نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الجوائز السياحية الوهمية في العالم العربي… غياب المعايير وتأثيرات سلبية على القطاع, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 09:09 مساءً
وبينما تهدف الجوائز الرسمية إلى تكريم التميز وتعزيز الجودة، فإن بعض الاتحادات والهيئات الخاصة باتت تقدم جوائز تبدو في ظاهرها لتعزيز الأداء السياحي، لكنها تفتقر إلى المصداقية وأصبحت أداة لتحقيق مكاسب مادية أكثر منها تكريمًا حقيقيًا للمتميزين.
وتشير التقارير إلى أن بعض الجهات المانحة للجوائز السياحية تقوم بمنحها لفنادق ذات خدمات متواضعة، حيث نجد منشآت تُمنح لقب “أفضل فندق عربي” رغم أن تقييمات الزوار وخبراء السياحة تؤكد تدني جودة خدماتها. وعلى غرار ذلك، تُمنح الجوائز لشخصيات حديثة العهد بالقطاع، لمجرد ارتباطهم بعلاقات معينة دون أن يكون لهم أي تأثير فعلي في صناعة السياحة.
وبحسب تصريحات بعض المتخصصين في المجال، فإن “غياب المعايير الواضحة يجعل هذه الجوائز تفقد قيمتها الحقيقية، مما يؤدي إلى تشويه صورة السياحة، خاصة عندما يتفاجأ السائحون بمستوى الخدمات التي لا تعكس مكانة الجائزة الممنوحة.”
الجوائز كأداة للترويج والتربح
تحليل هذه الظاهرة يكشف أن بعض الاتحادات والهيئات الخاصة التي لا تملك أي تفويض رسمي أو معايير معتمدة، تستغل الجوائز كأداة للترويج لنفسها من جهة، وتحقيق مكاسب مالية من جهة أخرى. ويؤكد بعض المطلعين أن الجوائز أصبحت تباع بمبالغ مالية كبيرة أو تُمنح كجزء من صفقات رعاية مالية للفعاليات والمهرجانات.
حالات مثيرة للجدل
في السنوات الأخيرة، أثارت بعض الجوائز السياحية علامات استفهام واسعة، خاصة عندما تم منح جوائز رفيعة المستوى لشخصيات ومسؤولين عقب أيام قليلة من توليهم مناصبهم. على سبيل المثال، في عامي 2023 و2024، حصل بعض المسؤولين في قطاعات السياحة على جوائز “أفضل مسؤول حكومي” بعد أيام من تعيينهم، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مصداقية هذه الجوائز.
التأثيرات السلبية على القطاع
إن انتشار الجوائز السياحية الوهمية دون رقابة صارمة يترك أثرًا سلبيًا بالغًا على القطاع السياحي، إذ يؤدي إلى:
- تضليل السائحين: عندما يحصل فندق أو شركة على جائزة غير مستحقة، قد يخيب أمل الزوار عند التعامل معه، مما يؤثر على الصورة العامة للسياحة في المنطقة.
- إضعاف التنافسية: إذ تُمنح الجوائز بناءً على معايير غير شفافة، مما يُضعف حافز الشركات لتطوير خدماتها.
- إهدار الفرص: فبعض الشخصيات الحقيقية التي تعمل بجد في تطوير السياحة قد تتجاهل هذه الجوائز، خوفًا من أن تُلحق بسمعتها أي ضرر.
من أجل الحفاظ على نزاهة القطاع واستعادة ثقة العاملين فيه، دعا العديد من الخبراء إلى:
- وضع معايير واضحة وشفافة لمنح الجوائز تشمل تقييمًا محايدًا للخدمات المقدمة.
- إشراك لجان تحكيم مستقلة من خبراء السياحة لضمان العدالة في منح الجوائز.
- الحد من مشاركة المؤسسات السياحية في الجوائز المشبوهة التي تفتقر إلى المصداقية.
- توعية الجمهور والمؤسسات بعدم الانخداع بالجوائز ذات المعايير الهشة، والتركيز على الجوائز ذات السمعة الراسخة.
إن استمرار هذه الظاهرة دون رقابة أو تنظيم قد يؤدي إلى تشويه سمعة السياحة العربية على المستوى الدولي. لذا، فإن الحاجة ملحّة إلى تفعيل آليات رقابية أكثر صرامة وتنظيم قطاع الجوائز لضمان تكريم المستحقين فعليًا، بما يسهم في رفع مستوى التنافسية والجودة في قطاع السياحة العربي.
0 تعليق