واشنطن ـ (أ ف ب)
وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس أمراً تنفيذياً يسمح بفرض رسوم جمركية متبادلة على شركاء بلاده التجاريين ومنافسيها في آن معاً، في تصعيد جديد لحرب تجارية يحذّر خبراء اقتصاديون من تداعياتها التضخّمية داخل الولايات المتحدة.
أسوأ من أعدائنا
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي إنّه قرّر فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، معتبراً أنّ حلفاء الولايات المتّحدة «هم غالباً أسوأ من أعدائنا» على الصعيد التجاري.
وإذ أقرّ الملياردير الجمهوري بأنّ «الأسعار قد ترتفع» في الولايات المتحدة بسبب هذه الرسوم، أبدى في الوقت نفسه ثقته بأنّ معدّل التضخّم الذي كان محوراً أساسياً في الحملة الانتخابية العام الماضي، سينخفض في نهاية المطاف.
والرسوم الجمركية التي سيفرضها ترامب على شركاء بلاده التجاريين لن تكون موحّدة بل ستختلف باختلاف كل دولة، مع مراعاة عوامل غير جمركية بما في ذلك الضريبة على القيمة المضافة. وقال ترامب: إنّ الاتّحاد الأوروبي «عنيف جداً» في علاقاته التجارية مع الولايات المتّحدة.
من جهته، قال للصحفيين بيتر نافارو، المستشار التجاري لترامب: إن الإدارة الأمريكية ستبدأ بتقييم الاقتصادات التي يعاني التبادل التجاري الأمريكي معها من أكبر عجز في الميزان التجاري أو من «أكثر المشاكل فظاعة».
وقال مسؤول: إنّ عملية التقييم هذه ينبغي أن تُنجز «في غضون أسابيع، في غضون بضعة أشهر، وليس أكثر من ذلك».
ومنذ تولّيه منصبه قبل ثلاثة أسابيع فرض ترامب مجموعة واسعة من التعرفات الجمركية ضدّ بعض أكبر شركاء بلاده التجاريين، مؤكداً أنّ هذه الرسوم ستساعد على معالجة الممارسات غير العادلة.
ويقول محللون: إنّ الرسوم التي يعتزم ترامب فرضها قد تمثّل ضربة قاسية لبعض الاقتصادات الناشئة، مثل البرازيل وتايلاند التي تفرض رسوماً جمركية أعلى لحماية اقتصادها.
لكن خبراء في مجال الاقتصاد يحذّرون من أنّ فرض الرسوم الجمركية المتبادلة قد يثير استياء دول وشركات أجنبية ويضرّ بالاقتصاد الأمريكي. ويمكن أن يؤدّي اتّخاذ إجراءات انتقامية محتملة أو حتى إصدار دعوات إلى المقاطعة، كما حدث في كندا إلى إضعاف قطاعات أمريكية تعاني أصلاً مثل الزراعة.
0 تعليق