إن كان برنامج جودة الحياة يمثل أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 فإنه يعنى في مضمونه العمل على تحسين "جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تُعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية والأنماط الأخرى الملائمة التي تساهم في تعزيز جودة الحياة، وتوليد الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية".

وكما نجح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - في إرساء دعائم الدولة ونشر الأمن والأمان، وتوفير حياة آمنة ومستقرة للمواطنين، نجحت وزارة الداخلية في تطوير برامجها وخدماتها فكانت انطلاقتها الأولى متمثلة في "تكوين النيابة العامة في عام 1344هـ لتشرف على منطقة الحجاز إداريا، وعندما صدرت التعليمات الأساسية لها في 21 / 2 / 1345هـ كانت الأمور الداخلية جزءا من النيابة العامة، وكانت تضم: الأمن العام، والبرق والبريد، والصحة العامة، والبلديات، والأشغال العامة، والتجارة، والزراعة، والصنائع، والمعادن، وسائر المؤسسات الخصوصية".

واليوم نرى أن وزارة الداخلية استطاعت تحقيق نتائج مميزة ليس في مستوى أدائها بل في مؤشراتها الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030 ضمن برنامج جودة الحياة، إذ ارتفعت مستويات الثقة في الخدمات الأمنية، بتحقيق مؤشر "مستوى الثقة في الخدمات الأمنية" قيمة فعلية بلغت 99.77% في عام 2023 تجاوزت مستهدف 2030 بنسبة 111%، فيما انخفضت معدلات القتل العمد بتحقيق مؤشر "معدل حالات القتل العمد" لكل 100,000 نسمة" نسبة فعلية مقدارها 0.59 والتي تجاوزت مستهدف 2030 بنسبة 119%".

وتجاوزات مستهدفات (مستويات الثقة في الخدمات الأمنية) قيمة فعلية، حيث كان المستهدف في عام 2030 (90%) في حين بلغ في عام 2023 (99.77%)، متجاوزة المستهدف بنسبة 111%. وتحقيق هذه النتائج يأتي متوافقا مع الدعم الذي تحظى به وزارة الداخلية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - اللذين منحا الوزارة ومنسوبيها دعما ماديا ومعنويا مكنها من أداء مهامها وتطوير خدماتها لتوفير حياة آمنة للمواطن والمقيم والزائر.

فجودة الحياة لدى وزارة الداخلية تعني العمل على تطوير خدماتها الالكترونية، وهذا ما رأيناه متمثلا في إطلاق 48 خدمة جديدة على منصات (أبشر أفراد - أبشر أعمال - أبشر حكومة)، إضافة إلى تقديم خدمات الأحوال المدنية المتنقلة في أكثر من (5 آلاف موقع، وتنفيذ أكثر من 20 ألف عملية حول المملكة)، وإطلاق مبادرة تحدي أبشر 2030 لمشاركة المبدعين والمبتكرين لتطوير خدمات وزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية، هذا في الجانب الداخلي.

أما خارجيا فرأينا مبادرة (طريق مكة) التي انطلقت عام 1438هــ/2017م كخطوة تجريبية أولى تم تنفيذها على ألف وخمسمئة حاج من حجاج ماليزيا، ثم توسعت لتشمل 7 دول، وقدمت خدماتها لـ375,484 حاجا.

ختاما، فإن إعلان الوزارة عن تحقيق مستهدفاتها لعام 2030 في عام 2023، تأكيد على جاهزيتها العالية، "لتعزيز أمن وسلامة المواطنين والمقيمين والزوار، ضمن جهود الأجهزة الأمنية واحترافيتها في حفظ أمن الوطن، وتعزيز جودة الحياة ومواكبتها للتحولات الإقليمية والعالمية، والإسهام في دعم إنجازات المملكة التنموية".