لوس أنجلوس - أ ف ب
على الرغم من تراجع قوة الرياح، الجمعة، يتواصل انتشار النيران في لوس أنجلوس التي غطى دخان كثيف سماءها، إذ لا تزال الحرائق الرئيسية التي أوقعت ما لا يقل عن عشرة قتلى خارج السيطرة في المدينة الواقعة بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وقال أورين ووترز من أمام منزله المتفحم في مدينة ألتادينا شمال لوس أنجلوس: «هذا أشبه بنهاية العالم. هذا أمر لا يمكن تصوره».
وقضى عشرة أشخاص على الأقل في الحرائق، وفق السلطات. ولحق دمار هائل في أجزاء كاملة من ثاني مدن الولايات المتحدة مع انهيار أكثر من عشرة آلاف مبنى، بحسب جهاز الإطفاء في كاليفورنيا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماع في البيت الأبيض: إن المشهد «أشبه بساحة حرب وعمليات قصف».
وحلّق صحفيون فوق ماليبو وباسيفيك باليسايدس، حيث استحالت دور فارهة مطلة على المحيط، هياكل متفحمة. وقال قائد المروحية ألبرت عزوز: «إنه جنون. كل هذه المنازل اختفت». لكن قوة الرياح تراجعت، الجمعة، ما من شأنه أن يساعد عناصر الإطفاء على مكافحة النيران في حين ما زالت نشطة خمسة حرائق رئيسية.
- حظر تجوّل
وقال خبير الأرصاد الجوية مايك وافورد: «نشهد تراجعاً طفيفاً لقوة الرياح، لكن هذا الأمر سنشهده خاصة بعد الظهر». وأشار إلى أن الرياح ستنحسر كثيراً السبت. مع ذلك، فإن الظروف، مع الجفاف الشديد والرياح التي يتوقع أن تعود لتشتد، تثير القلق.
وعصر الخميس، اشتعل حريق جديد إلى الشمال من البؤرة الرئيسية للنيران في باسيفيك باليسايدس على مقربة من حي هيدن هيلز، حيث تقيم الممثلة كيم كارداشيان. لكن الحريق الجديد تم احتواؤه. وفي أنحاء المدينة، أخلى مئات الآلاف منازلهم.
إزاء عمليات النهب المتزايدة في المناطق المنكوبة أو التي تم إخلاؤها، فرضت السلطات المحلية الجمعة حظر تجول في باسيفيك باليسايدس وألتادينا يسري من الساعة 18.00 حتى الساعة 6.00، كما نشرت وحدات عسكرية.
وقبل هذا القرار، كان سكان عمدوا إلى تسيير دوريات لحماية ما تبقى من أحيائهم. وقال نيكولاس نورمان: «لم أنقذ منزلي حتى يأتي معتوه وينهبه. لا مجال لذلك بتاتاً»، مضيفاً «قمت بأمر معتاد: جلبت بندقية الصيد التي أملكها، وجلست هنا، وأضأت نوراً ليعرفوا أن ثمة أشخاصاً هنا».
وقال حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم: «لنكن واضحين لن نسمح بعمليات النهب».
- «ولاية تحترق»
ويطرح متضررون تساؤلات ويوجهون انتقادات للسلطات. وبينما نجا منزل والدتها بأعجوبة من اللهب في ألتادينا، خلافاً لحال المنازل المجاورة، قالت كالين أستور: إن «كاليفورنيا تحترق»، مندّدة بنقص في عديد عناصر الإطفاء. ولفتت إلى وجوب رصد مبالغ لدعم أجهزة مكافحة الحرائق.
وهدأت قليلاً الرياح التي بلغت سرعتها 160 كيلومتراً في الساعة حاملة الجمر في الأجواء على مسافة كيلومترات. لكنها لم تخفت تماماً فيما التلال تعاني جفافاً. وقالت السلطات: إن الظروف «خطرة جداً». وقد تكون كلفة هذه الحرائق، الأعلى المسجلة حتى الآن. وقدرت «أكيو ويذر» الأضرار والخسائر بما بين 135 و150 مليار دولار.
ودعت السلطات سكان كاليفورنيا إلى الاقتصاد في استهلاك المياه لأن ثلاثة خزانات تغذي محطات مكافحة الحرائق فرغت بسبب مكافحة النيران.
ونشر دونالد ترامب معلومات عبر شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشال» بتأكيده أن كاليفورنيا تعاني نقصاً في المياه بسبب السياسات الديمقراطية التي تحول مياه الأمطار «لحماية نوع غير مفيد من الأسماك».
وتؤثر الحرائق في النشاط السينمائي بهوليوود. فقد توقف تصوير أفلام ومسلسلات عدة، فيما أغلق متنزه «يونيفرسال ستوديوز» الترفيهي في هوليوود.
وأرجئ إعلان الترشيحات لجوائز الأوسكار إلى 19 يناير / كانون الثاني الجاري، بدلاً من 17 منه فضلاً عن مراسم توزيع جوائز النقاد التي كان يفترض أن تقام الأحد. وتأجلت أحداث رياضية، لا سيما مباراة كرة سلة لفريق لوس أنجلوس ليكرز.
والرياح التي تهب راهناً معروفة باسم «سانتا آنا» وهي مألوفة في فصلي الخريف والشتاء في كاليفورنيا. لكن خلال الأسبوع الحالي بلغت حدة غير مسبوقة منذ العام 2011، على ما أفاد خبراء الأرصاد الجوية.
وتشكل هذه الرياح كابوساً للإطفائيين، لأن كاليفورنيا عرفت سنتين ماطرتين جداً أدتا إلى إنعاش الغطاء النباتي الذي يبس الآن، بسبب الشتاء الجاف الذي تشهده المنطقة. ويشير العلماء بانتظام إلى أن التغير المناخي يزيد تواتر الظواهر الجوية القصوى.
0 تعليق