علاقات الجيب العلوي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علاقات الجيب العلوي, اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025 08:18 مساءً

رحلة السفينة المثقوبة وجنون ربان المتاهة ذو خرائط الوهن المهترئة التي يُبحر الجهل عبر رموزها تحت أجنحة الظلام.

يموت الضمير وينتحر الخجل عبر خط سير التكرار، وتألف النفس الخطايا ويخبو النور القابع في النفس من خلال حِمم تبرير سوء الفعل.

السماء مُضاءة والقمر يتسلل إلى أرجاء الوجود كما تتسلل أفكار الغرف الخلفية داخل جماجم عطشى الموت غير الواعية بسوء الفعل وبشاعة إحداث الضرر.

حمى العلاقات وما يصاحبها من جرعات الدوبامين غير الشرعية المنبعثة من أوكار أشهر قنوات التواصل الحديثة، سموم تذبل معها الروح قبل الأجساد وينطفئ معها سراج الفطرة تحت وهج الصور الفاتنة وأسلوب الغنج الرخيص.

صمت الأرواح داخل زجاجة الأمل المرتجى والإعجاب بقوالب كرتونية مضيئة ونحر المشاعر بسكاكين الوجع الحالمة، هي ضحايا علاقات الجيب العلوي الرامية للدمى في مزبلة التفاهات بعد الشبع، تقنية خبيثة تدوس الكرامة والتربية بأقدام متسخة لأن جوهر الاحتفاظ ليس من مبادئها ولا من أولوياتها.

المتأمل للكراش في قنوات التواصل، وهي الإعجاب اللحظي بالهياكل المتمايلة والأوجه الحادة المصطنعة للسعادة الكاذبة، وهستيريا الضحك السامج بغرض جر الضحية إلى حفر مظلمة وأنفاق معتمة، أرضيتها مسننة وسماؤها ندم وحسرة وضياع، ترى المأساة مظلمة في كل دار تربية، ويئن الضمير على تهاوي الفلذات في قعر بئر مهجورة مليئة بالأفاعي القاتلة.

فوضى في خراب، وتضميد جراح بترياق منابر الغربان.

هيبة الشيب ذُلت، وبراءة الطفولة اغتصبت، وأعراض الشرف لُعنت... فراش نار حول بثوث تافهة، وأقدام غائرة في وحل حانات الاستغلال، وعيون ملتصقة بأستار شحاذة الدعم المزعوم.

نشوة حب الظهور، وعبارات تحفيزية مقصودة ومخطط لها لرفع فقاعات الصابون عاليا، وتلميع المزهريات الملطخة بدهان التشوه البصري، ورفع كعب التوقعات لضمان إعاقة السقوط وكسر ما تبقى من كرامة الإنسان وإذلاله.

حيل استغلال الفراغ وخبث نوايا اللعب على جمر المشاعر، وفن إتقان الاحتواء وسد فجوة الاحتياج العاطفي بالثناء والمجاملة والاهتمام وسرد قصص الإعجاب الوردية على خطى مشاهد تمثيل ليس للواقع فيها نصيب.

مشاركة فيديوهات الفقد والاشتياق والحزن والألم ودموع التماسيح تنهال من أصنام القلوب.

الحب أجلّ وأعظم من تفاهات الكراش، وأعلى قدرا ومقدارا من الإعجاب العابر.

اقتربوا من أبنائكم وبناتكم كثيرا، واغمروهم بالحب والعاطفة والمشاعر، وأمطروا عليهم أمان الاحتواء ربيعا، وبالنصح والتوجيه ومخافة الرب سراجا منيرا، فما وراء الشاشات والخلوات إلا وحوش ضارية ومخالب قانصة وشر مستطير إلا ما قل وندر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق