نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طبيب مصري بدرجة فدائي.. «توفيق» ينقذ بصر عشرات المرضى تحت القصف في غزة, اليوم الخميس 10 أكتوبر 2024 11:41 مساءً
لم ترهبه رصاصات العدو الإسرائيلي، ولم يخف من قذائف الدبابات الإسرائيلية التي حاصرت مستشفيات قطاع غزة وقضت على الأخضر واليابس، ولم يفزع من استشهاد عشرات الأطباء في القطاع المنكوب، بل قرر وصّمم على السفر لمداواة جراح أهالي غزة رغم الصعوبات، تاركا وراءه أسرته وأطفاله، منتصرا للإنسانية.
واستطاع الطبيب المصري محمد توفيق استشاري علاج الشبكية والجسم الزجاجي، إعادة البصر لعشرات الفلسطينيين خلال عمله في مستشفى غزة الأوروبي الحكومي الواقع جنوب قطاع غزة.
لم تكن رحلة الدكتور محمد توفيق التي بدأت في أول مايو الماضي بصحبة 19 طبيبا ضمن فريق من متطوعي فريق الطوارئ الطبي التابع لمنظمة الصحة العالمية، سهلة أو يسيرة، إنما محفوفة بالمخاطر لكنه استطاع أن يسطر بطولة استثنائية في إعادة بصر عشرات الفلسطينيين، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «مترددتش لحظة لما اتعرض عليه في مايو الماضي إني أسافر لإنقاذ أهالي غزة، وتركت شغلي في القاهرة، والزقازيق وسافرت فورا واستطعت والفريق الطبي إجراء أكثر من 150 جراحة في الفترة من أول لآخر مايو الماضي، ورجعنا لكن قلوبنا كانت هناك مع أهالي غزة، أحببناهم فبادلونا الحب والشكر».
الطبيب المصري لم يستطع نسيان ما رآه من حالات حرجة أثناء عمله في المستشفى الأوروبي بغزة، ولا تزال مشاهد الدمار وفقدان الآلاف لبصرهم عالقة في ذهنه رغم إجراءه عشرات الجراحات، لذا لم يتردد في السفر مرة أخرى إلى القطاع حينما جاءته الفرصة: «مكنتش قادر أنسى اللي شوفته هناك في غزة، حالات كثيرة تعاني من انفجار في العين، وبداخلها شظايا، وكمان الحالات بتعاني من انفصال شبكي ونزيف، وكان قدامنا تحدي كبير إننا نرجع للناس بصرها خاصة الأطفال، ركزنا كل جهودنا على كيفية إنقاذهم وخاصة اللي مكنش عندهم أمل في الشفاء، أعادنا ليهم الأمل بإعادة البصر مرة تانية، والناس مكنتش مصدقة إنها هترجع تشوف تاني لكن توفيق ربنا كان محالفنا».
أكثر من 17 ساعة يقضيها الطبيب المصري داخل غرفة العمليات، لا يكل ولا يمل من تأدية واجبه تجاه أشقاؤه الفلسطينيين داخل المستشفى الأوروبي بحسب حديثه، وبالكاد يستطيع التواصل مع زوجته الدكتورة إيمان مجدي وأطفاله ووالده الدكتور أحمد توفيق: «أنا بعمل اللي عليا وسط القصف، بنبقى بنشتغل والضرب شغال حوالينا لكن ربنا حامينا، قدرنا نعمل شغل كويس وأجريت 33 عملية جراحية في يوم واحد، ودا إنجاز كبير، كنا الرحلة الماضية بنجري من 9 لـ10 جراحات في اليوم، لكن أصبحنا نجري أكثر من 30 عملية في اليوم الواحد بينها جراحات صعبة ومعقدة».
دعم كبير تلقاه الطبيب المصري من أسرته التي لم تعترض على سفره بل شجعته منتصرة للإنسانية بحسب وصفه: «مين هيقدر يشوف اللي بيحصل لأهالينا في غزة ويرفض فرصة سفر لإنقاذهم؟.. كل طبيب مصري هتجيله فرصة إنه يسافر للمساعدة في إنقاذ أهالي غزة مش هيتأخر، واللي شوفته بعيني من مجازر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي تخليني لا أتردد أبدا في محاولة إنقاذ أهالينا في غزة، الناس حالها صعب وعيشنا وسطهم وتعايشنا مع كل ظروفهم الإنسانية، ورغم تطوعنا وتحملنا مسؤولية المخاطر إلا إننا راضيين وواثقين إن نصر ربنا قريب لأهالينا في غزة».
توفيق وصف أطفال غزة بأنهم يحبون الحياة رغم تجرع مرارة الألم: «الأطفال بيحبوا الحياة رغم الألم، أدوني دروس كبيرة في الصمود، وأنا لم أتوقف عن العيش والانخراط في ظروفهم، وأنا ربنا ناداني ولبيت النداء، قدرنا نعمل غرفة عمليات كاملة داخل قطاع غزة وكان دوري توفير الأجهزة والتواجد في القطاع في آخر مستشفى موجود في غزة، ورغم الاشتباكات في القرب من خان يونس لكننا صمدنا في وجه العدوان».
نحو 35 ألف مواطن فلسطيني يعيشون داخل المستشفى الأوروبي الواقع جنوب غزة، ورغم هذه الأجواء الصعبة، تمكن «توفيق» ورفاقه من إجراء عشرات الجراحات بعدما استطاع إدخال مستلزمات طبية في 275 شنطة بينهم 11 شنطة بها معدات غرفة عمليات العيون: «الناس شافت فينا الأمل، ووثقت فينا رغم صعوبة الأجواء، أول ما بدأنا نتحرك ونعمل الوحدات الطبية وخاصة العيون وتجهيز غرفة العلميات الناس مكانتش قادرة تصدق، لكن ساعدونا بكل قوة.. كانوا بيساعدونا رغم جراحهم ومشاهدهم الصادمة، وبعد مرور أيام قدرنا نعمل الكثير من العمليات اللي فرحت الناس».
يتمنى الطبيب المصري الذي أثارت صوره داخل غرف العمليات في قطاع غزة تعاطف الكثير معه، أن يستكمل مهمته في قطاع غزة: «المفروض أنا سافرت تاني من آخر سبتمبر في مهمة لمدة شهر يعني مفروض أرجع في آخر أكتوبر، لكن أنا بتمنى طبعا أكمل مهمتي الإنسانية في إنقاذ أهالي غزة بغض النظر عن المخاطر اللي بنتعرضلها بشكل يومي وإننا سايبين شغلنا وبيوتنا وأهالينا وأطفالنا، لكن الإنسانية أكبر من أي حاجة».
0 تعليق