هل حان الوقت لإلغاء المجمع الانتخابي؟.. الناخب الحقيقي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل حان الوقت لإلغاء المجمع الانتخابي؟.. الناخب الحقيقي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية, اليوم السبت 16 نوفمبر 2024 11:18 مساءً

يوم الخامس من نوفمبر الماضي كان نقطة تحول في حياة الشعب الأمريكي بصفة خاصة والعالم بصفة عامة، حيث تم إعلان فوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، وبذلك يكون الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، لفترة رئاسية تمتد أربع سنوات من 2025 حتى 2029.

إعلان فوز ترامب بالرئاسة، والمخالف للتوقعات، أنهى حملة انتخابية امتدت من منتصف 2023 وانتهت بإعلان المرشح الفائز يوم الخامس من نوفمبر 2024، في بداية الحملة الانتخابية كان يسود اعتقاد بانحصار أسماء مرشحي الحزبين بين ترامب وبايدن، حيث كان الفارق كبيرا بينهما وبين منافسيهم في الحزبين، بالإضافة لانعقاد المناظرة الأولى بينهما، والتي أعقبها الإعلان المفاجئ من البيت الأبيض بانسحاب بايدن من السباق الرئاسي وترشح نائبته كمالا هاريس عوضا عنه، والتي لم يكن اسمها ضمن المرشحين الجمهورين، ما يجعلها ثاني امرأة تنافس بقوة للرئاسة بعد هيلاري كلينتون، هذا الفوز جعل ترامب الرئيس الخامس الذي يسعى لرئاسة ثانية غير متتالية، وثاني رئيس بعد جروفر كليفلاند يفوز بفترتين غير متتاليتين.

نتيجة التصويت كانت غير متوقعة للكثيرين داخل وخارج أمريكا، نظرا لأن ترامب خاض انتخابات 2024 بعد خسارة انتخابات 2020 أمام بايدن، بالإضافة لقائمة طويلة من الاتهامات القضائية والجنائية لاحقته بعد خروجه من البيت الأبيض، أيضا بسبب فشل محاولتين لعزله خلال رئاسته، حيث يعتبر أول رئيس يتعرض للعزل مرتين، من مجلس النواب ذي الأغلبية الديموقراطية حينها، لقضايا تتعلق بالحرب في أوكرانيا وأحداث السادس من يناير، لاحقا تمت تبرئته، كما يعتبر أول رئيس يترشح بعد محاولة العزل، كل هذا لم يثنيه من كسب 312 صوتا من المجمع الانتخابي بعدد أكثر من المطلوب للفوز، حيث يكفي كسب 270 صوتا للفوز من أصل 538. بالإضافة لكسبه التصويت الشعبي بأكثر من خمسة ملايين صوت عن منافسته، وهذا يجعل السباق الانتخابي أول سباق انتخابي بين مرشح مدان سابقا ومدعٍ عام، وهو منصب هاريس السابق.

بالرغم من فوز ترامب في التصويت الشعبي إلا أن فوزه بتصويت المجمع الانتخابي هو السبب الحقيقي لفوزه، بسبب نظام "المجمع الانتخابي" (Electoral College)، وهو هيئة انتخابية رسمية مهمتها انتخاب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. أيضا، فإنه يعتبر مثالا للانتخابات غير المباشرة، بمعنى أن الشعب الأمريكي فعليا ليس هو من يقرر رئيسه المنتخب عن طريق التصويت المباشر، بل يتم التصويت لصالح أعضاء المجمع الذين بدورهم يختارون المرشح الرئاسي الأنسب من وجهة نظرهم.

كل ولاية لها عدد معين من الأصوات في المجمع الانتخابي بما يتناسب مع عدد سكانها. فعلى سبيل المثال، تعتبر ولاية كاليفورنيا من أكبر الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان لها 55 صوتا، بينما تملك ولاية فيرمونت 3 أصوات فقط.

