أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو موقف الاتحاد الأوروبي الحازم تجاه أي محاولات للمساس بسيادته وحدوده، مشيراً إلى تعليقات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول السيطرة على غرينلاند، فيما حث بارو المفوضية الأوروبية على مواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون الأوروبية، لا سيما تلك المرتبطة بالملياردير إيلون ماسك، ملمحاً إلى إمكانية اتخاذ فرنسا خطوات منفردة لحماية المصالح الأوروبية.
وقال بارو إن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى بمهاجمة حدوده، وأحجم ترامب عن استبعاد العمل العسكري أو الاقتصادي لتنفيذ رغبته المعلنة في سيطرة الولايات المتحدة على غرينلاند، وكذلك قناة بنما.
وقال بارو إنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة ستغزو الجزيرة الشاسعة الواقعة في القطب الشمالي، التابعة للدنمارك منذ أكثر من 600 عام. وتابع بارو «ما من شك في أن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لدول أخرى في العالم بمهاجمة حدوده السيادية، أياً كانت تلك الدول، نحن قارة قوية».
وتكشف تصريحات ترامب عن أجندة توسعية، وذلك قبل أسبوعين فقط من أدائه اليمين، رئيساً للولايات المتحدة في مراسم بواشنطن يوم 20 يناير/ كانون الثاني.
وقال بارو «إذا سألتموني عما إذا كنت أعتقد أن الولايات المتحدة ستغزو جرينلاند، فإن إجابتي هي لا. ولكن إذا كان السؤال هو هل دخلنا فترة زمنية يكون فيها البقاء للأقوى فإن إجابتي هي نعم». وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يترك نفسه فريسة للخوف أو القلق المفرط، بل ينبغي أن يستفيق ويعزز قوته.
وتضم غرينلاند مخزونات كبيرة من المعادن والنفط رغم أن التنقيب عن النفط واليورانيوم محظور في الجزيرة التي تحتل موقعاً استراتيجياً في القطب الشمالي حيث توجد في الأساس قاعدة عسكرية أمريكية.
وفي ذات السياق، حض بارو المفوضية الأوروبية على التحرّك «بأكبر قدر من الحزم» لمواجهة التدخلات في الشأن العام الأوروبي لا سيما الصادرة عن الملياردير إيلون ماسك، ملمحاً إلى إمكانية أن تتخذ باريس إجراءات بشكل منفرد.
وفي حين يكرر ماسك مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التدخل في السياسة الأوروبية من خلال منشورات على منصته إكس، دعا بارو عبر إذاعة فرانس انتر المفوضية الأوروبية إلى «أن تستخدم بقوة أكبر الأدوات التي منحناها لها لردع هذا السلوك».
ورد بارو على سؤال حول إمكانية «حظر» منصة إكس في أوروبا كما حصل في البرازيل حيث حُجبت المنصة 40 يوماً، قائلاً «قوانيننا تنص على ذلك».
أضاف «إما أن تطبق المفوضية الأوروبية بأكبر قدر من الحزم القوانين التي وضعناها لحماية فضائنا العام، أو لا تفعل، وبالتالي عليها أن توافق على أن تعيد إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وإلى فرنسا القدرة على فعل ذلك». وأكد أن «علينا أن نستيقظ».
ويتدخل إيلون ماسك بقوة منذ أسابيع في الحياة السياسية الأوروبية، مكرراً عبر منصة إكس التي يملكها نشر مواقف داعمة لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف، ومناهضة لرئيس الوزراء البريطاني العمالي كير ستارمر.
من جهته اتهم رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز الأربعاء إيلون ماسك من دون أن يسمّيه «بمهاجمة مؤسساتنا على نحو سافر»، و«إثارة الكراهية»، وبتزعم حركة «أممية رجعية».
وقال سانشيز خلال خطاب ألقاه بمناسبة بدء مراسم إحياء ذكرى وفاة الدكتاتور فرانكو وحلول الديمقراطية في إسبانيا قبل خمسين عاماً، «يهاجم مؤسساتنا على نحو سافر، ويثير الكراهية ويدعو علانية إلى دعم ورثة النازية في الانتخابات الألمانية المقبلة».
واعتبر سانشيز أن سلوك ماسك يطرح «مشكلة وتحدياً، يجب أن يحفزنا جميعاً نحن الذين نؤمن بالديمقراطية». (وكالات)
0 تعليق