الخليج - متابعات
أعلن الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء، أنّه شنّ عملية «برية محدودة وموضعية ومحدّدة الهدف» في جنوب لبنان ضد أهداف تابعة لحزب الله، وذلك على الرغم من الدعوات الدولية للتهدئة.
وعلى وقع هذا التطور الخطر، استهدفت سلسلة غارات جوية إسرائيلية فجر الثلاثاء دمشق، ما أسفر وفقاً للإعلام الرسمي السوري عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم إعلامية في التلفزيون الحكومي.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره فجر الثلاثاء قرابة الساعة الساعة الثانية (23,00 ت.غ الاثنين)، إنّ قواته بدأت «قبل ساعات قليلة» توغلها في الأراضي اللبنانية بإسناد جوي ومدفعي.
«تهديد فوري»
وأضاف أنّ هذا التوغّل يستهدف «أهدافاً وبنى تحتية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان»، مشيراً إلى أنّ هذه الأهداف تقع «في عدد من القرى القريبة من الحدود والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود الشمالية».
وأوضح أنّ هذه العملية البرية تتمّ وفق «خطة مرتّبة تمّ إعدادها في هيئة الأركان العامة وفي القيادة الشمالية التي تدربت القوات لها على مدار الأشهر الأخيرة».
ولفت إلى أنّه «تمّت الموافقة على مراحل الحملة، ويتمّ تنفيذها وفقاً لقرار المستوى السياسي».
وشدّد الجيش الإسرائيلي في بيانه على أنه «يواصل القتال والعمل لتحقيق أهداف الحرب، ويبذل كل ما هو مطلوب من أجل حماية مواطني دولة إسرائيل».
من جهته، قال حزب الله في بيان صدر ليل الاثنين، إنّ مقاتليه استهدفوا «تحركات لجنود العدو الإسرائيلي في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفر كلا بالأسلحة المناسبة وحقّقوا فيهم إصابات مؤكدة».
عند الحدود
وأكد مصدر مقرب من الحزب أن تلك التحركات كانت «عند الحدود» مع لبنان.
ولم يصدر عن حزب الله أيّ تعليق فوري على إعلان الجيش الإسرائيلي أنّه بدأ العملية البرية، وقالت وسائل إعلام لبنانية إنّ الجيش الإسرائيلي أعلن بدء عملية عسكرية برية محددة في جنوب لبنان.
ونقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمّهم قولهم، إنّ العملية البرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي لتوّه هي «عملية محددة ومحدودة في الزمن والنطاق ولا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان».
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الاثنين: «مناطق المطلة ومسغاف عام وكفر جلعادي في شمال إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة. يمنع الدخول إلى هذه المنطقة».
وقبيل الإعلان الإسرائيلي، أفاد مصدر بالجيش اللبناني بأنّ «قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى» في أجزاء من جنوب لبنان قرب الحدود.
كذلك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الاثنين، إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ حزب الله التي تستهدف إسرائيل.
غارات مكثفة
وأدت الغارات الإسرائيلية المكثفة، الاثنين، على لبنان إلى مقتل 95 شخصاً على الأقل، بينهم ثلاثة أعضاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائد حركة حماس في لبنان فتح شريف أبو الأمين وجندي لبناني، بحسب مصادر مختلفة.
وتتعرض مناطق في جنوب وشرق لبنان، وصولاً إلى ضاحية بيروت الجنوبية، منذ مطلع الأسبوع الماضي لقصف إسرائيلي كثيف وغير مسبوق منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام.
وقتل أكثر من ألف شخص في لبنان وفق السلطات منذ أن ارتفع مستوى التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منتصف أيلول/سبتمبر.
واستهدفت ستّ غارات جوية إسرائيلية، ليل الاثنين إلى الثلاثاء، الضاحية الجنوبية لبيروت، كما أفاد مصدر أمني، وذلك بعيد دعوة الجيش الإسرائيلي سكان ثلاثة أحياء في المنطقة إلى إخلاء منازلهم.
واستهدفت غارة جوية إسرائيلية، فجر الثلاثاء، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان منير المقدح، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة فتح، لكنه نجا من الضربة.
وأعلنت دول عدة، إجراءات لإجلاء رعاياها، بما في ذلك استئجار رحلات جوية أو حجز رحلات تجارية بأكملها، بينما أعلنت فرنسا أنّ إحدى سفنها الحربية ستتمركز قبالة الساحل اللبناني «احترازياً» للمساعدة في إجلاء الرعايا إذا ما استدعى الأمر ذلك.
قتلى في دمشق
وفجر الثلاثاء، قُتل ثلاثة مدنيين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت العاصمة السورية دمشق، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري.
وقال المصدر إنّ «العدو الإسرائيلي شنّ عدواناً جوياً بالطيران الحربي والمسيّر من اتجاه الجولان السوري مستهدفاً عدداً من النقاط في مدينة دمشق»، مشيراً إلى أنّ «العدوان أدّى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين بجروح ووقوع أضرار كبيرة بالممتلكات الخاصة».