يزخر التاريخ الأمريكي بأمثلة لرؤساء فازوا بالانتخابات الرئاسية لكسبهم أصوات المجمع الانتخابي بالرغم من خسارتهم للتصويت الشعبي، فعلى سبيل المثال فاز جون كوينسي آدامز في انتخابات 1824م أمام منافسه أندرو جاكسون، بالرغم من كسب جاكسون للتصويت الشعبي. أما في انتخابات 1876م فقد فاز روذرفورد بي هيز أمام منافسه صامويل جاي تيلدن بفارق صوت واحد في المجمع الانتخابي بالرغم من كسب تيلدن للتصويت الشعبي. أيضا، ففي انتخابات 1888م فاز بينجامن هاريسون أمام غروفر كليفلاند الذي لم يكن فوزه بالتصويت الشعبي سببا في فوزه بالانتخابات.

من أقوى الأمثلة على خسارة الانتخابات، بالرغم من الفوز في التصويت الشعبي، كانت انتخابات عام 2000 وانتخابات عام 2016، حيث فاز جورج بوش الابن في انتخابات 2000 بسبب أصوات المجمع الانتخابي أمام آل غور الذي فاز في التصويت الشعبي، وفي انتخابات 2016 خسرت هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب لكسبه أصوات المجمع الانتخابي.

ما لا يعلمه الكثير، أنه وبالرغم من استحواذ ترامب على أصوات أعضاء المجمع الانتخابي والتي أهلته للفوز، إلا أن الحسم لم ينتهِ حتى 17 ديسمبر، ومازال هناك، قانونيا، احتمال أن يخسر وتكون هاريس الرئيسة المقبلة.

أحد الاحتمالات أن يغير مندوبو المجمع الانتخابي اسم مرشحهم، فالدستور الأمريكي لا ينص أن يصوت مندوبو المجمع الانتخابي للمرشح الفائز في الولاية التي فاز فيها بأصوات الناخبين. فالمندوبون، يوم  17 ديسمبر، سيعتمدون ترشيحاتهم النهائية، سواء تأكيدا لفوز ترامب أو احتمالية فوز هاريس، ثم يقر الكونغرس النتائج يوم 7 يناير، قبل تنصيب ترامب وتولي مهامه في 20 يناير 2025، أي ما تزال هناك فرصة لتغير اختيارهم السابق لصالح المرشحين الآخرين.

المعارضون لفوز ترامب قد يشنون حملات مكثفة لحث المندوبين في المجمع الانتخابي لتغير أصواتهم التي كسبها في الولايات التي فاز بها، حتى بمخالفة رغبات ولاياتهم عن طريق تغير تصويتهم لهاريس يوم 17 ديسمبر. الاحتمال الآخر، إثبات عدم نزاهة الانتخابات، هذا الأمر متداول بعد شكوك بسبب خروقات أمنية طالت النظام الالكتروني للتصويت، مما يعني أن النتيجة المعلنة قد لا تعكس الرغبة الحقيقية للناخب الأمريكي.

ختاما، فوز ترامب قد يكون منطقيا عند التعمق في الأساليب التي استخدمها للفوز، فقد تبنى نهجا مختلفا اعتمد فيه على توجيه رسائل واضحة ومباشرة لفئات الشعب كل بما يخدم قضاياه. على سبيل المثال، إن السياسات الاقتصادية وسياسات الهجرة التي اتبعها الديمقراطيون لفترات طويلة لم ينتج عنها إصلاحات ترضي طموحات الشعب الأمريكي. فقد عانت الطبقة الوسطى البيضاء من خسارة لوظائفها نتيجة لازدياد أعداد المهاجرين الذين بدؤوا بالسيطرة على مناصب مهمة، قابله انخفاض ملحوظ في أعداد الأمريكيين البيض وتحولهم إلى أقلية خلال العقود الثلاث الماضية، مما شكل تهديدا للناخبين البيض. أيضا، فنتيجة للوضع الاقتصادي المتردي، عمدت نسبة كبيرة من الناخبين على اختيار مرشح ذي خبرة اقتصادية، أملاً في انعاش الوضع الاقتصادي غير المستقر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق