رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بحسم ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني، ووصف ذلك بأنه ظلم لا يمكن أن تشارك مصر فيه. وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وبقاء الفلسطينيين في أرضهم ونيل حقوقهم المشروعة، في موقفين صريحين رداً على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمصر والأردن لاستقبال فلسطينيين من غزة. وتواصلت عودة النازحين إلى شمال القطاع لليوم الثالث على التوالي، فيما تحولت فرحة آلاف الأسر الفلسطينية العائدة إلى ديارها في شمال القطاع إلى حالة من البؤس وسط واقع مرير من منازل مدمرة غير صالحة للسكنى ونقص حاد في المستلزمات الأساسية.
وأعلن السيسي، أمس الأربعاء، أن التهجير القسري لسكان قطاع غزة «ظلم لا يمكن أن نشارك فيه». وقال، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الكيني وليام روتو في القاهرة، «إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه».
وأضاف «لا يمكن أبداً التنازل عن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية».
وأكد أن «الحل هو إقامة دولة فلسطينية بحقوق تاريخية على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وقال السيسي إن «مصر عازمة على العمل مع ترامب للتوصل إلى السلام المنشود القائم على حل الدولتين».
وتابع «نرى ان الرئيس ترامب قادر على تحقيق ذلك الغرض الذي طال انتظاره بإحلال السلام العادل الدائم في منطقة الشرق الاوسط».
بدوره، أكد الملك عبد الله الثاني، أمس الأربعاء، موقف الأردن «الراسخ بضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم»، ونيل حقوقهم المشروعة وفقاً لحل الدولتين.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن ذلك جاء خلال لقاءات منفصلة في بروكسل مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.
ودعا الملك عبد الله إلى «تثبيت وقف إطلاق النار في غزة واستدامته، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة»، لافتاً إلى أهمية دور الاتحاد الأوروبي في دفع جهود تحقيق السلام.
كما أكد الملك أهمية تكثيف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، مشدداً على استمرار الجهود الأردنية الإغاثية «بكل السبل الممكنة».
وحذر عاهل الأردن في الوقت نفسه من «خطورة التصعيد في الضفة والانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس».
وكان ترامب جدد رغبته بنقل الفلسطينيين من غزة إلى أماكن «أكثر أماناً» مثل مصر أو الأردن. وأمس الأربعاء، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير ماركو روبيو أجرى اتصالاً بنظيره المصري بدر عبد العاطي. ولم يتم ذكر اقتراح ترامب في بيان وزارة الخارجية الأمريكية الصادر مساء الثلاثاء بعد المكالمة بين روبيو وعبد العاطي.
وأجرى روبيو مكالمة هاتفية في اليوم السابق مع العاهل الأردني، ولم يذكر البيان الأمريكي بعد تلك المكالمة أيضاً تصريحات ترامب بشأن نزوح الفلسطينيين.
في اليوم الـ11 من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تواصل، أمس الأربعاء، تدفق آلاف النازحين الفلسطينيين العائدين إلى وسط وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن النازحين العائدين إلى شمال القطاع لا يجدون مأوى ولا ماء ولا وقوداً، مؤكداً أن إنهاء معاناة النازحين في الشمال يحتاج إلى قرار دولي.
وبدأ الكثير من النازحين يشكون من شُح مياه الصنابير، الأمر الذي يضطرهم إلى الوقوف في طوابير لساعات طويلة لملء حاويات بلاستيكية لأغراض الشرب أو التنظيف.
ومع تحول معظم المنازل إلى أكوام من الأنقاض على مد البصر جراء العدوان الإسرائيلي، جمع العائدون كل ما تبقى من ممتلكاتهم من مواد مفيدة لإقامة خيام مؤقتة. وعلى مدار الليل تغرق الأحياء السكنية التي دمرتها الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي في ظلام دامس بسبب نقص الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل المولدات الاحتياطية.
من جهة أخرى، قالت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس إنه في إطار صفقة وقف إطلاق سيتم اليوم الخميس الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين أربيل يهود وآغام بيرغر وغادي موشي موزس، بينما قالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية إن سلطات الاحتلال سلمت قائمة بأسماء 69 معتقلاً من قطاع غزة وأماكن احتجازهم في سجونه ومعسكراته.
وفي انتظار دفعة رابعة من تبادل الأسرى بعد غد السبت، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أنه قد يُطلق سراح خمسة رهائن تايلانديين اليوم أيضاً.
وتستهدف مرحلة ثانية من الاتفاق، المقرر أن تبدأ بحلول الرابع من فبراير/ شباط، فتح الطريق لإطلاق سراح أكثر من 60 رهينة آخرين، بينهم رجال في سن الخدمة العسكرية، والانسحاب العسكري الإسرائيلي الكامل من غزة. (وكالات)
0 تعليق