مادة تفجيرية نادرة ودوافع صادمة.. مفاجآت كبيرة في هجومي رأس السنة بأمريكا

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

إعداد ـ محمد كمال
مزيد من المفاجآت بدأت تتكشف في هجومي رأس السنة بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد أشار فحص هاتف مفجر سيارة تسلا أمام برج ترامب إلى دوافعه، وسبب اللجوء إلى تنفيذ العملية بهذا الشكل، في حين كشفت تحقيقات حادث الدهس في نيو أورليانز عن لجوء منفذه لاستخدام مادة تفجيرية غير مسبوقة في أي هجوم إرهابي، والسبب وراء عدم تمكنه من تفجيرها.
الرقيب بالقوات الخاصة الأمريكية ماثيو ليفلسبرجر (37 عاماً) الذي قاد سيارة تيسلا سايبرتراك وفجّرها خارج فندق دونالد ترامب في لاس فيغاس، ترك رسالة يقول فيها، إنه يريد إعفاء نفسه من «عبء الأرواح التي أزهقتها». كما دعا الجندي المنتمي لـ«القبعات الخضراء» المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب، الجنود والمحاربين القدامى إلى «الاستيقاظ على القيادة الضعيفة في البلاد»، وفق ما ذكرت صحيفة التليغراف.
ويعتقد أن ليفلسبرجر أطلق النار على رأسه قبل أن يفجر السيارة، حيث أُصيب سبعة أشخاص بجروح طفيفة جراء الانفجار، ومن المحتمل بحسب مصادر مطلعة أنه كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة وكان يعاني مشكلات نفسية وعائلية أخرى، وفقاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأشارت مصادر أمريكية إلى أن ليفلسبرجر كان يحاول إثارة «نقطة سياسية» من خلال استهداف عقار يملكه ترامب، الذي يشغل حليفه المقرب إيلون مسك منصب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا.
ومع ذلك، في الملاحظات التي عثر عليها الضباط على هاتفه المحمول، أشار ليفلسبرجر إلى أنه كان مدفوعاً بتجاربه في القوات المسلحة الأمريكية. وكتب: «لم يكن هذا هجوماً إرهابياً، بل كان بمنزلة دعوة للاستيقاظ».
ـ انتحار وتفجير ـ
وبرر تنفيذه التفجير بإثارة الانتباه إلى أن«الأمريكيين يهتمون فقط بالمشاهد المثيرة والعنف. ما من طريقة أفضل لإيصال وجهة نظري مثل استخدام الألعاب النارية والمتفجرات». وأضاف: «لماذا فعلت ذلك شخصياً الآن؟ أحتاج إلى تطهير ذهني من الإخوة الذين فقدتهم».
وخدم ليفلسبرجر في الجيش منذ عام 2006 وتم إرساله مرتين إلى أفغانستان. كما خدم في أوكرانيا وطاجيكستان وجورجيا والكونغو.
وكتب في ملاحظة أخرى: «زملائي أعضاء الخدمة العسكرية والمحاربين القدامى وجميع الأمريكيين.. حان وقت الاستيقاظ! نحن تقودنا قيادة ضعيفة وعاجزة لا تعمل إلا على إثراء نفسها.. نحن الآن مصابون بمرض عضال ونتجه نحو الانهيار». كما أشاد بترامب في ملاحظة أخرى، مضيفاً: «لقد انتهى جنودنا من خوض حروب دون نهاية أو أهداف واضحة».
ـ اضطراب ـ
وقال سبنسر إيفانز، العميل الخاص لمكتب التحقيقات الفيدرالي المسؤول عن القضية: «يبدو في النهاية أنها حالة انتحار مأساوية تتعلق بجندي مقاتل سابق كان يعاني اضطراب ما بعد الصدمة ومشاكل أخرى».
وجاء هذا الكشف في الوقت الذي تحدث فيه جنود في المكان الذي خدم فيه ليفلسبرجر عن مخاطر الخدمة في الجيش على الصحة العقلية وحذروا من أن بعض الجنود يشعرون أن الحكومة تعاملهم بطريقة مهينة.
وكان ليفلسبرجر في إجازة معتمدة من مجموعة القوات الخاصة العاشرة المتمركزة في فورت كارسون بولاية كولورادو، وكان يقسم وقته بين هذا المركز وقاعدة أمريكية في ألمانيا.
وفي حديثه خارج القاعدة، التي تضم أيضاً فرقة المشاة الرابعة، قال فيلومينو سكافوري، إنه «من المزعج مشاركة جنديين أمريكيين في الهجمات الانتحارية».
وقال الرجل البالغ من العمر 54 عاماً: «إذا كان لديهما بعض المشاكل العقلية، وكان ينبغي أن يتم التعامل معهما وعلاجهما. وربما مكتب التحقيقات الفيدرالي يخفي شيئاً ما».
وقال جندي مشاة يبلغ من العمر 24 عاماً يُدعى بيلي: «من الممكن أن يكون هذا مرتبطاً باضطراب ما بعد الصدمة. كثير من الناس لديهم ذلك». وقال، إنه غالباً ما يواجه بعض الجنود صعوبة في قبول أنهم بحاجة إلى المساعدة.
وقال موظف مدني في القاعدة: إن هناك تركيزاً أكبر الآن داخل الجيش على قضايا مثل الصحة العقلية. وأضاف: «جميع القواعد بها عيادة. لقد أصبح الوضع أفضل بكثير».
