ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المستمرّ في مدينة جنين ومخيمها إلى 16 قتيلاً، وفقاً لما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية أمس الأحد، بالتزامن مع تواصل التدمير الواسع للممتلكات والمرافق العامة والخاصة والبنية التحتية، وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن مخيم جنين يشهد نزوحاً كاملاً لسكانه وسط تدهور أمني خطر.
وتواصل قوات الاحتلال تدمير ونسف وحرق المنازل في مخيم جنين، وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إلى أن قوات الاحتلال دمّرت أجزاء واسعة من حارة الدمج وحي البشر، إضافة إلى حارة عبدالله عزام وطلعة الغبز، وسط تصاعد سحب الدخان بسبب إحراق عدد من المنازل بالتوازي مع عمليات الهدم. كما تواصل القوات الإسرائيلية تمركزها في محيط مستشفى جنين الحكومي، وتعرقل دخول وخروج المواطنين إليه، في وقت تتواصل التعزيزات والآليات العسكرية إلى المنطقة.
وعلى مدار الأيام الماضية، أحرقت قوات الاحتلال في مخيم جنين عدداً من المنازل، وهدمت ونسفت أخرى، ويسمع بين الحين والآخر دوي انفجارات.
وشيع العشرات في قرية مثلث الشهداء قرب مدينة جنين، أمس الأحد، جثمان الطفلة ليلى الخطيب التي قتلها الجيش الإسرائيلي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في وقت متقدم مساء السبت «مقتل الطفلة ليلى محمد أيمن الخطيب (عامان ونصف) متأثرة بجروح حرجة أصيبت بها برصاص الاحتلال في رأسها بمنطقة مثلث الشهداء في جنين».
ولف جثمان الطفلة بعلم فلسطين قبل أن تودعها والدتها التي تشبثت بالجثمان وسط بكاء النسوة حولها. ورفع المشيعون الذي رددوا هتافات وطنية، العلم الفلسطيني.
وفي منزل العائلة، رصد صحفي في وكالة الصحافة الفرنسية منشفة مغطاة بالدماء قالت جدتها غادة عصعوص وهي تمسكها إنها دماء حفيدتها.
وبحسب الجدة «كانت (الطفلة) في حضن أمها، وأصيبت برأسها».
وبحسب الجدة، طلبت من الجنود أن يطلبوا الإسعاف لكنهم لم يستجيبوا لها. وظهرت على إحدى نوافذ المنزل آثار رصاص.
من جهة أخرى، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، إن سكان مخيم جنين شمالي الضفة الغربية قد نزحوا بالكامل تقريباً جراء العملية العسكرية التي يشنه الاحتلال الإسرائيلي هناك، كما أعلنت الوكالة أنها تلقت أوامر بإيقاف كل عملياتها في القدس المحتلة.
وأوضح مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك، أن الوضع الإنساني والأمني في شمال الضفة الغربية تدهور بشدة في المدة الأخيرة، ودفع الوكالة إلى تعليق خدماتها.
وقال في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أمس الأحد: «في مخيم جنين الذي يسكنه أكثر من 20 ألف شخص، نزح الجميع تقريباً. العنف الذي يقع حالياً أجبرنا على تعليق المدارس والخدمات الصحية للآلاف».
وأكد فريدريك أن العملية العسكرية الواسعة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنين أدت إلى تصاعد العنف والنزوح.
وقال إن «الأونروا» تسعى لإيصال المواد الغذائية ومساعدات نقدية ومواد أساسية، لكن الوصول ما زال صعباً للغاية في ظل هذا الوضع، مشيراً إلى أن اتساع نطاق التوترات في الضفة الغربية «يهدد وقف إطلاق النار الهش في غزة».
(وكالات)
0 تعليق