إعداد: مصطفى الزعبي
في المساحة الضيقة داخل كهف صغير جنوب باريس، قرأ العلماء من مركز علوم الأرض بفرنسا، وجامعة أديلايد بأستراليا،
«ما بين السطور» على الأرض واكتشفوا ما يمكن أن يكون أقدم خريطة ثلاثية الأبعاد متبقية لمنطقة الصيد والجمع، منذ حوالي 20 ألف عام، حيث قام الأشخاص ما قبل التاريخ الذين لجأوا إلى هذا الكهف بنحت وتنعيم الأرضيات الحجرية لإنشاء ما يشبه نموذجاً مصغراً للوادي المحيط.
وبينما كانت المياه تتدفق من العالم الخارجي عبر القنوات والأحواض والمنخفضات المخططة بعناية في الكهف، كان السطح يضج بالأنهار والدلتا والبرك والتلال.
إنها ليست تتبعاً جغرافياً صارماً للمناظر الطبيعية الخارجية في الواقع، بل رسم الخرائط بطريقة سبقت عصرها وكأنها بتقنية «ثلاثية الأبعاد» الحالية، كما يزعم ثيري من مركز علوم الأرض في فرنسا، وميلنز من جامعة أديلايد في أستراليا.
وأضاف: يشير نمط تدفق المياه إلى «تركيب وظيفي على مراحل لنظام نهر» يتطابق بشكل عام مع الوادي الذي يقع فيه الكهف.
وتكشف دقة رسم هذه الشبكة الهيدروغرافية عن قدرة ملحوظة على التفكير المجرد لدى أولئك الذين رسموها وأولئك الذين كانت مخصصة لهم، كما كتب الفريق في بحثهم المنشور.
الكهف الذي ينتمي إليه هذا الاكتشاف يسمى «سيجوغنول 3» وهو جزء من مجمع مشهور من الهياكل الحجرية الرملية في فرنسا والذي يضم أكثر من 2000 نقش من العصر الحجري.
تتميز منطقة سيجوغنول 3 بخصوصيتها لأنها تعود إلى نهاية العصر الحجري، خلال العصر الحجري القديم العلوي، عندما بدأت المستوطنات البشرية في الظهور لأول مرة.
0 تعليق