عيسى يوسف: نجاح المعرض يعكس قوة رسالتنا الثقافية
د.صباح جاسم: محطة تزيد التعريف بالإرث الإماراتي
اختتمت هيئة الشارقة للآثار بنجاح كبير معرض «مليحة: مملكة عربية على طريق الحرير»، الذي أُقيم في متحف ميهو باليابان تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة خلال الفترة من 6 يوليو/تموز الماضي وحتى 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
استقطب المعرض أكثر من 100,000 زائر، ليصبح واحداً من أبرز الفعاليات الثقافية التي جسدت التراث الثقافي الغني للشارقة، والإمارات عامة، على الساحة الدولية.
وضم المعرض أكثر من 160 قطعة أثرية نادرة، شملت كنوزاً وطنية وممتلكات ثقافية قيّمة تُبرز التنوع الحضاري الذي ميّز مملكة مليحة. من بين هذه القطع، 40 تُصنف كنوزاً وطنية، و49 قطعة تمثل ممتلكات ثقافية مهمة، بالإضافة إلى اكتشافات حديثة عُرضت لأول مرة. وتناولت المعروضات الجوانب المختلفة للحياة في مليحة، بما في ذلك التجارة، المعتقدات الدينية، الفن والجمال، والنظم الاجتماعية.
وأكد عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، أن المعرض يُعد خطوة مهمة ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها الهيئة لتعريف العالم بإرث الشارقة الحضاري. وقال: «النجاح الكبير لمعرض «مليحة: مملكة عربية على طريق الحرير» يعكس قوة رسالة الشارقة الثقافية ودورها في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً حضارياً عالمياً، فاستقطاب أكثر من 100 ألف زائر للمعرض ليس مجرد أرقام، بل يمثل جسور تواصل جديدة بُنيت مع شعوب وثقافات مختلفة، ما يُعد دليلاً واضحاً على الأثر الكبير للمعرض في تمكين الوعي بالإرث التاريخي للدولة، ودور مليحة كمحور للتواصل الثقافي والتجاري بين الشرق والغرب، ما يُجسد رؤيتنا في حفظ التراث الثقافي والأثري وإحيائه، ويؤكد أهمية الاستثمار في الثقافة التاريخية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة».
فرصة للتواصل
أشار د.صباح عبود جاسم، مستشار هيئة الشارقة للآثار، إلى أن المعرض جاء ليُبرز الدور المحوري لإمارة الشارقة ومملكة مليحة التاريخية في صياغة ملامح الحضارة الإنسانية. وأضاف أن استضافة متحف ميهو لهذا الحدث المهم شكلت محطة رئيسية لتوسيع نطاق التعريف بالإرث الثقافي الإماراتي، إذ أتاح فرصة غير مسبوقة للتواصل مع الجمهور الياباني والدولي، الذي أبدى اهتماماً واسعاً بما قدمه من قطع أثرية نادرة ورؤية متكاملة لتاريخ المنطقة.
وأكد أن المعرض يُبرز التزام الهيئة بمواصلة مسيرتها في إحياء تاريخنا العريق وإيصاله إلى العالمية، من خلال تقديم نموذج يُجسد القيم الإنسانية المشتركة والتعايش السلمي الذي كان سائداً في تلك الحقبة، ضمن عرض مميز لمقتنيات نادرة وشواهد حضارية استثنائية.
محطة استراتيجية
جاء تنظيم هيئة الشارقة للآثار للمعرض ليؤكد التزام الإمارة بدورها الرائد في نشر الثقافة والمعرفة وتعزيز الحوار الحضاري بين الشعوب، إذ سلّط المعرض الضوء على مكانة مليحة كمحطة استراتيجية على طريق الحرير ودورها المحوري في التبادل التجاري والثقافي خلال فترة تاريخية مهمة.
ويُعدّ المعرض جزءاً من سلسلة مبادرات استراتيجية لهيئة الشارقة للآثار تهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية والأثرية، بما يعكس رؤية الإمارة نحو تقديم نموذج فريد للتواصل الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي. كذلك، يُبرز المعرض متانة العلاقات الثقافية بين الإمارات واليابان.
0 تعليق