العلاقة بين المدير والموظفين جانب أساسي في بناء بيئة عمل فعالة وناجحة ومحورية في تحقيق الأهداف وتطوير بيئة عمل صحية، وبالتالي تؤثر على أداء الموظفين وإنتاجيتهم في العمل، وفي بعض الأحيان تكون العلاقة بين المدير والموظفين سيئة ومتوترة ومتأزمة ومضطربة، ويمكن أن يكون لهذا الأمر أسباب عديدة؛ فقد يكون المدير شخصا متسلطا ومتعجرفا ويفرض سيطرته وليس متقنا واجبات عمله، ويمكن أيضا أن يكون ضعيف الشخصية وهمته قليلة وعزيمته مثبطة ولا يمتلك النشاط والحيوية بل يتهرب من تحمل المسؤولية، ودائما يلقي باللوم على الآخرين ويحملهم أخطاءه وقد يكون محدود الذكاء ولا يملك زمام المبادرة وينتظر من الآخرين أن يقرروا عنه كل شيء وربما يكون مغرورا أو منخدعا بنفسه ومعجبا بها أو مقدر ذاته تقديرا مفرطا ولا مبرر له، ويعتقد أنه يعرف كل شيء أو يكون غير ثابت على رأي أو ضعيف الإرادة ومتحيرا ومرتبكا ولا يجزم بأمر ويتردد في اتخاذ القرارات، أو يكون صعبا وقاسيا ويتصف بالصرامة والشدة في التعامل مع قراراته أو يبعث رسائل متناقضة ومتضاربة وبها الكثير من الغموض والتناقض والالتباس.

قد يظن البعض أن سؤال: كيف تجعل مديرك يخاف منك؟ أن المعنى المقصود به التعامل مع المدير بنوع من السلوك المتعمد الذي من شأنه أن يسبب له حالة تجعل فرائصه ترتعد من الفزع والخوف الشديد حتى الخضوع، وبالتالي إبداء رضاه الصريح أو الضمني عن رأي أو عن اقتراح بسبب الخوف والخرع أو الرعب والفزع أو الوجل والتهيب وهذا الظن خاطئ تماما، حيث إنه بذلك يحدث خللا في العمل ويؤدي إلى اضطرابه وعدم انتظامه مما يمكن أن ينتج عنه تأثر مكان العمل وإصابته بالفشل والعجز عن بلوغ الغايات والأهداف التي يتم السعي إلى تحقيقها.

المقصود هنا أن يقوم الموظف بمعرفة جميع حقوقه وواجباته بدقة تامة وبشكل واضح مما يجعل من الصعب على المدير أن يتعدى على تلك الحقوق، حيث سيجد الموظف له بالمرصاد ويتحين الفرص مدافعا عن حقوقه لأنه لو لم يقم بذلك فإنه سيجعل الآخرين يمسكون عليه الأخطاء ومن ثم سيكون في موقف الضعف؛ فمعرفته لتلك الحقوق والواجبات تجعله قويا وغير قابل للكسر وبالتالي يعمل على جعل الحقوق والواجبات معينة ومحددة وثابتة وبشكل واضح لا يمكن إخفاؤه، أيضا عند محاولة عرض الآراء ووجهات النظر لا بد أن يتم دعمها بحجج واضحة ومساندتها بأدلة قاطعة وتقويتها ببراهين قوية، مما يجعل المدير في وضع لا يسمح له بنسبة الخطأ إلى الموظف أو إحباطه أو عرقلته أو يقيم في طريقه العقبات أو يحول دون تحقيق أهدافه ولا يفكر حتى مجرد تفكير في ذلك، وبالتالي يعتاد على الابتعاد عنه وعدم الاقتراب منه، لأنه يجد نفسه دائما هو الخاسر ويتولد لديه شعور بأنه لن يفلح في أمره ولن يحرز أي نجاح ولن يحقق أي تقدم.

يستطيع أي موظف تحقيق تلك المعادلة وهي وضع الأمور في نصابها وتحديد الواجبات والحقوق لكل طرف من أطراف العمل، مما يجعل بيئة العمل مناسبة لتحقيق الإنجاز في مجال العمل وإكماله وإتمامه على أفضل وجه.