأجهزة ولذلك بهذه العملية والانفتاح نجد أن أبنائنا وبناتنا جميعهم واعون لهذه العملية».
وتحدث عن أهمية استقرار الأسرة قائلاً «كل إنسان لديه أب وأم وبيت ولا بدّ أن يكون مستقراً لاستقرار أبنائه، ولذلك نحاول أن نوفر السكن والعلاج والوظيفة المناسبة، ويفخر كل واحد في الشارقة أن لديه مرتباً يكفيه وأسرته ويعيش عيشاً كريماً، ونتمنى أن هذا العطاء يأتي مردوده ليس على الأسرة فقط، بل يصل لأبنائهم والأجيال القادمة أيضاً».
وأضاف «منذ 50 سنة قال أحد الأشخاص بدأت من الصفر، بل نقول بدأنا من تحت الصفر حيث كانت العوائل غير متعلمة وهذه أثرت على الطالب أو الإنسان الذي نحاول تغيير حياته، والتخلي عن بعض العادات التي تؤثر على حياته، وبدأت الأمور تنزاح بعدها وإن شاء الله نكون قد بنينا مجتمعاً صالحاً أساسه الإيمان والتمسك بالدين الحنيف، وبعدها التمسك بلغتهم وإنتمائهم وعاداتهم وتقاليدهم القيمة، كل هذه الأمور أُسس نبني عليها بإنسان واعٍ ذي عقل نظيف، لأنه لا يمكن البناء على جهل وضلال، وكل عقل مضطرب لو التزم بدينه لتغير أحواله».
وتمنى سموّه أن يكون الجميع ملتزمين بدينهم وعروبتهم، قائلاً «نركز على هذه الأمور لتكوين الشخصية التي بذلت الجهد منذ الطفولة إلى أن وصلت لهذا المستوى من العلم والمعرفة والتأسيس وهذه هي الثمرة، لكن العقول الخالية تدخلها كل الخزعبلات والأفكار الشريرة من جميع الآفاق، ولكن القلب المؤمن الواعي الملتزم لا تسمح لأي نافذة تنفذ إلى قلبه وعقله، ونقول هناك أجهزة معظمها للتخريب ونقولها نصيحة فلا فائدة من العبث والبحث عن أمور تجهلها؛ ابحث عن الذي ينقصك من المعرفة والعلم، وإن شاء الله يكون الجميع ملتزم بالوعي التام تجاه ما تكتسبونه لعقولكم».
واستعرض سموّه، البحث عن العلم في الأيام السابقة قائلاً «في شبابنا لم نكن نجد الوسيلة التي لديكم الآن، وكان العلم والمعرفة محدود، ولكننا كنا نبحث في جميع المجالات، وكنت من الذين يجمعون الأوراق من صحف مستعملة أجنبية وأجمعها وأبحث في القاموس الإنجليزي للحصول على المزيد من العلم، أنتم الآن لديكم المعرفة في الهاتف وبجانبكم عبر الأجهزة التي لديكم، ولكن اختر ما ينقصك من العلم لتقويم اللسان وتكوين الشخصية».
وتناول سموّه أهمية اللغة العربية مشيراً إلى جهود الشارقة وعلماء اللغة لمدة 7 سنوات في مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي عجز عنه الخبراء والأجهزة الحديثة. متطرقاً إلى مشروعه الجديد وهو الموسوعة العربية الشاملة التي تتناول الأدب والفنون والعلوم. موصياً الفائزين بضرورة الاهتمام بتطوير الكتابة والخط الذي يعدّ جزءاً من اللغة.
وتحدث عن المشروعات التنموية التي تميزت بها الشارقة مثل مزرعة القمح ومزرعة الألبان والدواجن، والفوائد الكثيرة التي يحصل عليها المستهلك من استخدامه لهذه المنتجات. موضحاً أنها تصب في مصلحة الإنسان وصحته وهذا ما تركز عليه مشاريع إمارة الشارقة.
كما تناول أهمية المحافظة على المناخ بإنشاء المحميات الطبيعية التي توفر الأوكسجين الذي يحتاج إليه الإنسان، وتقليل التلوث بجميع أشكاله.
واختتم سموّه، حديثه مهنئاً الفائزين بالجائزة ومحفزاً إياهم لتحقيق المزيد من الإنجازات والألقاب محلياً ودولياً، ورفع اسم الدولة في المحافل القارية. مشيداً بجهود آبائهم وأمهاتهم في تربيتهم ومساعدة المؤسسات في تخريج جيل واعد يخدم وطنه.
وألقت عزيزة إبراهيم المازمي، مديرة جائزة الشيخ سلطان لطاقات الشباب، كلمة رحبت فيها بالحضور، وقالت "لقد أدركت الشارقة أن الاستثمار في الشباب هو سبيل التقدم والتنمية من هنا جاءت جائزة الشيخ سلطان، برؤية حكيمة من صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتتويجاً لجهود قرينة سموّه، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، لإعداد جيل متعدد المهارات يسهم في التطوير والتنمية الحضارية".
ووجهت رسالة للفائزين قائلةً "أقف اليوم وكلي فخر بما أنجزه شبابنا المبدعون، ورسالتي للفائزين فوزكم اليوم هو شهادة تميز ومصدر فخر لنا وللشارقة فهنيئاً لكم هذا الفوز المستحق".
والتقط صاحب السموّ حاكم الشارقة الصورة الجماعية مع الفائزين بجائزة سلطان لطاقات الشباب، متمنياً لهم التوفيق والنجاح في خدمة وطنهم.
شهد الاحتفال بجانب صاحب السموّ حاكم الشارقة: الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سموّ الحاكم، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مديرة مؤسسة فن، وعدد من كبار المسؤولين والفائزين بالجائزة.
0 تعليق