"مادة صحية" يا معالي وزير التعليم

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"مادة صحية" يا معالي وزير التعليم, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 02:26 صباحاً

قبل فترة كنت في زيارة لمدير مدرسة ابني البكر، ومن أهم نقاط النقاش التي تم تداولها هي نسبة السمنة عند الطلاب، ولقد ذُهلت عندما علمت بأن النسبة في المدرسة ذلك الوقت قد تجاوزت الـ70% من الطلاب، بسبب النظام الغذائي غير الجيد (كالأطعمة الغنية بالدهون والسكريات بدلا من الخيارات الصحية) وقلة ممارسة النشاط البدني واستخدام الأجهزة والألعاب الالكترونية لساعات طويلة، وسهولة طلب الوجبات السريعة وتَعوُّد الأطفال عليها، ونقص الحدائق والملاعب في بعض المجتمعات وبعض الاضطرابات الجينية عند بعض الأسر، كل هذه المؤثرات قد تسبب مضاعفات السمنة على الأطفال، خاصة على المدى الطويل، مثل ارتفاع ضغط الدم بسبب مستويات الدهون غير الطبيعية في الدم، ومتلازمة الأيض، وداء السكري من النوع الثاني، والاضطرابات النفسية، مثل القلق والاكتئاب وغيرها، والآم الركبة والفخذ والورك عند الأطفال، مع العلم أن بعض هذه الأمراض متعلقة بكبار السن وأصبحنا نراها عند الأطفال.

لذا أرجو يا معالي وزير التعليم أن يتم دراسة اقتراحي بإدراج مادة صحية للطلاب ضمن المواد الدراسية، بحيث تكون مادة أساسية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، يتم في مضمونها التعاون مع وزارة الصحة لتكون مادة تثقيفية للطلاب عن كل ما يتعلق بالنظام الغذائي الصحي وأعراض ومضاعفات السمنة وأضرارها على الأطفال والمراهقين، والأسباب والعوامل المؤدية لها، وكيفية تشخيصها لدى الأطفال، وعلاج السمنة في حالة وجودها، وأهمية ممارسة النشاط البدني من خلال رفع مستوى الطاقة وزيادة الفعاليات الجسدية والتقليل من ساعات مشاهدة التلفاز واستخدام الألعاب الالكترونية والنوم بشكل صحي وكافٍ، والبعد عن كل ما يضر بالصحة، حيث يساعد ذلك على زيادة الوعي وتعزيز السلوكيات الصحية الإيجابية لصحة أجساد وعقول الطلاب، وتجنب السلوكيات غير الصحية ووقايتهم من الأمراض بفضل الله، وعدم انجرافهم لسلوكيات ضارة كتعاطي الكحول أو المخدرات أو التدخين أو غيرها.

إن السمنة عند الأطفال يا معالي الوزير حالة طبية خطيرة وهي من أبرز المشاكل العالمية التي تسبب زيادة وزن الطفل أو المراهق على الوزن الصحي نسبة لطوله وسنه، وتُعرِّض هذه الفئة من أجيال المستقبل لخطر المشاكل الطبية التي تؤثر على مستقبلهم الصحي والعلمي والعملي.

من أجمل ما قرأت عن صحة الأطفال والمراهقين، ما قاله الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "إن تعزيز وحماية صحة الشباب وحقوقهم ضروري لبناء مستقبل أفضل لعالمنا، وإن الفشل في التصدي للتهديدات الصحية التي يواجهها المراهقون ومنها تحديات كانت مطروحة منذ أمدٍ طويل وأخرى ناشئة لن تكون له عواقب وخيمة ومهددة لأرواح الشباب أنفسهم فحسب، بل ستترتب عنه تكاليف اقتصادية متفاقمة على المجتمعات، وهذا ما يجعل الاستثمار في الخدمات والبرامج الخاصة بصحة المراهقين ضرورة أخلاقية وأمرا بديها من الناحية الاقتصادية.

وأخيرا وليس آخرا أرجو من معاليكم بالإضافة لهذا الاقتراح، استمرار النظر في محتويات المقاصف المدرسية والمواد الغذائية المقدمة منها للطلاب، وتشديد الرقابة عليها بحيث يتم استبعاد جميع المواد الغذائية المضرة بصحة الطلاب، كما حدث العام الماضي في خطوة رائدة من قبل وزارة التعليم بمنع بيع أكثر من 30 صنفا غذائيا في المقاصف المدرسية، لضمان توفير بيئة صحية وآمنة للطلاب، وتعزيز الوعي بأهمية التغذية السليمة وتوفير بدائل غذائية صحية ومتوازنة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق