واقعة مأساوية لتجمد رضيع حتى الموت في غزة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غزة ـ (رويترز)
استيقظ يحيى البطران مبكراً، الأحد، ليجد زوجته نورا تحاول إيقاظ ابنيهما التوأم حديثي الولادة، جمعة وعلي، اللذين كانا نائمين معاً في الخيمة التي يعيشون فيها داخل مخيم بوسط قطاع غزة.
وأدى البرد القارس والأمطار الغزيرة، التي هطلت على القطاع خلال الأيام الماضية، إلى جعل حياتهم بائسة لكن ما سمعه البطران كان أكثر بؤساً.
وقال البطران إن زوجته كانت «بتقولي إللي ساعة بحاول أصحي في جمعة، جمعة مش راضي يصحي.. قمت أخبط في الولد هيك.. مجمد لونه أبيض صار زي التلج».
وأوضح الأطباء أن جمعة، وعمره شهر، توفي نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم، وهو واحد من ستة فلسطينيين توفوا نتيجة البرد في غزة خلال الأيام القليلة الماضية. أما علي ففي العناية الفائقة وحالته حرجة.
وأدى الطقس في ثاني شتاء يمر على غزة خلال الحرب إلى زيادة معاناة مئات الآلاف من النازحين. ولم تحقق الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أي نتيجة. وتعكس وفاة جمعة مدى صعوبة الوضع الذي تواجهه الأسر المعرضة للخطر.
وتقول وكالات الإغاثة الدولية إن القوات الإسرائيلية تعوق تسليم المساعدات، ما يزيد من الأزمة الإنسانية هناك سوءاً.
وفر البطران مع عائلته من منزلهم في بلدة بيت لاهيا بشمال القطاع في بداية الحرب إلى مخيم المغازي على أرض مفتوحة في وسط غزة أعلنتها السلطات الإسرائيلية منطقة إنسانية. وبعدما أصبح المخيم غير آمن، انتقلوا إلى آخر في مدينة دير البلح القريبة.
وقالت نورا البطران والدة جمعة: «كوني كبيرة ممكن أتحمل لكن إيش ذنب الصغير؟ لا بيقدر يتحمل الجوع، ولا بيقدر يتحمل السقعة، ولا بيقدر يتحمل الضياع إللي هو فيه، يعني إيش ذنبه يا ناس؟ بناشد وبنطالب إللي بده يساعدنا يساعدنا من جميع النواحي، تخلص الحرب».
خيام ممزقة
في المخيم تطايرت عشرات الخيام التي تمزق الكثير منها بالفعل بعد أشهر من الاستخدام أو غمرته المياه وسط الرياح القوية والأمطار، ما جعل الأسر تكابد لإصلاح الأضرار وترقيع الجوانب البلاستيكية البالية ووضع حواجز من الرمال لصد المياه.
وقالت صابرين أبوشنب، وهي أم لثلاثة أطفال غمرت المياه خيمتها، إن المياه بللت الفراش والبطاطين والوسائد، حتى الملابس الداخلية للأطفال.
وتعاني صابرين الربو إلا أنها لم تشعر بأي تحسن مع تناول الأدوية بسبب برودة الطقس ونقص البطاطين وعدم وجود ملابس ثقيلة.
إلى جانب آخر من الأزمة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة الذين يعانون الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة بلا هوادة.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الحملة الإسرائيلية على حماس، أسفرت عن مقتل أكثر من 45500 فلسطيني وحولت القطاع إلى أرض من الأنقاض والمباني المدمرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق