واصل الجيش الإسرائيلي، عدوانه على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية، أمس السبت، لليوم الخامس على التوالي، مخلفاً 14 قتيلاً وعشرات الإصابات، وتدمير وهدم وحرق عدد من المنازل، وتدمير البنية التحتية، وتهجير 3 آلاف عائلة.
وشهدت عدة قرى وبلدات في محافظة جنين، اقتحامات ومحاصرة لمنازل واعتقالات منها: السيلة الحارثية غربي جنين، وميثلون وقباطية جنوباً، حيث شهدت الأخيرة قصفاً إسرائيلياً من مسيرة لمركبة أدت إلى مقتل شابين. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن المعارك في إطار «السور الحديدية»، أسفرت حتى الآن عن 14 قتيلاً.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي: «هاجمت مسيّرة لسلاح الجو سيارة كانت تقل خلية مخربين قرب قباطية» في محافظة جنين. وأفادت «وفا» بأن «المسيّرة قصفت مركبة في منطقة جبل الداموني، بالقرب من المركز الطبي في قباطية، فيما اقتحمت قوات الاحتلال البلدة، وباشرت بعمليات تمشيط في محيط مكان القصف».
ودمرت جرافات الاحتلال مدخل بلدتي اليامون والسيلة الحارثية غرباً، إضافة إلى تجريف شارع يافا الواصل بين مدينة جنين وقراها الغربية.
وشنت القوات حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الفلسطينيين من أحياء ومنازل في مخيم جنين، كما داهمت منزل المعتقل زكريا الزبيدي واحتجزت زوجته وأطفاله، واقتحمت منزلي شقيقيه يحيى وجبريل في منطقة الجابربات وخربت محتوياتهما.
ودمرت جرافات الاحتلال وأحرقت عدداً من المنازل في المنطقة الجنوبية الغربية من المخيم، لتوسيع المنطقة وصولاً لحاراته.
وفي حيي الزهرة والجابريات، أجبر الاحتلال المواطنين على إخلاء منازلهم، وعدم السماح لهم بالعودة لها قبل شهر من تاريخه، فيما واصلت مسيّرات تحليقها في سماء المخيم وأعلنت حظر التجول فيه.
ويواصل جيش الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية إلى داخل مدينة جنين ومداخل المخيم، في الوقت الذي أصدرت فيه مديرية الصحة تعميماً، للمرضى ممن يحصلون على الأدوية من مقرها في جنين، بضرورة التوجه إلى مراكز المديرية في بلدات المحافظة، وذلك بسبب استمرار اقتحام المدينة وصعوبة الحركة والتنقل.
وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في فلسطين، إن العدوان على جنين لليوم الخامس على التوالي أدى إلى نزوح 3000 عائلة فلسطينية وانقطاع المياه والكهرباء عن المدينة. وأضاف أنه يجب التحقيق في جميع عمليات القتل أثناء العملية العسكرية بشكل شامل ومستقل، ومحاسبة المسؤولين عن القتل غير القانوني.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل 20 من المشتبه فيهم المطلوبين وصادر أسلحة في عمليته العسكرية في جنين. بينما تحدثت الأمم المتحدة ووزارة الصحة الفلسطينية عن أكثر من أربعين معتقلاً بينهم طبيب وممرضتان.
ومنذ الثلاثاء الماضي، صارت مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، جبهة جديدة لإسرائيل بعد أيام من توصلها إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وبدأت القوات الإسرائيلية عملية في مخيم للاجئين مجاور لجنين، المدينة الصغيرة التي تقع في أقصى شمال الضفة الغربية.
وقال نائب رئيس بلدية جنين إن نحو نصف سكان المخيم البالغ عددهم 18 ألف نسمة فروا بعد أحدث العمليات العسكرية الإسرائيلية.
(وكالات)
0 تعليق