الحنجوريين وبتوع الكلام!

بوابة فيتو 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحنجوريين وبتوع الكلام!, اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 02:13 مساءً

كي أكون محددا وواضحا، أقول ومن البداية إني أوجه كلماتي في هذا المقال لأناس بعينهم، وغالبيتهم من المصريين وبعضهم من العرب، أولئك لا أحب أن اسميهم حنجوريين أو بتوع كلام، ولا أفضل كذلك أن أقول إنهم ممن يستخدمون اسلوب التلقيح والتحدث بلغة الحموات والضراير، ولا أريد كذلك أن أصفهم بأنهم ممن يفضلون اللف والدوران، لا أحب أن اصفهم بأي وصف من تلك الأوصاف، وأفضل أن اخاطبهم بعبارات واضحة محددة لا لبس فيها أو إلتفاف، ودونما إساءة أو توجيه لوم!

 
أتحدث مباشرة إلى أولئك الذين يبالغون في لطم الخدود غضبا وامتعاضا على الجرائم التي ترتكبها ألة الحرب المجنونة لدولة الكيان الغاصب بحق إخواننا الفلسطينيين واللبنانيين، والذين علت نبرات صراخهم واحتجاجاتهم حيال تلك الجرائم، ليس ضد القادة السياسيين أو العسكريين لدولة الكيان الغاصب.. 

وليس ضد أولئك المقاومين، ولن أقول مغامرين، الذين اشعلوا حربا وخططوا لها وأعلنوا أن ما سيقع من خسائر بشرية أو مادية هو ثمن بخس نظير عدم ضياع القضية الفلسطينية، أقول ان أولئك تركوا الدنيا بأسرها ووجهوا انتقاداتهم، المباشرة وغير المباشرة، ضد مصر وجيشها ونظام الحكم فيها، ويستخدمون أساليب التلقيح ولغة الحموات والضراير، والالتفاف في الكلام، وغالبيتهم يطالبون مصر بالتدخل العسكري العاجل!
 

لن أتبع ذات اسلوبهم، لن أهاجم أي منهم أو أوجه له اتهامات من أي نوع، ولن الوم عليهم أو على من يدعمون، بل أعلن إني اتعاطف واساند بكل ما أملك أية محاولة للنيل من دولة الكيان الغاصب بأي صورة من الصور، وأري أن المقاومة أمر مطلوب ومشروع بل ومفروض وأري أيضا أن المقاومة شيئا ودفع الشعوب للانتحار تحت لافتة المقاومة شيىء أخر!


وأقول ردا على أولئك وغيرهم.. يا جماعة الخير.. مصر دولة كبري، لا تحارب نيابة عن أحد ولا تدخل حروبا بالوكالة.. مصر دولة كبري لم ولن يكن قراراها رد فعل أبدا، قرارات مصر على الدوام أفعال نابعة من قيادتها السياسية وأجهزتها السيادية وشعبها. 
 

مصر لا يحركها قرار أو دعوة من ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء كان حسن النية أو غيره، وسواء لديه اطلاعات وقدرة على تقييم المواقف أو محترف إهالة التراب بمقابل أو بدون!  
 

يا سادة يا كرام.. مصر اتخذت السلام كخيار استراتيجي وفق حسابات وتقديرات عديدة منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان،  مصر جنحت إلى السلام بعدما استخدمت الحرب كأداة فعالة ومخيفة للعدو لتحقيق هدف استراتيجي وهو إسترداد السيادة على الأراضي التي كانت محتلة.
 

وعندما اتخذت مصر طريق السلام نهجا، لم تتخذه كقرار سري وقرار أحادي، حينها دعت مصر الجميع للسير في ذات النهج، بمقتضي أن الحروب في أي مكان في الدنيا، ليست هدف في حد ذاتها، ولكن الحروب دوما تستهدف تحقيق أهداف سياسية.


النهج المصري في توظيف الحروب لم يبدأ في أعقاب حرب أكتوبر ولكنه بدأ في أعقاب نكسة أو هزيمة يونيو 1967، حينها بدأت حرب الإستنزاف لإحداث حالة من التوتر والإضطراب لدي العدو ومجتمعه وجيشه، كانت مصر قيادة وشعبا تدرك أن لحرب الإستنزاف أهدافا أخري كان في مقدمتها استرداد ثقة المقاتل المصري في نفسه وفي بلده بعد الهزيمة المنكرة في حرب يونيو.


مصر عبد الناصر في حينها، قبلت بمبادرة روجرز وزير الخارجية الأمريكية لوقف حرب الإستنزاف أو بالأحري وقف اطلاق النار على الجبهة المصرية الإسرائيلية، حينها كان الجميع يدرك أن خطوات طويلة تجاوزتها مصر في سبيل تحرير الأرض وبالقوة المسلحة.


واستكملت مصر السادات المسيرة التي خطها عبد الناصر، وتحقق انتصار أكتوبر 73 وبعدها جنحت مصر إلى طريق السلام، وكما قلت نهجت مصر سبيل السلام في العلن وليس في السر، وهو منهج رفضه الجميع في حينه ولاقي الرجل ما لم يلقاه أحد من اتهامات وتطاول.. وشاء الله أن تمر الأيام تلو الأيام ليتبين صحة نهج مصر والسادات.


ومن بعده استكملت مصر مبارك وحاليا مصر السيسي تنتهج ذات النهج.. السير في ذات السبيل باتخاذ السلام خيار استراتيجي، سلام لا يعني أبدا أننا ضعفاء أو يعني أن جيشنا ليس متأهب للرد على أي مغامرة من هنا أو هناك، رغم هذا السلام فإن الجيش المصري لا يتوقف عن التطوير والتحديث ومواكبة كافة المستجدات في النواحي العسكرية، ويحافظ على مكانته المتقمة ضمن أقوي جيوش العالم وفى المنطقة.

 


وبالمناسبة أقول.. إن أسماء مثل عبد الناصر والسادات ومبارك والسيسي، هي مجرد أسماء شاء قدر أصحابها تحمل زمام القيادة المسئولية في فترات معينة، ولكن وعلى الدوام جيش مصر، الذى هو بالأساس جزء من نسيج شعب مصر، دوما وفى كل العصور والأزمان هو حائط الصد الحامي للأمن والاستقرار، ضد أية تهديدات سواء خارجية أو داخلية.
وأخيرا أقول.. مقتضيات الأمن القومي المصري تحددها الدولة المصرية بكل مسئوليها العسكريين والأمنيين والسياسيين.. ولا يحددها أحد سواهم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق