وقالت "وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية" التابعة لوزارة الجيش إن العملية تمت "بناءً على توصية من الجهات المهنية في الجيش الإسرائيلي، ووفقًا لتوجيهات المستوى السياسي"، مشيرة إلى أن جميع الشحنات خضعت لفحص أمني دقيق من قبل طواقم هيئة المعابر.

وكانت سلطات الاحتلال قد أعلنت في وقت سابق نيتها إدخال تسع شاحنات إلى القطاع، بعد إغلاق كامل للمعابر استمر لنحو شهرين ونصف، تسبب في تفاقم الوضع الإنساني بصورة غير مسبوقة.

منذ مارس الماضي، منعت إسرائيل دخول أي مساعدات غذائية أو طبية أو وقود إلى قطاع غزة، مما أدى إلى تفشي الجوع، ووفاة عدد من الأطفال وكبار السن، ونفاد الأدوية الأساسية، فضلاً عن توقف المخابز وتكايا الطعام بسبب نفاد المواد التموينية.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن مؤشرات المجاعة والانهيار الإنساني تتصاعد بشكل مرعب، مهددة حياة أكثر من 2.4 مليون مدني في القطاع. وأشار إلى أن الحد الأدنى المطلوب لتفادي الكارثة هو إدخال 500 شاحنة مساعدات يوميًا، إضافة إلى 50 شاحنة وقود لضمان استمرار عمل المخابز والمستشفيات ومحطات ضخ المياه والصرف الصحي.

وقال المكتب الحكومي: "نحن أمام كارثة إنسانية متكاملة الأركان، مع توقف عشرات المخابز وخروج المستشفيات عن الخدمة، وسط حرمان السكان من أبسط مقومات الحياة من غذاء وماء وكهرباء ودواء"، محذرًا من تفشي سوء التغذية بين الأطفال والمرضى وكبار السن في مشهد وصفه بأنه يعيد للأذهان "أقسى فصول الحصار والإبادة الجماعية في التاريخ الحديث".

وطالب بتمكين المنظمات الإغاثية الأممية والدولية من العمل بحرية داخل القطاع دون انتهاك للقانون الدولي أو تجاوز للمعايير الإنسانية، مؤكدًا أن "صمت العالم لم يعد مقبولًا، والوقت ينفد".

وفي السياق ذاته، صرّحت لويز ووتريدج، المسؤولة في وكالة الأونروا، أن "الناس في غزة يمرّون بمعاناة لا يمكن وصفها، أطفال يُقتلون وأشخاص يتضورون جوعًا بعد أحد عشر أسبوعًا من الحصار"، مشيرة إلى وجود مخازن مساعدات ممتلئة تقف شاحناتها على أعتاب غزة في انتظار قرار لفتح الطريق.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن إدخال المساعدات جاء "لمنع الوصول إلى حالة المجاعة في غزة"، لافتًا إلى أن إسرائيل قررت بالتنسيق مع الولايات المتحدة إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات في مناطق تخضع لحماية الجيش الإسرائيلي، في محاولة لاحتواء الضغوط الدولية المتزايدة على خلفية الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.