وتتمتع فرقة المشاة الرابعة بسجل حافل من الخدمة، وقد لعبت دوراً رئيسياً في العديد من المعارك، بما في ذلك اقتحام شاطئ يوتا في نورماندي في يوم الإنزال.
ـ صديقته تكشف سراً ـ
تقع القاعدة التي خدم فيها على بعد أقل من عشرة أميال من العقار الواقع في كولورادو سبرينغز، حيث كان يعيش ليفلسبرجر مؤخراً مع زوجته الثانية وطفله.
وتشير التقارير إلى أن زوجة ليفلسبرجر انفصلت عنه مؤخراً بسبب خيانته المزعومة. وقالت صحيفة نيويورك بوست إنه غادر منزله في اليوم التالي لعيد الميلاد بعد مشاجرة ثم سافر إلى لاس فيغاس.
وتقول أليسيا أريت، التي صادقت ليفلسبيرجر، إن سلوكه تغير في عام 2019 بعد عودته من جولة عسكرية خارج الولايات المتحدة مصاباً بإصابة في الدماغ وبدأت تظهر عليه أعراض الاكتئاب.
وقالت لصحيفة دنفر جازيت، إنه لم يخضع لعلاج لأنه على ما يبدو «من غير المقبول طلب العلاج عندما يكون شخص ما في القوات الخاصة».
وكشف جندي مشاة يبلغ من العمر 19 عاماً دخل القاعدة، إنه «من المفاجئ أن ينفذ ليفلسبرجر الهجوم بالنظر إلى ما حققه في حياته المهنية لما يقرب من عقدين من الزمن»، وأضاف: «أشعر بالسوء. حيث يفترض أن وجودك ضمن أفراد القبعات الخضراء يجعلك بطلاً».
ـ مادة تفجيرية نادرة ـ
وعن الهجوم الذي وقع قبل تفجير سيارة تسلا بساعات، يقول مسؤولون كبار في إنفاذ القانون: إن مهاجم نيو أورليانز الذي قتل 14 شخصاً عندما صدم حشداً بشاحنة صغيرة، صنع قنبلتين تحتويان على «مركب متفجر نادر للغاية».
ووفق ما ذكرت التليغراف، فإنه «لم يتم استخدام المادة في أي هجوم إرهابي داخل الولايات المتحدة أو حتى أوروبا من قبل»، بينما يستكشف المحققون الآن كيف تعلم المهاجم شمس الدين جبار كيفية إنتاج المتفجرات.
واستخدم جبار «الخليط» في قنبلتين محليتي الصنع، تم العثور عليهما في المبردات في شارع بوربون، حيث نفذ هجومه المميت في يوم رأس السنة، ولم تنفجر أي منهما، لكن يظل من غير الواضح ما إذا كان ذلك بسبب عطل أو عدم تمكنه من تنشيطها بعد مقتله في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
وبينما خلص مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى أن جبار لم يتلق على الأرجح أي مساعدة من آخرين، فإن الخبراء يسعون الآن إلى تحديد ما إذا كان قد تعلم كيفية صنع العبوات الناسفة باستخدام المركب النادر من قبل فرد أو منظمة.
وتشير التحقيقات كذلك إلى جبار وهو أحد المحاربين القدامى أشعل حريقاً صغيراً في مدخل موقع بسيط استأجره للإقامة، ووضع مسرعات بعناية للمساعدة في انتشار الحريق، لكن ذلك لم يمنع السلطات من استعادة بعض الأدلة الموجودة بالمكان.
كما تم العثور على بندقيتين وجهاز إرسال مخصص لتفجير القنابل في شاحنة جبار، وتم نقلهما إلى مختبر مكتب التحقيقات الفيدرالي.
ـ مواد خطرة ـ
ووفق التقارير الإعلامية فقد عثرت السلطات الفيدرالية التي قامت بتفتيش منزل جبار في هيوستن، على مواد خطرة يعتقد أنها استخدمت لصنع عبوات ناسفة.
ووجد مسؤولو إنفاذ القانون أيضاً أن جابر قد حجز السيارة التي استخدمها لصدم ضحاياه قبل ستة أسابيع، ما يشير إلى أنه كان يخطط لهجومه مسبقاً.
وتمثل عملية جبار أعنف هجوم مستوحى من تنظيم داعش الإرهابي على الأراضي الأمريكية منذ سنوات، ما يحيل إلى تحذير المسؤولين الفدراليين من تهديد إرهابي متجدد.
ونشر جبار، وهو مواطن أمريكي ولد في تكساس وجندي سابق في الجيش الأمريكي، عدة رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي يقول فيها، إنه يستلهم أفكار تنظيم داعش الإرهابي. وكان يعيش في مقطورة شاحنة على مشارف هيوستن قبل أن يقود سيارته إلى لويزيانا لتنفيذ الهجوم، وقُتل بالرصاص في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في مكان الحادث.
وقد أدرج مكتب الطبيب الشرعي سبب وفاة جميع الضحايا الـ 14 على أنه «إصابات ناجمة عن قوة حادة». وقالت المتحدثة باسم المركز الطبي الجامعي في نيو أورليانز، كارولينا جيبرت: إن 13 شخصاً ما زالوا في المستشفى، منهم ثمانية في العناية المركزة.
وقالت الشرطة، إنه لا يوجد «دليل قاطع» على أن انفجار لاس فيغاس كان له صلة بهجوم نيو أورليانز، وأضافت، يبدو أنه «حالة انتحار مأساوية».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق