الشارقة: مها عادل
انطلق، الجمعة، معرض التصوير الفوتوغرافي الأول الذي يستضيفه «المرسم» كافيه، المساحة المخصصة لدعم الفنون بالشارقة، ويستمر شهراً، ب27 عملاً فنياً من إبداعات تسعة مواهب شابة، بإشراف مالكة المرسم ندى الزرع، ومشرفته نازيك، وتنظمه الفنانة التشكيلية مهرة محمد الرئيسي.
تتميز الأعمال المشاركة بإبراز جماليات المدنية، وملامح تراثها وتقاليدها، وعاداتها باستخدام آليات فن التصوير الفوتوغرافي.
يتضمن المعرض ورشاً لبعض المصورين، منها ورشة دمج التصوير مع الرسم نقدمها الفنانة مهرة الرئيسي والفنان أحمد عبيد.
شارك في المعرض الفنانون: أحمد عبيد، وأحمد عطالله الرئيسي، وعمار الياس الفارسي، وخالد عبد الرحمن آل علي، وأحمد بافضل، وميثاء عبد الله قاسم، وموزة أحمد المرزوقي، وعبد الرحمن محمد الهاشمي، وسارة يوسف البلوشي.
تقاليد وموروث
قالت مهرة الرئيسي منظمة المعرض والفنانة التشكيلية ل«الخليج»: «انطلاقاً من حرص «مرسم» على دعم المواهب الشابة وتحفيز الفنانين على الإبداع، قررنا إقامة المعرض للمرة الأولى، واستضفنا مجموعة من شباب الفنانين من أبناء الشارقة، ليقدموا للجمهور الأعمال التي تتناول معالم المدينة، وتقاليدها وأزياءها وموروثها الفني والثقافي».
وتابع: «نستهدف من المعرض دعم الشباب في كل المجالات الفنية، وتحفيز قدرتهم على الإبداع وتطوير مهاراتهم والتعريف بهم وبفنونهم، إلى جانب تعزيز تواصلهم مع كل فئات المجتمع، حيث شارك كل فنان بثلاثة أعمال، وشارك الفنان أحمد بافضل فقط ب4 أعمال، ونطمح من خلال إقامة المعرض تعريف الجميع بأن هذه المساحة الفنية تتسع لاحتضان مواهب الكبار والصغار فالفن للجميع».
وتضيف: «قريباً نستعد لإقامة معرض فني آخر بعنوان «روحانيات الشارقة» في شهر رمضان المقبل».
نصب المخطوطة
من الفنانين المشاركين، يقول الفنان والمصور الصحفي الإماراتي أحمد عبيد: «أشارك بسلسلة من أعمالي بعنوان «الغروب في الشارقة»، وتضم مجموعتي 3 أعمال أولها يمثل أحد معالم الشارقة الشهيرة وهو «نصب المخطوطة»، الموجود في فناء بيت الحكمة، وتم تصويرها وقت الغروب، وثانيها، صورة فوتوغرافية تجسد الشارقة القديمة، ويظهر فيها مراكب الصيد ممزوجة بمنظر ساحر للغيوم، وثالث الأعمال ترصد قباب مسجد النور مع خلفية لجزيرة النور، ومباني الشارقة في منطقة المجاز، وقت الغروب».
ويتابع: «حرصت من خلال أعمالي على نقل جماليات الشارقة بمنظوري الخاص، فالعين تصور قبل الكاميرا، والتصوير عندي هواية وشغف، وأنا أحب التصوير الحر في مجالات عدة، وطبيعة عملي كمصور صحفي أسهمت في تنوع مجالات التصوير التي أقدمها والممارسة طورت مهاراتي، واخترت تجسيد لحظات الغروب خصوصاً، لأني أعتبرها لحظات ملهمة، حيث الهدوء والسكينة، كما تكون ألوان السماء ساحرة، وحرصت على إجراء بعض التعديلات على الصور لتعزيز الألوان، وإبراز مناحي الجمال فيها».
بورترية بالقهوة
يستخدم أحمد بافضل، فنان رقمي، التكنولوجيا في أعماله الفنية، حيث يدمج أكثر من مجال فني معاً في العمل الفني الواحد لإخراج عمل فني متكامل، ويجيد رسم البورترية بالقهوة، وقال ل«الخليج»: «يُعد هذا المعرض رقم 15 في مسيرتي الفنية، قدَّمت العديد من المعارض داخل الدولة وخارجها مثل اليابان ومصر والسعودية».
وأضاف: «أشارك في هذا المعرض بأربعة أعمال فنية تتناول الفصول الأربعة، وتأثيرها على الإنسان وقراراته، لذلك فمجموعتي الفنية تحمل عنوان «الحكمة عبر الزمن»، حيث ترصد تأثير الزمن على شخصية الإنسان وقراراته والتغييرات التي تحدث في حياته، واستخدمت بها نصب المخطوطة كعنصر ثابت في كل الصور لتمثل الإنسان وتتغير الفصول الأربعة من حوله وتتغير معالم الصور أيضاً حسب صفات الفصل».
وتابع: «تربط الصور بين حياة الإنسان ومراحلها، واختلاف الزمن، وتغير الفصول، واستخدمت أسلوب «الديجيتال أرت» أو الفن الرقمي في تنفيذ الصور، وإبراز معالم الفصول الأربعة المتعارف عليها عالمياً، وليس محلياً فقط، مثل استخدام الجليد للتعبير عن فصل الشتاء رغم أنه لا يمثل بيئتنا المحلية وأوراق الشجر الملونة المتساقطة للتعبير عن الخريف، مع توظيف أشجار النخيل للتعبير عن فصل الصيف، لأنها تمثل طبيعة الصحراء والجو الحار ببلادنا واستخدمها الأجداد للسكن، وفي صناعة أدوات حياتهم اليومية، كما تُعد رمزاً للشموخ في ثقافتنا».
وأشار إلى أن هذه الأعمال «جزء من سلسلة كبيرة عبارة عن 11 عملاً، وكل لوحة تختلف عن الأخرى تماماً، وسعيد بمشاركتي في المعرض الأول الذي ينظمه «مرسم» الذي يعتبر مساحة فنية تخدم الفنانين من جميع الأعمار وجميع مجالات الفنون».
0 تعليق