الذكاء الاصطناعي يشعل فتيل حرب باردة جديدة: من يسيطر على المستقبل؟

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي يشعل فتيل حرب باردة جديدة: من يسيطر على المستقبل؟, اليوم السبت 8 فبراير 2025 07:27 مساءً

في القرن الماضي شهد العالم واحدة من أكثر الفترات إثارة للتوتر في تاريخ العلاقات الدولية: الحرب الباردة!

تلك المواجهة غير المباشرة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لم تكن مجرد صراع عسكري أو سياسي، بل كانت أيضا سباقا محموما في مجال التكنولوجيا والابتكار. ومن بين أهم الاكتشافات التي خرجت من رحم تلك المنافسة كانت شبكة الإنترنت التي بدأت كمشروع عسكري أمريكي تحت مسمى ARPANET، وأصبحت لاحقا الأساس الذي غيّر مفهوم الاتصال والتواصل في العالم بأسره، والذي لا يمكن أن نتخيل عالمنا اليوم دون الإنترنت!

في ظل تسارع التطورات التكنولوجية المتسارعة هذه الأيام، يبرز سؤال محوري: هل نحن مقبلون على حقبة جديدة من التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين، ولكن هذه المرة في مجال الذكاء الاصطناعي؟

بعد الضجة التي أحدثها نموذج DeepSeek الصيني وتأثيره الواضح على الأسواق الأمريكية تحديدا، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات لافتة حذر فيها من خطورة المنافسة المتزايدة مع الصين في هذا المجال! وأكد ترامب أن الشركات الأمريكية يجب أن تكون أكثر يقظة وتستثمر بشكل أكبر في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشددا على ضرورة أن تحتفظ الولايات المتحدة بمكانتها الرائدة عالميا في مجال التنقية، وأشار إلى أن التفوق في الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مسألة اقتصادية، بل هو قضية أمن قومي واستراتيجي لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن الصدارة والتميز في هذا المجال.

وفي إطار دعم هذه الاستراتيجية، أدركت الولايات المتحدة خطورة هذا الموضوع، وأصدرت منذ عدة سنوات سلسلة من التشريعات الصارمة التي تهدف إلى منع الشركات الصينية من الوصول إلى التقنيات الأمريكية الحساسة، خاصة تلك المتعلقة بصناعة المعالجات المتقدمة. فعلى سبيل المثال، تم فرض قيود مشددة على تصدير رقائق عالية الأداء وتقنيات تصنيعها، مثل تلك التي تنتجها شركة NVIDIA وIntel، والتي تعتبر العمود الفقري للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي. هذه الخطوة تعكس القلق الأمريكي المتزايد من استخدام هذه التقنيات لتعزيز قدرات الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، ما قد يؤدي إلى زعزعة التوازن التكنولوجي العالمي، وهذا ما تخشاه الولايات المتحدة بالتحديد!

الصين - منذ عدة سنوات - وبفضل استثماراتها الضخمة ورؤيتها الاستراتيجية الطموحة، بدأت تظهر كلاعب رئيسي في سباق الذكاء الاصطناعي. نماذج مثل DeepSeek وQwen-ai وغيرها من نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى تعكس طموح بكين لتحدي الهيمنة الأمريكية في هذا المجال الهام والحيوي. ما أدهش العالم والمستثمرين في الولايات المتحدة هو التكلفة المنخفضة جدا لنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الصينية والتي لا تتجاوز تكلفتها ستة ملايين دولار مقارنة بنماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأمريكي التي تقدر بمليارات الدولارات!

هذا التنافس ليس مجرد سباق تقني؛ إنه صراع حول مستقبل الاقتصاد، الأمن القومي، وحتى الثقافة العالمية، حيث إن الذكاء الاصطناعي التوليدي قادر على إعادة تشكيل كل شيء بدءا من التعليم وانتهاء بالصناعات العسكرية. ومن هنا تأتي خطورته وإثارته في آن واحد.

لكن هل ستتحول هذه المنافسة إلى "حرب باردة رقمية" بين الولايات المتحدة والصين؟ الإجابة تعتمد على كيفية إدارة الدولتين لهذا الصراع! التعاون بكل تأكيد قد يكون الخيار الأكثر حكمة! لكن التاريخ يخبرنا بأن التنافس غالبا ما يطغى على التعاون!

العالم اليوم يقف على أعتاب عصر جديد، ستكون فيه الكلمة الأقوى للدول التي يكون لها السبق في مجال الذكاء الاصطناعي! فلنراقب عن كثب، لأن المستقبل يتم كتابته الآن!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق