منحت المحكمة العليا الأمريكية الرئيس دونالد ترامب انتصاراً كبيراً، أمس الجمعة، عبر تقليص صلاحيات القضاة الفيدراليين في إصدار أوامر قضائية وطنية تعلّق قرارات السلطة التنفيذية، وأشاد ترامب بالقرار، ووصفه ب«الرائع»، في وقت يتصاعد فيه خطاب الكراهية الإلكتروني ضد زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لرئاسة بلدية مدينة نيويورك، منذ فوزه في الانتخابات التمهيدية.
وفي قرار قضائي بأغلبية 6 قضاة مقابل 3، يتعلق بمحاولة ترامب إلغاء «حق المواطنة بالولادة»، اعتبرت المحكمة العليا الأمريكية أن الأوامر القضائية التي يصدرها القضاة الفيدراليون «تتجاوز على الأرجح السلطة العادلة التي منحها الكونغرس للمحاكم الفيدرالية».
لكن المحكمة لم تبت بعد في دستورية القرار التنفيذي الذي أصدره ترامب، والذي يقضي بإنهاء منح الجنسية تلقائياً لأي طفل يولد على الأراضي الأمريكية من أبوين غير مواطنين. ويعتبر هذا الحكم تعزيزاً لصلاحيات السلطة التنفيذية في مواجهة المحاكم.
بدوره، أشاد ترامب بالقرار الرائع الذي أصدرته المحكمة العليا، والذي يحد من سلطة القضاة الفيدراليين في تعليق الإجراءات الصادرة عن السلطة التنفيذية، متعهداً بتمرير «العديد» من السياسات الأخرى.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض «بفضل هذا القرار، أصبح بإمكاننا الآن الشروع فوراً في المضي قدماً في هذه السياسات العديدة، وتلك التي عُطلت خطأ على مستوى البلاد.. لدينا الكثير منها. لديّ قائمة كاملة بها».
من جهة أخرى، قال مدافعون عن حقوق الإنسان، أمس الجمعة، إن المنشورات الإلكترونية المعادية للمسلمين والتي تستهدف زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لرئاسة بلدية نيويورك، شهدت ارتفاعاً حاداً عقب فوزه بالانتخابات التمهيدية للحزب هذا الأسبوع.
وبحسب منظمة «كير أكشن»، الذراع الحقوقية لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 127 بلاغاً عن منشورات تتضمن كراهية وتهديدات، بما فيها تعليقات تُشبه فوزه، بهجمات 11 سبتمبر 2001، وذلك في اليوم التالي مباشرة لإغلاق صناديق الاقتراع.
ويمثل هذا الرقم زيادة بنحو خمسة أضعاف عن المعدل اليومي لمثل هذه البلاغات التي رُصدت في وقت سابق من هذا الشهر، وفقاً للمنظمة التي أفادت أيضاً برصد نحو 6200 منشور إلكتروني تضمنت أشكالاً من العداء أو الإساءة إلى الإسلام خلال يوم التصويت.
وكان ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، أعلن فوزه الثلاثاء في الانتخابات التمهيدية، بعد إقرار حاكم نيويورك السابق آندرو كومو بالهزيمة. وممداني مشرّع عن الولاية، وُلد في أوغندا لأبوين من أصل هندي، ويصف نفسه بأنه «اشتراكي ديمقراطي».
وأشار ناشطون حقوقيون إلى أن عدداً من المقرّبين من الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، بمن فيهم ابنه، ساهموا في إذكاء هذا الخطاب. ونشر دونالد ترامب الابن، نجل الرئيس، منشوراً على منصة «إكس» قال فيه إن «مدينة نيويورك قد سقطت»، مرفقاً إياه بتعليق يربط فوز ممداني بتصويت سكّان المدينة لصالح هجمات 11 سبتمبر.
ويرى مراقبون أن هذه التعليقات، تعكس توجهاً أوسع لدى أنصار ترامب في مهاجمة مرشحي الحزب الديمقراطي من خلفيات دينية أو عرقية مغايرة، خاصة أولئك الذين يتبنون مواقف يسارية.
ويُتهم ترامب باتباع سياسات داخلية «معادية للمسلمين»، تشمل حظر السفر من دول ذات أغلبية مسلمة أو عربية خلال ولايته الأولى، فضلاً عن محاولات لترحيل طلاب مناصرين للفلسطينيين في ولايته الحالية.
ورفض البيت الأبيض التعليق على التقارير، لكنه غالباً ما ينفي اتهامات التمييز ضد المسلمين.
في المقابل، يصر ترامب وحلفاؤه على أنهم يعارضون ممداني وأمثاله، بسبب ما يصفونه ب«أيديولوجية اليسار الراديكالي» التي يمثلها جناح متقدم داخل الحزب الديمقراطي. (وكالات)
0 تعليق