"مناعة" ابني ضعيفة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"مناعة" ابني ضعيفة, اليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 11:19 مساءً

من أكثر التساؤلات التي تردني من أولياء أمور الأطفال في العيادة عند تشخيص بعض الأبناء الأعزاء، لماذا مناعة ابننا ضعيفة يا دكتور؟ إذ يتعرض كثيرا لنزلات البرد والالتهابات وبطء التئام الجروح والشعور بالخمول والكسل في كثير من الأوقات.

قبل أن أتطرق إلى الإجابة أود أن أوضح أن الجهاز المناعي في الجسم عبارة عن شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل معا للدفاع عن الجسم وحمايته من الجراثيم التي قد تهاجمه مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات والتي تسبب له العدوى والأمراض، وتتمثل مهام جهاز المناعة في مكافحة الجراثيم المسببة - كما أشرت - والتعرف على المواد الضارة من البيئة ومحاربتها، ومحاربة التغيرات المسببة للأمراض في الجسم مثل الخلايا السرطانية، إذ يدافع الجهاز المناعي عن الجسم ضد المواد التي يراها ضارة أو غريبة وتسمى "المستضدات"، وقد تكون جراثيم أو مواد كيميائية أو سموما أو غيرها، فعندما تدخل هذه المستضدات داخل الجسم يقوم الجهاز المناعي بعمل الاستجابة المناعية وذلك بالتعرف على نوع هذه المستضدات، وصنع الأجسام المضادة (بروتينات ينتجها الجسم) التي تهاجمها وتضعفها وتدمرها، وبعد ذلك يتذكر الجهاز المناعي هذا المستضد فيمكنه التعرف عليه عند مهاجمته الجسم مرة أخرى، وتسمى هذه الحماية ضد مرض معين "المناعة".

ونأتي الآن إلى موضوع كثرة تعرض الأطفال للفيروسات والالتهابات، ولا شك في أن لذلك ارتباطا وثيقا بضعف الجهاز المناعي، فجهاز المناعة الضعيف هو بمثابة دعوة للجراثيم والبكتيريا والفيروسات لغزو أجسامنا، حيث إن آلية الدفاع الوحيدة للجسم هو جهاز المناعة، حيث تظل دائما في حالة تأهب ضد أي هجوم خارجي ويحمي الجسم من الهجمات المستقبلية، وعادة ما يتم تحفيز هذه الذاكرة بشكل طبيعي بعد تعرض الجسم لمسببات الأمراض أو يتم تحفيز ذاكرة الجهاز المناعي بشكل مصطنع بمساعدة اللقاحات.

وبعد أن أدركنا مهام الجهاز المناعي داخل أجسادنا يظل السؤال: كيف يمكننا تعزيز دوره حتى يتمكن من حماية الجسم بشكل أفضل وأقوى؟

بالطبع هناك جملة من النصائح المرتبطة بتعزيز دور الجهاز المناعي وأهمها الاهتمام بالتغذية الصحية، فللأسف معظم الأطفال لا يتناولون الأكل الصحي بل اتجهوا نحو الوجبات السريعة والأطعمة والمشروبات غير الصحية، وهذا بالطبع يسهم في ضعف الجهاز المناعي، فمن المهم بجانب الطعام الصحي أن يتضمن النظام الغذائي ما يكفي من مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تعزز جهاز المناعة من خلال تناول الفواكه والخضراوات، فكلما زاد تنوع الفواكه والخضراوات التي نستهلكها يوميا، زادت العناصر الغذائية التي تعزز جهاز المناعة، ومن المهم أيضا الحرص على النوم الصحي والمبكر بعيدا عن السهر، فاضطراب النوم يؤثر على إيقاع وإنتاج الخلايا المناعية، وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين لا يحصلون على ساعات كافية من النوم الصحي والمبكر معرضون بشكل أكبر للإصابة بالأمراض الفيروسية والالتهابية، كما أن قلة النوم لها تأثيرات على مدى السرعة في استعادة الجسم للعافية والصحة بعدها، فقدرة جهاز مناعة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة للميكروبات تنخفض بفعل قلة النوم، لذا علينا أن ندرك أن الجسم يحتاج إلى النوم الكافي لكي يحارب الميكروبات.

ومن عوامل تقوية الجهاز المناعي تجنب كل أشكال ومصادر التوتر، فقد كشفت التقارير الصحية حول علاقة التوتر بضعف الجهاز المناعي أن التوتر يرتبط بشكل مباشر بضعف جهاز المناعة، ويتسبب الإجهاد في إفراز عدد من الهرمونات، مثل الأدرينالين والدوبامين والنورادرينالين والكورتيزول، وهي هرمونات تقلل من قدرة الجسم على تكوين الخلايا الليمفاوية التي تساعد في محاربة الفيروسات والبكتيريا الضارة، وبجانب ذلك فإن المدخنين يكونون أكثر عرضة لضعف المناعة، إذ إن التدخين يزيد من خطر الإصابة بالعدوى عبر تدمير الأجسام المضادة من مجرى الدم، وهي البروتينات التي ينتجها جهاز المناعة لمحاربة العدوى الخارجية، فتدخين السجائر يدمر أيضا أنسجة الرئة ويقلص قدرتها على مقاومة العدوى، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي مثل الإنفلونزا.

ومن المهم أيضا ممارسة النشاط الرياضي ولا يتوقف ذلك على نوع معين من الرياضة، بل جميع أنواع الرياضات تقوي المناعة، فالنشاط البدني يدعم جهاز المناعة عبر تقليل مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مثل الأدرينالين والكورتيزول، وتحفز إنتاج الإندورفين، والمواد الكيميائية الموجودة في الدماغ والتي تعتبر مسكنات طبيعية للألم في الجسم ومحفزات للمزاج.

وما يجهله الكثيرون أن لتناول الماء دورا مهما في تعزيز دور الجهاز المناعي، فنقصان الماء في الجسم يؤدي إلى إضعاف دفاع الجسم عبر جفاف الأغشية المخاطية التي تغلف الرئة وممر الهواء؛ وبالتالي تتناقص قدرة الجسم على مقاومة العدوى، لهذا السبب فإن الحرص على تناول الماء بشكل جيد يوميا يعزز من قوة الجهاز المناعي.

الخلاصة: جهاز المناعة الضعيف يزيد من فرص الجراثيم والبكتيريا والفيروسات لغزو الجسد، حيث إن آلية الدفاع الوحيدة للجسم هو "جهاز المناعة"، حيث تظل دائما في حالة تأهب ضد أي هجوم خارجي ويحمي الجسم من الهجمات المستقبلية، ومن أهم الأمور التي تقوي المناعة عند الصغار والكبار تناول الأكل الصحي والفواكه والخضراوات، الحرص على التحصينات، ممارسة الرياضة، تناول الماء بشكل جيد يوميا، تجنب مصادر القلق والتوتر، تجنب مصادر التلوث، الحرص على تعزيز الجوانب النفسية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق