لاهاي -رويترز
اتخذت المحكمة الجنائية الدولية، إجراءات لحماية موظفيها من عقوبات أمريكية محتملة، ودفعت الرواتب لثلاثة أشهر مقدماً، تحسباً لقيود مالية قد تعوق المحكمة التي تحقق في جرائم الحرب، بحسب ما أكد مصدران الجمعة.
وصوّت مجلس النواب الأمريكي هذا الشهر بالموافقة على معاقبة المحكمة، لإصدارها مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق لدورهما في الحملة الإسرائيلية على غزة.
ويفرض مشروع القانون الأمريكي عقوبات على أي أجنبي يجري تحقيقات، أو ينفذ اعتقالات، أو يحتجز أو يلاحق قضائياً أمريكيين أو مواطنين من دول حليفة ليست أعضاء في المحكمة، ومنها إسرائيل.
ولم يتضح بعد النطاق الدقيق للعقوبات والأهداف، لكن مصادر أكدت أن المحكمة تستعد لعواقب مالية كبيرة. وقال أحد المصادر، إنه يتم عمل نسخ احتياطية للأدلة، تحسباً لاحتمال أن تضطر شركة «مايكروسوفت» الأمريكية إلى التوقف عن العمل مع المحكمة.
وقالت المحكمة الجنائية الدولية، إنها لن تعلق على أي إجراءات داخلية ربما اتخذت لحماية المنظمة وموظفيها.
وقال رعاة مشروع القانون، إنهم يريدون إقراره في أقرب وقت ممكن، ربما الأسبوع المقبل، لكن المشرعين مشغولون بالموافقة على تعيين مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وقد تصبح هذه هي ثاني مرة تواجه فيها المحكمة إجراء عقابياً أمريكياً نتيجة لعملها. وأثناء إدارة ترامب الأولى في عام 2020، فرضت واشنطن عقوبات على المدعية العامة آنذاك فاتو بنسودا، وأحد كبار مساعديها نتيجة تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية يتهم القوات الأمريكية بارتكاب جرائم حرب في أفغانستان.
ويتوقع أن تلتزم أي بنوك لها علاقات بالولايات المتحدة أو تجري معاملات بالدولار بالعقوبات، ما يقلص بشدة قدرة المحكمة الجنائية الدولية على إجراء معاملات مالية.
وتضم المحكمة الجنائية الدولية 125 عضواً، وهي محكمة دائمة يمكنها مقاضاة الأفراد باتهامات ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجريمة العدوان على أراضي الدول الأعضاء، أو من قبل مواطنيها. والولايات المتحدة والصين وروسيا وإسرائيل ليسوا أعضاء في المحكمة.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، حذرت توموكو أكاني رئيسة الجنائية الدولية من أن العقوبات قد «تقوض سريعاً عمليات المحكمة في المواقف والقضايا، وتعرض وجودها ذاته للخطر».
0 تعليق