«لماذا ما زالت السيارات القديمة تحتفظ بسحرها وتستقطب أجيالاً جديدة من الهواة، مع أن عالم اليوم يتطلع إلى الحداثة والتجديد في هذا القطاع؟»، سؤال وجد له مساحة واسعة من التفكير من خلال معاينة وجود الزوار الشباب في مهرجان الشارقة للسيارات القديمة 2025، الذين يسعون لاقتناء الموديلات القديمة والمحافظة على أصالتها، أو إدخال تعديلات تعكس ذوقهم.
ويؤكد فياض الدوسري خلال جلسة بعنوان «جيل جديد خلف مقود قديم، أين يكمن الشغف؟» أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً رئيسياً في إعادة تسليط الضوء على السيارات القديمة بعد أن كانت السيارات الحديثة تحظى بالاهتمام الأكبر. ورأى أن ارتفاع أسعار المركبات الجديدة وافتقارها للطابع المميز دفع العديد من الشباب للبحث عن بدائل أكثر تفرداً، حيث تعبير السيارة القديمة عن شخصية مالكها.
ويشير الدوسري إلى أن أفضل الأماكن لاقتناء السيارات القديمة هي المهرجانات والمعارض المتخصصة، لكن الإنترنت أصبح الوسيلة الأكثر فاعلية للوصول إلى مجتمع عشاق هذه السيارات في الإمارات، البحرين، والكويت، مما سهّل التواصل والتبادل بينهم، ووسع انتشار هذا الشغف بين الأجيال الجديدة.
ويضيف منصور المناعي: «التعامل مع أعطال السيارات القديمة يختلف بين الهواة، فبينما يمتلك البعض الخبرة الكافية لإصلاح سياراتهم بأنفسهم أو بمساعدة أصدقائهم، يفضل آخرون الاعتماد على الورش المتخصصة. لكن من الأفضل لكل هاوٍ أن يثق بقدراته ويحاول فهم المشكلات الميكانيكية بنفسه، لأن السيارات القديمة معرضة للأعطال بشكل متكرر».
ويضيف المناعي: امتلاك المعرفة الأساسية عن الأعطال يساعد في توفير الوقت والمال، حيث يمكن لصاحب السيارة إصلاح المشكلة بنفسه أو على الأقل معرفة السبب قبل التوجه إلى الورشة، مما يسهل التواصل مع الفنيين ويضمن إصلاح السيارة بكفاءة.
ويؤكد إبراهيم بن سيفان الشامسي أن السيارة القديمة في حالتها الأصلية أكثر قيمة وأصالة، ويفضل الاحتفاظ بها دون تعديلات إلا عند الضرورة، مثل عدم توفر قطع غيارها الأصلية، مما يستدعي التعديل بما لا يؤثر في جوهر السيارة. ويرى أن الشباب يختلفون في نوعية التعديلات التي يفضلونها؛ فالبعض يركز على تحسين الأداء عبر تعديل المحرك ونظام الدفع، بينما يهتم آخرون بجوانب جمالية مثل تحسين الصوت أو الشكل الخارجي. ومع تزايد الاهتمام بالسيارات القديمة بين الأجيال الجديدة، أصبح من الشائع رؤية سيارة قديمة تحمل مظهراً كلاسيكياً، لكنها مجهزة بأحدث التقنيات الميكانيكية.
وفيما يتعلق بالهواية والاستثمار بين فئة الشباب، يوضح أحمد راشد التميمي أن السيارات القديمة ليست مجرد هواية أو شغف، بل فضاء استثماري واعد يزداد الطلب عليه. فمن خلال خبرته التي تمتد لعشر سنوات في هذا المجال، لاحظ أن الشباب ينجذبون بشكل خاص إلى سيارات البيك أب القديمة والتي أصبحت تحتل مكانة بارزة في السوق، حيث يمكن لبعض الطرازات النادرة أن تصل أسعارها إلى أكثر من 100 ألف درهم، وذلك وفقاً لدرجة قدمها، أصالتها، وميزاتها الميكانيكية والتصميمية.
0 تعليق