تولي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان اهتماما بالغا بالحرمين الشريفين، انطلاقا من مسؤوليتها الدينية والتاريخية باعتبارها مهد الإسلام وأرض الحرمين. وقد سخرت المملكة إمكانياتها كافة لخدمة زوار المسجد الحرام والمسجد النبوي، سواء من الحجاج أو المعتمرين أو الزوار، وذلك من خلال مشاريع تطويرية كبرى، وتسهيلات لوجستية متقدمة، وجهود إنسانية تعكس اهتمام القيادة السعودية براحة وأمن قاصدي الحرمين الشريفين.

فخصصت وزارة الحج والعمرة لخدمة ضيوف الرحمن، وأنشأت هيئة العناية بشؤون الحرمين الشريفين، وأسست الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وكذلك رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي. وكذلك أطلقت برنامج خدمة ضيوف الرحمن ضمن برامج رؤية السعودية 2030 الطموحة. وبالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها بتوجيه القيادة إمارة منطقة مكة المكرمة وأمانة العاصمة المقدسة والوزارات الأمنية والخدمية في سبيل راحة وخدمة الزوار والمعتمرين في المسجد الحرام.

وتُعد مشاريع التوسعة التي شهدها الحرمان الشريفان في العهد السعودي من أكبر المشاريع التطويرية في التاريخ، حيث عملت القيادة السعودية على توفير بنية تحتية متكاملة ومتطورة تستوعب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين، والتوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي أكبر دليل على هذه الجهود التطويرية المتواصلة والتي تهدف إلى تمكين أكبر عدد من المسلمين من أداء مناسكهم وشعائرهم بكل يسر وسهولة.

وكذلك وظفت السعودية التقنيات الحديثة لخدمة المعتمرين والزوار مثل منظومة المراقبة الأمنية المتطورة والمزودة بالكاميرات الذكية لضمان سلامة ضيوف الرحمن والروبوتات الذكية التي تقدم الفتاوى والإرشادات بعدة لغات داخل الحرمين، وكذلك تدشين التطبيقات الالكترونية لتقديم خدمات متنوعة وذلك لتسهيل أداء المناسك.

كما تحرص المملكة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن وفق خطط متكاملة، تشمل خطط إدارة الحشود و توفير فرق طبية ومستشفيات ميدانية على مدار الساعة داخل الحرمين الشريفين، وإطلاق برامج تطوعية لخدمة الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة داخل الحرمين. وكذلك فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي على أهبة الاستعداد لحماية ضيوف الرحمن من أي ضرر أو مكروه. ورجال الأمن البواسل والقوات الخاصة لأمن الحج والعمرة يعملون بكل تفانٍ لكي ينعم ضيوف الرحمن بالأمن والطمأنينة والسكينة في الحرمين الشريفين.

إن الجهود العظيمة التي تُبذل بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد في خدمة الحرمين الشريفين والمعتمرين والزوار تمثل نموذجا رائدا في العناية بالأماكن المقدسة وبضيوف الرحمن. وتؤكد هذه الجهود التزام المملكة بتقديم أرقى مستويات الخدمة التي تتشرف بها قيادة وشعبا، وترسم صورة مشرفة للحضارة وللضيافة السعودية الأصيلة.