غزة تحبس أنفاسها ترقباً لانتهاء الحرب.. والدفاع المدني يستعد لانتشال المفقودين وإزالة الركام

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

القدس - وكالات
يحبس مئات الآلاف من الفلسطينيين أنفاسهم للعودة إلى منازلهم المنكوبة في مختلف أنحاء غزة، مع بقاء ساعات على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ في الساعة 06.30 ت غ، في وقت حذرت أجهزة الدفاع المدني السكان من التسرع في العودة إلى منازلهم، بسبب مخلفات الحرب المنتشرة في الشوارع، مؤكدة حاجتها لمعدات ثقيلة لانتشال المفقودين تحت الأنقاض، جراء الحرب التي فتكت بعشرات الآلاف، طوال 15 شهراً حول فيها القطاع إلى أطلال.
وتترقب أجهزة الدفاع المدني في غزة، دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ رسمياً لتبدأ فرقها في إزالة، بحسب تقديرات الأمم المتحدة أكثر من 42 مليون طن من الركام خلفتها الحرب.
ونقلت وسائل إعلام عن أجهزة الدفاع المدني، أن سكان جنوب القطاع سيبدأون بالعودة إلى الشمال، بعد أسبوع من بدء اتفاق وقف النار، وقالت: «نحذر المواطنين من مخلفات الحرب في شوارع قطاع غزة، ونحثهم على التروي في العودة إلى منازلهم حتى إنهاء فحصها والتأكد من سلامتها».
وأكدت أجهزة الدفاع المدني في غزة، أنها ستحتاج معدات ثقيلة لانتشال المفقودين تحت الأنقاض، وأن خطتها أن تنتهي تلك العمليات خلال 100 يوم.
وفي انتظار الهدنة، استمرت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 130 شخصاً منذ الأربعاء، وفقاً للدفاع المدني في القطاع، وقُتل السبت خمسة أفراد من النازحين، في قصف استهدف خيمتهم في منطقة المواصي بخان يونس.
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة «إكس»: «بناءً على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء، سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الثامنة والنصف من صباح يوم الأحد بالتوقيت المحلي في غزة».
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إن اتفاق الهدنة في غزة هو «نفس الاتفاق الذي عملنا على صياغته وأقرته الأطراف» في ديسمبر/ كانون الأول 2023. كما آسف لأن «13 شهراً من المفاوضات هُدرت»، مع ما رافق ذلك من خسائر بشرية.
وأقر مجلس الوزراء الإسرائيلي، فجر السبت، الخطة، رغم معارضة وزراء اليمين المتطرف. وسبق لـ«حماس»، أن أعلنت موافقتها على شروط الاتفاق والتزمت بتنفيذه.
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي قال في بيان: «بعد مراجعة كل الجوانب السياسية والأمنية والإنسانية، وإدراك أن الاتفاق المقترح يدعم تحقيق أهداف الحرب، أوصت الحكومة الأمنية بالموافقة عليه».
وينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد على ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة في غزة.
وفي المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 737 معتقلاً فلسطينياً، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية، السبت، موضحة أن عملية الإفراج لن تتم قبل الرابعة بعد ظهر الأحد.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق في كتائب شهداء الأقصى. وسيتم التفاوض على إنهاء الحرب بشكل تام، خلال المرحلة الأولى.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، أن عمليات الإفراج الأولى عن الرهائن ستتم الأحد.
وأفاد مصدران قريبان من «حماس»، أنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات. وقال مسؤول إسرائيلي: إنّ نقاطاً أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم، حيث سيُعاين أطباء الرهائن المفرج عنهن قبل نقلهن إلى إسرائيل.
وحددت السلطات الإسرائيلية، الجمعة، أسماء 95 معتقلاً فلسطينياً سيُفرج عنهم الأحد، غالبيتهم من النساء والقاصرين، ومعظمهم اعتقلوا بعد الحرب، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات «لمنع أي مظاهر للاحتفال علناً» عند إطلاق سراحهم.
- «أمل»
وحتى قبل بدء تنفيذ الهدنة، بدأ فلسطينيون شردتهم الحرب يستعدون للعودة إلى مناطقهم التي هُجّروا منها.
وقال نصر الغرابلي الذي فر من منزله في مدينة غزة، بحثاً عن مأوى: «أنتظر حلول صباح الأحد، عندما يعلنون وقف إطلاق النار، سأكون أول واحد داخل غزة». وأضاف: «سأقبّل أرضي، وأنا نادم لأنني خرجت من أرضي. كان أفضل لي أن أموت في أرضي من أن أتهجر».
وقالت أم خليل بكر التي لجأت إلى مخيم النصيرات: «منازلنا مهدمة، لا منازل لنا، سنعاني معاناة أكبر بكثير. لا مياه، لا كهرباء. وسنعاني في الحياة اليومية».
وأضافت أم خليل ولديها عشرة أبناء «سآخذ خيمتي... وأضعها فوق ركام بيتي، نعرف أن الطقس بارد ولا بطانيات، لكن سنرجع إلى بلدنا ووطننا».
وقال محمد الخطيب معاون مدير العمليات في «جمعية العون الطبي للفلسطينيين»: إن الكثير من العائدين «سيجدون أحياءهم مدمّرة بالكامل» مع غياب تام للخدمات الأساسية.
وأضاف: «المعاناة ستستمر، لكن على الأقل هناك أمل»، فيما تتوقع المنظمات الإنسانية، أن تواجه عقبات كبيرة في مساعدة السكان.
- ثلاث مراحل
أبرم الاتفاق الذي أشاع شعوراً بالفرح بين سكان غزة الذين يعانون ظروفاً شديدة القسوة، أوصلتهم إلى حافة الجوع، بعد تسريع المفاوضات التي ظلت متعثرة لأكثر من سنة، مع اقتراب عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الاثنين.
وينص الاتفاق في مرحلته الأولى على «وقف إطلاق نار شامل» والإفراج عن 33 رهينة، بينهم نساء وأطفال ومسنون، وانسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في قطاع غزة وزيادة في المساعدات الإنسانية الداخلة إلى القطاع.
ويفترض أن تسمح المرحلة الثانية بالإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
وخلال المرحلة الأولى، سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع «حد نهائي للحرب»، بحسب ما أعلنت قطر.
الجمعة، خلال محادثات فنية جرت في القاهرة اتّفق ممثلون عن مصر وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل على تشكيل غرفة عمليات مشتركة في العاصمة المصرية «لضمان التنسيق الفعال ومتابعة الالتزام ببنود الاتفاق».
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، السبت، أنه «تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يومياً» إلى داخل قطاع غزة، بينها «50 شاحنة للوقود». وأمل في أن «تذهب 300 شاحنة إلى شمال قطاع غزة، لأن هذه المنطقة منكوبة للغاية، والوضع أكثر سوءاً وأكثر كارثية عن باقي مناطق القطاع».
وقُتل أكثر من 46899 فلسطينياً، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، فيما بلغ عدد الجرحى الإجمالي بلغ 110642 منذ بدء الحرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق