«ياكوزا».. منظمات «إجرامية خيرية» في اليابان!

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتميز «ياكوزا»، وهو الاسم الذي يطلق على المنظمات الإجرامية في اليابان عن مثيلاتها بالكثير، وكانت تعرف في القرن السابع عشر باسم «جوكودو»، بدأت بالعمليات الإجرامية وشاركت في الأعمال الخيرية منذ الجائحة 2020.
تدور العديد من القصص على «ياكوزا» ومدى قوتها وتأثيرها في اليابان، علاوة على ما يقال عن شبكاتها في الولايات المتحدة والصين، وكوريا الجنوبية وتايلاند والفلبين، في تاريخ هذه المافيا الشهيرة اختلط الخيال بالواقع.
تتحدث تقارير الشرطة اليابانية الرسمية عن وجود 110 آلاف عضو في المافيا اليابانية حالياً، وهي تضم حوالي 2500 عصابة منتشرة في جميع أنحاء البلاد، وهي على تواصل دائم وتقتسم فيما بينها العالم الذي تنشط فيه إلى مناطق نفوذ محددة.
بداية «ياكوزا» المعاصرة كانت في النصف الأول ممن القرن العشرين، ظهرت في عام 1930 إحدى عصاباتها الشهيرة وكانت تسمى «ياماغوتشي غومي» على اسم مؤسسها، انخرطت هذه العصابة في ممارسة الابتزاز والإقراض الربوي، وسيطرت على مؤسسات صناعية عديدة. في تلك الحقبة بدأت «ياكوزا» في التعاون مع السلطات الحكومية، على سبيل المثل قام أعضاؤها في عام 1934 بالتدخل وإنهاء اضراب للعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة في مدينة كوبي. من الأمور اللافتة المعنى الذي يضمنه الاسم «ياكوزا»، يا في اللغة اليابانية تعني ثمانية، وكو تعني تسعة، وزا ثلاثة، هذه التركيبة لأوراق اللعب أثناء القمار في اليابان تعد الأسوأ. بهذا الاسم أراد القائمون على هذه المافيا القول إنه حتى في أسوأ الظروف والأحوال، لا بد من إيجاد مخرج والانتصار.
ويستخدم أعضاء ياكوزا مثل نظرائهم في أنحاء كثيرة من العالم الأوشام، ومنذ قرون عديدة كعلامات مميزة للمكانة والانتماء العشائري.
ومافيا «ياكوزا» لها ميثاق شرف خاص وطقوس في التعامل وفي المحاسبة بعضها قاس ودموي، بحسب«روسيا اليوم».
في سنوات تنامي الأفكار الاشتراكية ما بعد الحرب العالمية الثانية، استخدمت النخبة الحاكمة في اليابان «ياكوزا» في مواجهة النشاطات الاشتراكية والعمالية، وذلك لأن هذه المافيا المعروفة بتمسكها بهويتها الوطنية والتقاليد اليابانية القديمة، كانت معارضة بشدة للأفكار الاشتراكية وللشيوعية بشكل خاص، أعضاء «ياكوزا»، كانوا شاركوا في تلك الفترة بنشاط في قمع الإضرابات العمالية.
في السنوات الأخيرة بعد أن تأقلمت مع وضعها الجديد في المجالات المقننة، تزايدت نشاطات أعضاء «ياكوزا» في مجال الأعمال الخيرية، على سبيل المثال ساعد هؤلاء بعد كارثة فوكوشيما الضحايا من خلال توزيع المساعدات الإنسانية وتنظيم مراكز للإيواء والرعاية.
أعضاء المافيا اليابانية تأقلموا من أجل البقاء، وقاموا في عام 2020 مع انتشار جائحة «كوفيد-19» بتوزيع الأقنعة والأدوية المطهرة في الأماكن العامة وفي المدارس والمستشفيات ومحطات المترو. كل ذلك يطرح التساؤل.. هل تابت «ياكوزا» عن الأعمال الإجرامية، وأصبحت «فاعل خير»؟!.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق