على خطاه صلى الله عليه وسلم التي أنارت العالم بأنوار التوحيد نخطو، تلك الخطوات المباركة التي انطلقت بأمر الله مبتعدة عن أرض الشرك والكفر والتنكيل، بكل من يوحد الله ويعبده حق عبادته، ومقتربة من أرض الأنصار والأحباب الذين بايعوه في العقبة، على خطاه تلك الخطوات المتعبة المطاردة في الرمضاء، ولكنها مطمئنة واثقة بخالق الأرض والسماء، على خطاه تلك المسافة التي قطعها نبي الهدى، وذاك الزمان الذي عقبته البشرى، فتناثرت على سكك المدينة وقاطنيها الفرحة الكبرى، هذه الهجرة المباركة التي غيرت ملامح العالم، ووثقها التاريخ بتفاصيلها من أماكن ومواقف ومشاعر.

يقول البراء بن عازب رضي الله عنه (ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء، فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم).

ويقول أنس بن مالك رضي الله عنه (لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء).

أطلق الأمير سلمان بن سلطان أمير منطقة المدينة المنورة، مشروع (درب السنة) وتجربة (على خطاه)، لتكون تجربة تعليمية تثقيفية، تحاكي تلك الدرب المباركة التي سلكها رسولنا صلى الله عليه وسلم في هجرته من مكة إلى المدينة، وتعزز ارتباط الزوار بالسيرة النبوية الشريفة، لما للهجرة الشريفة من أثر إيماني عميق في نفوس المسلمين.

(على خطاه)، هذه التجربة التي تحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه الرسول صلى الله عليه وسلم، ستنطلق في جمادى الأولى 1447هـ وعلى مدار 5 أشهر، تستهدف أكثر من مليون زائر، ويمتد مسارها لما يقارب 470 كلم، متضمنا 41 معلما تاريخيا، و5 مواقع لقصص عاشها الرسول عليه الصلاة والسلام، وتتضمن التجربة 8 محطات مبيت خصصت للمشاة على امتداد المسار، مجهزة بكامل وسائل الراحة، وتوفر هذه التجربة 25 ألف وظيفة دائمة لأهل المنطقة التي يمر عبرها المسار، و100 ألف وظيفة موسمية كذلك.

هذه المشاريع المواكبة والمبادرات المتطورة في جميع جوانب الحياة، تتناغم مع أهداف (رؤية 2030)، والتي يسعى الجميع لتحقيقها، لتنعم هذه البلاد المباركة بالرخاء والازدهار.