ضربت موجة استقالات قيادة الجيش الإسرائيلي على خلفية الحرب على غزة، بعدما أعلن رئيس الأركان هرتسي هاليفي استقالته، وسط مطالبات من المعارضة باستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، ووسط توقعات بأن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من الاستقالات في صفوف القيادات العسكرية، بينما دعت أصوات اليمين المتطرف إلى اختيار قيادة جديدة تسمح بتجدد الحرب.
وبعد أيام على بدء سريان الهدنة في غزة، أعلن هاليفي أنه قرر الاستقالة من منصبه في السادس من مارس المقبل بسبب الإخفاقات الأمنية التي صاحبت هجوم السابع من أكتوبر 2023، على إسرائيل. وبذلك يصبح الجنرال هاليفي أكبر مسؤول عسكري يتنحى بسبب ذلك الهجوم. ووفقا لـ «القناة 12» العبرية، فإن هاليفي قدم استقالته ضمن رسالة رسمية بعثها لوزير الجيش يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء نتنياهو، موضحاً أنه اتخذ القرار في ظل إدراكه للمسؤولية الملقاة على عاتقه.
كما قدم الميجور جنرال يارون فيكلمان، رئيس القيادة الجنوبية العسكرية الإسرائيلية، التي تشرف على العمليات في غزة، استقالته أيضاً. ومن المحتمل أن تعزز استقالة جنرالين كبيرين مطالب استجواب عام بشأن الإخفاقات في هجوم السابع من أكتوبر، وهو الأمر الذي قال نتنياهو، الذي ربما يتم توريط قيادته فيه، إنه يجب أن ينتظر حتى انتهاء الحرب.
وبدا هاليفي على خلاف مع كاتس، بشأن اتجاه الحرب، حيث ذكر هاليفي أن إسرائيل أنجزت معظم أهدافها وردد كاتس تعهد نتنياهو بمواصلة القتال حتى «الانتصار الشامل» على حركة حماس. وقال هاليفي في خطاب استقالته إن الجيش، تحت قيادته، «أخفق في مهمة الدفاع عن دولة إسرائيل» عندما شنت «حماس» الهجوم لكنه حقق «إنجازات كبيرة» في الحرب التي تلت ذلك.
وكان وزير الجيش السابق يوآف غالانت دعا في الصيف الماضي إلى إجراء تحقيق رسمي في الإخفاقات الإسرائيلية في هجوم السابع من أكتوبر، وقال إن التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه ونتنياهو.
وفور هذه الاستقالات، سارع المتطرف اليميني إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي السابق الذي استقال من حكومة بنيامين نتنياهو، إلى توقع «تعيين رئيس أركان جديد قوي وعدواني. يقود إلى هزيمة حماس»، أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش فقال إن «الفترة المقبلة ستتميز باستبدال القيادة العسكرية العليا في إطار الاستعدادات لتجدد الحرب».
وبالمقابل هنأ زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، هاليفي بقراره بالاستقالة، مطالبًا نتنياهو وحكومته بالسير على خطاه وتقديم استقالتهم أيضًا.
وقال لابيد «يجب على رئيس الوزراء وحكومته الكارثية بأكملها تحمل المسؤولية والاستقالة الآن». أما رئيس حزب المعسكر الوطني بيني غانتس، فوجه الشكر إلى هاليفي بصفته محارباً، لكنه قال: رئيس الأركان مسؤول عن الفشل العسكري الذي أدى إلى كارثة 7 أكتوبر. ودعا غانتس نتنياهو إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية بشأن أحداث 7 أكتوبر وقيادة إسرائيل نحو انتخابات جديدة حتى يتم تشكيل حكومة قادرة على استعادة الثقة. (وكالات)
0 تعليق