انسداد الأنف يكشف معاناة سيدة ثلاثينية من سرطان قاتل

الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انسداد الأنف يكشف معاناة سيدة ثلاثينية من سرطان قاتل, اليوم الأحد 1 ديسمبر 2024 01:56 صباحاً

رحلة عذاب صامتة، بدأت بأعراض خفيفة لم تلقِ لها السيدة بالاً في البداية؛ ولكن مع مرور الوقت، تفاقمت هذه الأعراض لتكشف عن حقيقة مرعبة، فلم تستطع «شارلوت» أن تتذكر بالضبط ما كانت تفعله عندما أدركت لأول مرة إحساسها بانسداد أنفها في يناير من هذا العام، فما كان يُعتقد في البداية أنه مجرد نزلة برد مزمنة، تحول إلى كابوس حقيقي مع اكتشاف إصابتها بسرطان قاتل.

انسداد الأنف يقلب حياة «شارلوت» رأسًا على عقب 

شارلوت روني التي تبلغ من العمر 34 عامًا، معلمة ابتدائية وطفلة لأم واحد، كانت تعتقد في البداية أنّ انسداد الأنف التي شعرت به هو مجرد أعراض لنزلة برد موسمية وستزول مع الوقت، لكن بعد ثلاثة أسابيع من معاناتها مع انسداد خفيف في فتحة الأنف اليمنى، وملاحظة أنها تبدو مختلفة عن فتحة الأنف الأخرى عندما تطرد الهواء من أنفها، ومع عدم وجود أي علامات أخرى على نزلات البرد، قررت أن تتوجه إلى الطبيب والذي وصف لها كريم يستخدم لعلاج الالتهابات البكتيرية، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وبعد مرور أسبوعين، لم يكن هناك أي تحسن، بل شعرت «شارلوت» التي تقطن في غرب إنجلترا، بوخز حول فتحة أنفها، فطلبت المساعدة الطبية مرة أخرى، إلا أنّ الممرضة أخبرتها بأنّ الأمر ليس خطيرًا، ومع مرور شهر؛ شعرت السيدة الثلاثينية بصدمة كهربائية وإحساس بالحرقان في الجانب الأيمن من الوجهي، وتحت العين وبجانب الأذن، تحكي «شارلوت»: «زيارة أخرى للطبيب أسفرت عن تشخيص إصابتي بالتهاب العصب ثلاثي التوائم، وهي حالة تسبب نوبات قصيرة وحادة من الألم في الوجه، وعادة ما تكون بسبب الضغط على العصب الثلاثي (الذي ينقل أحاسيس الألم واللمس من الوجه إلى الدماغ)». 

19786738521732976320.jpg

لم تقتنع صاحبة الـ34 عامًا بهذا التشخيص، لذا طلبت إحالتها إلى طبيب متخصص في الأذن والأنف والحنجرة، وكانت تشعر بالقلق لدرجة أنها طلبت الحصول على موعد خاص بدلًا من مواجهة تأخيرات هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وبعد أسابيع، أثبتت «شارلوت» صحة قرارها، فبعد إجراء تنظير داخلي للأنف حيث يتم إدخال مسبار مزود بكاميرا في نهايته عبر الأنف، اكتشف الطبيب الاستشاري ورمًا في فتحة أنفها اليمنى، وبعد إجراء المزيد من الفحوصات وخزعة الأنسجة، تم تشخيص حالتها بنوع نادر من سرطان الرأس والرقبة، يسمى سرطان الغدد الكيسي.

ويعد سرطان الرأس والرقبة (ACC) من أنواع السرطان النادرة التي تنمو ببطء وتؤثر بشكل أساسي على الغدد اللعابية، ولكن يمكن أن يظهر أيضًا في الجيوب الأنفية، وفي حالات نادرة، في الثدي أو الغدد الدمعية أو مجاري الهواء، وفقًا لمنظمة أوراكل الخيرية لسرطان الرأس والرقبة في المملكة المتحدة، تقول كلير شيلينج، استشارية جراحة الفم والوجه والفكين المتخصصة في سرطان الرأس والرقبة في مستشفيات جامعة لندن كوليدج التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية: «تختلف الأعراض حسب مكان حدوثها، ولكن الأعراض الشائعة تشمل ظهور كتل أو تورم غالبًا في الفم أو الرقبة أو الوجه».

وتشمل العلامات الأخرى بحسب استشارية جراحة الفم والوجه، الألم أو الخدر، حيث ينمو الورم الحزامي الأمامي على طول المسارات العصبية، واعتمادًا على مكان نمو الورم، على سبيل المثال في الفم أو الحلق أو مجاري الهواء، فقد يسبب صعوبة في البلع والتحدث والتنفس، وتضيف «شيلينج»: «إذا حدث ذلك بالقرب من العينين، فقد يسبب مشاكل في الرؤية (مثل الرؤية المزدوجة)، وفي المراحل المتأخرة، يمكن أن يسبب السرطان تلفًا في العصب الرئيسي الذي يحرك عضلات الوجه، مما يؤدي إلى ضعف في الوجه يمكن أن يشبه علامات السكتة الدماغية».

«شارلوت» تلجأ إلى العلاج الإشعاعي

وعلى الرغم من بطء نموه، يمكن أن يتصرف سرطان الخلايا القاعدية بشكل عدواني وقد ينتشر إلى مناطق أخرى، مثل الرئتين والعظام، وينتشر المرض غالبًا على طول المسارات العصبية، مما يجعل العلاج صعبًا ويزيد من خطر تكرار المرض، وكما يوضح تشخيص شارلوت، فإن هذا السرطان يمكن أن يصيب أي شخص، على الرغم من أنه يتم تشخيصه عادة لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عامًا، كما أن النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال، على الرغم من عدم فهم السبب.

وبعد أربعة أيام فقط من اكتشاف إصابتها بالسرطان، التقت «شارلوت» بأخصائي أورام وجراح في الرأس والرقبة، اللذين تحدثا عن العلاج بشكل أكثر إيجابية، مؤكدين أن الجراحة كانت أحد الخيارات، بهدف إزالة الجزء الأكبر من السرطان، ثم يمكن للعلاج الإشعاعي التخلص من الباقي منه، ولكن عندما خضعت «شارلوت» لعملية جراحية، اكتشف الجراحون أن الورم أصبح أكبر بكثير مما كان متوقعًا، فقد انتشر عبر العصب ووصل إلى الشريان السباتي، الذي ينقل الدم إلى المخ، وتم إيقاف العملية مبكرًا، حيث لم يعتقد الفريق أنه من الآمن الاستمرار فيها، ما جعلها تلجأ إلى العلاج الإشعاعي.

وبعد مرور أكثر من أسبوعين بقليل، وبعد إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، تلقت «شارلوت» أخبارًا إيجابية فاقت توقعات الجميع، وهي أن الفحص لم يتمكن من اكتشاف أي سرطان على الإطلاق، تقول: «لقد كانت صدمة كبيرة، لقد أظهروا لي فحصًا به بقعة رمادية كاملة، كانت في السابق بيضاء بالكامل بسبب السرطان، والآن بدأت العظام تلتئم، إنه أفضل خبر يمكنني سماعه».

أخبار ذات صلة

0 تعليق