نمرود - أ ف ب
تمكّن علماء آثار عراقيون من اكتشاف عشرات آلاف البقايا الأثرية التي تعود إلى قصر تاريخي في موقع نمرود الأثري، لكنهم يواجهون تحدياً معقداً يتمثل في إعادة تجميع مئات القطع المحطمة، بما في ذلك منحوتات لحيوانات أسطورية مثل الثيران والأسود المجنحة.
إعادة تجميع الآثار
استطاع علماء الآثار العراقيون حتى الآن جمع أكثر من 35 ألف قطعة، في عملية أشبه بـ«أحجية بازل»، وتوضع القطع المتناثرة تحت قماش أخضر لتسهيل عملية الترميم.
ويقول عبد الغني راضي أحمد، خبير آثار عراقي: «إن كل قطعة يتم إعادتها إلى مكانها الأصلي تُشعرنا كأننا أمام اكتشاف جديد».
اكتشافات بارزة رغم التشويه
رغم التشويه الكبير الذي تعرضت له الآثار، تمكن علماء الآثار من التعرف إلى منحوتات بارزة مثل تمثال آشورناصربال الثاني، الذي يظهر بجانب ملاك مجنح ونقوش زهور على معصمه. كما عُثر على تماثيل «لاماسو» مجمّعة جزئياً، وجداريات تصور أسرى مقيّدي الأيدي.
بلاد ما بين النهرين
يشير عبد الغني إلى أن «نمرود تمثل إرثاً للإنسانية كلها»، فقد كانت ثاني عاصمة للإمبراطورية الآشورية التي بلغت أوجها في القرن التاسع قبل الميلاد، وتشتهر المدينة بتماثيلها الضخمة وكتاباتها المسمارية التي نقلت إلى متاحف عالمية مثل المتحف البريطاني ومتحف اللوفر.
إعادة التأهيل
في 2017، انطلقت أعمال تأهيل موقع نمرود عام 2018، لكنها توقفت بسبب جائحة كوفيد واستؤنفت في 2023.
ووفقاً لمحمد قاسم، مدير معهد الأبحاث الأكاديمية في العراق، فإن العمل ينصب حالياً على جمع وتصنيف الآثار، في حين تتطلب عملية الترميم خبرة دولية ودعماً مالياً كبيراً.
دمار لا سابق له
وصف قاسم الدمار الذي تعرض له موقع نمرود بأنه «ضربة كبيرة لأهم المواقع الأثرية في حضارة بلاد ما بين النهرين»، مشيراً إلى أن المدينة كانت رمزاً للفن والعمارة الآشورية في أوجها.
جهود مستقبلية
يرى وزير الثقافة العراقي أحمد فكاك البدراني أن عملية الترميم تحتاج إلى عشر سنوات من العمل الجاد، إضافة إلى مواد خاصة بالأثر للصق الأجزاء المدمرة.
وأشاد البدراني بجهود علماء الآثار، واصفاً عملهم بأنه «شاق ومضنٍ»، معتبراً أن موقع نمرود يمثل «صفحة مهمة في تاريخ البشرية».
0 تعليق