أنهت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً استمر تسعة أيام في بلدة طمون جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية، مخلفةً دماراً كبيراً في الممتلكات والبنى التحتية، في حين تسببت الاقتحامات والمداهمات الإسرائيلية في نزوح كثيف من مناطق الضفة، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية.
وخرج سكان بلدة طمون إلى الشوارع لتفقدها، فيما شرعت طواقم البلدية والجرافات في إصلاح الأضرار التي خلفها الاجتياح الإسرائيلي. وقالت مصادر محلية فلسطينية: إن قوات الاحتلال تركت خلفها دماراً كبيراً في البنية التحتية، والشوارع، والأراضي الزراعية، داخل البلدة وعلى أطرافها، بينما أتلفت محتويات عدد من المنازل والمساجد التي احتلها جنود الاحتلال خلال العملية، وحولوها إلى ثكنات عسكرية. ويستمر الحصار الإسرائيلي على مخيم الفارعة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بتفجير مواقع داخل المخيم، بحسب مصادر محلية، كما دمرت البنى التحتية فيه، فيما ألقت مسيرات الجيش الإسرائيلي قنابل على منازل عند المدخل الغربي لمخيم جنين، وقامت قواته بتجريف وتدمير عدد من المنازل.
وبحسب تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية مؤخراً في الضفة الغربية المحتلة وما رافقها من حملات إخلاء ومداهمة وطرد، في موجة كبيرة من نزوح العائلات الفلسطينية، ولا سيما في مخيم جنين ومخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين.
وتنذر موجات النزوح بسبب الأعمال العسكرية بمأساة إنسانية حقيقية تنتظر نازحي مخيمات ومدن الضفة، لا سيما بعد تعطيل أعمال وكالة الأونروا ومنعها من العمل في الأراضي الإسرائيلية، ومحاصرة أنشطتها في الضفة.
ولجأ الكثير من النازحين من مخيمات طولكرم وجنين إلى مراكز إيواء تم تخصيصها في شمال الضفة، بينما اضطر آخرون إلى اللجوء لأماكن مفتوحة وأقاموا في خيام بسيطة. ومنذ ديسمبر الماضي، نزح ما لا يقل عن 5500 عائلة فلسطينية، ما مجموعه 30 ألف شخص، بينهم 3 آلاف عائلة من مخيم طولكرم للاجئين، بينما نزحت أكثر من 2500 عائلة من مخيم جنين بعد أوامر إسرائيلية صارمة بالإخلاء، وسط تصاعد أعمال عنف بفعل العملية العسكرية واعتداءات المستوطنين. في عملية يرى الفلسطينيون أنها تهدف إلى إفراغ المخيمات الفلسطينية وتسعى للقضاء على قضية عودة اللاجئين الفلسطينيين. (وكالات)
0 تعليق