الشارقة: «الخليج»
وسط ضغوط الحياة وأعبائها المتزايدة، وجد «أبو أحمد»، عربي الجنسية، مقيم ويسكن بإحدى مناطق إمارة الشارقة، نفسه في دوامة من الأزمات التي عصفت بحياته وحياة أسرته، بعد سنوات قضاها في عمله، كان وقع فقدانه لوظيفته كالصاعقة التي قلبت موازين حياته رأساً على عقب، وبينما كان يكافح لإيجاد فرصة عمل جديدة، كانت الالتزامات تتراكم عليه كجبال، ليجد نفسه عاجزاً عن توفير أبسط مقومات الحياة لأطفاله.
الأزمة الأولى ضربت في قلب عائلته عندما أُغلقت أبواب المدرسة أمام أطفاله الثلاثة، بعد أن عجز عن سداد الرسوم الدراسية، منعت المدرسة الصغار من دخول الحصص الدراسية، وأصبح السؤال الوحيد الذي يواجهه يومياً: «بابا، متى سنعود إلى المدرسة؟» كلمات بريئة مزّقت قلب الأب وأثقلت كاهله بالمزيد من الشعور بالعجز.
ولم تقف المعاناة عند هذا الحد، إذ تراكمت الإيجارات على مسكن الأسرة المتواضع، وبات شبح الإخلاء قريباً يهددهم جميعاً بالتشرد، وشعور باليأس كان يتملك الأسرة في كل لحظة، حتى أن الأب بدأ يفقد الأمل شيئاً فشيئاً، لولا بصيص نور ظهر في أفق حياتهم.
بألم وحيرة، لجأ «أبو أحمد» إلى جمعية الشارقة الخيرية، واضعاً بين أيديها قصته التي أنهكته وأسرته، لم يكن يملك سوى الدعاء بأن يجد من يسمعه ويعينه، وكعادتها، لم تتأخر الجمعية، واستجابت بسرعة، لتصبح يد العون التي انتشلته من أعماق المعاناة.
وفي خطوة أعادت الحياة إلى هذه الأسرة، تكفلت الجمعية بسداد الرسوم الدراسية للأطفال، ليعودوا إلى صفوفهم بفرحة لا توصف، أما أزمة الإيجار، فقد وجدت الجمعية لها حلاً سريعاً، حيث بادرت بتسديد المستحقات المتأخرة لتأمين استقرار الأسرة وحمايتها من خطر التشرد.
وقد قال أبو أحمد بصوت يملؤه التأثر والامتنان: «لم أكن أتصور أنني سأجد من يقف إلى جانبي في هذه المحنة، لكن مساندة جمعية الشارقة الخيرية لي أشعرتني وكأنني في وطني ووسط أهلي، أضاف: «أنقذت الجمعية أسرتي، ليس فقط من التشرد، بل من شعور العجز والخوف من المستقبل، أطفالي اليوم يعودون للدراسة بفضل الله ثم بفضل هذه الجهود النبيلة».
0 تعليق