من جهته، أعلن التلفزيون السوري الرسمي، أنّ إحدى مذيعاته، صفاء أحمد، قُتلت في سلسلة غارات جوية استهدفت العاصمة دمشق ومحيطها فجر دمشق.
وأتى إعلان إسرائيل بدء توغّل قواتها في لبنان بعيد إبلاغها الولايات المتحدة، أنها بدأت «عمليات محدودة» داخل الأراضي اللبنانية.
ورغم الدعوات الدولية إلى وقف التصعيد، تعهدت إسرائيل بمواصلة قتال حزب الله، وأعلنت «منطقة عسكرية مغلقة» في أجزاء من حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان.
«ليست الأخيرة»
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال زيارته، جنوداً من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، من أنّ «القضاء على نصرالله خطوة مهمة، لكنّها ليست الأخيرة. ولضمان عودة سكان شمال إسرائيل، سنستخدم كلّ قدراتنا».
ودعا قادة العالم إلى الدبلوماسية ووقف التصعيد.
وقال ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «لا نريد رؤية اجتياح برّي من أي نوع كان»، فيما صرّح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأنه يجب تجنب أي عمليات إسرائيلية إضافية في لبنان، عقب اجتماع افتراضي لوزراء خارجية الكتلة.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعارض شن إسرائيل عملية برية في لبنان، ودعا إلى وقف إطلاق النار، فيما حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو من بيروت إسرائيل على «الامتناع عن أي توغل بري في لبنان»، داعياً كلّاً من إسرائيل وحزب الله إلى «وقف إطلاق النار».
من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب مستعد «إذا قرر الجيش الإسرائيلي أن يدخل برياً».
«في أقرب فرصة»
وفي كلمة متلفزة، أكد قاسم أن الحزب سيختار أميناً عاماً «في أقرب فرصة»، مشيراً إلى أن نصر الله قتل مع أربعة آخرين، بينهم نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، نافياً مقتل قرابة عشرين عنصراً في حزب الله كما أعلنت إسرائيل.
كما أكّد أن حزب الله مستمر في «مواجهة العدو الإسرائيلي مساندة لغزة». حيث يشن الجيش الإسرائيلي حرباً رداً على هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وبدأ حزب الله إطلاق صواريخ على شمال إسرائيل في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مؤكداً أنّ ذلك دعم لحركة حماس.
وأدى أكثر من 11 شهراً من المواجهات عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، إلى نزوح عشرات الآلاف في الجانبين.
ومنذ منتصف أيلول/سبتمبر، نقلت إسرائيل ثقلها العسكري من غزة إلى لبنان، مؤكدة أنها تريد بذلك السماح بعودة عشرات آلاف السكان إلى المناطق الشمالية الحدودية مع لبنان، بعدما فروا منذ بدء تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله غداة هجوم حماس.
«القدرة والقوة»
من جهتها، أكدت إيران أنه «لا داعي لنشر قوات إيرانية مساعدة أو تطوعية» في لبنان وفي غزة لمواجهة إسرائيل. وقالت وزارة الخارجية إن «حكومتَي لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتَان لمواجهة عدوان إسرائيل».
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران، الاثنين، من أنه لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه، مع تواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان.
1000 قتيل
ومنذ انفجار أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله في لبنان في 17 و18 أيلول/سبتمبر في هجومين نُسبا إلى إسرائيل وتكثيف الضربات الإسرائيلية التي أعقبت ذلك، ارتفع عدد القتلى في لبنان إلى أكثر من ألف شخص، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
والاثنين، أعلنت حركة حماس أن قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين قُتل في غارة في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مع زوجته وابنه وابنته. وأكدت إسرائيل لاحقاً أنها قتلته.
وشنّت إسرائيل في الأيام الأخيرة الكثير من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية، واستهدفت فجر الاثنين قلب بيروت للمرة الأولى مذ فتح حزب الله قبل عام جبهة «إسناد» غزة.
وأكدت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» مقتل ثلاثة من أعضائها في هذه الغارة في منطقة الكولا. وأكدت إسرائيل لاحقاً أنها قتلت اثنين من قياديي الجبهة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن غارات جوية في الهرمل (شمال شرق) أدت إلى مقتل 12 شخصاً وستة مسعفين في البقاع (شرق)، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية قرب صيدا في جنوب لبنان الأحد إلى 45 قتيلاً.
تراجع الضربات في غزة
وعلى الجبهة الجنوبية لإسرائيل، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المدمر، إلا أن الضربات تراجعت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة وفق مراسلين لوكالة فرانس برس.
من جانبهم، أعلن الحوثيون في اليمن أنهم أسقطوا «طائرة مسيّرة أمريكية من نوع MQ_9 وذلك أثناء تنفيذها مهامّ عدائية في أجواء محافظة صعدة».
وقُتل في غزة منذ بدء الحرب 41595 شخصاً معظمهم من المدنيين وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأدّى هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى مقتل 1205 أشخاص، وتسبب في اندلاع الحرب المدمّرة في قطاع غزة.
0 تعليق