انطلقت مساء الاثنين، على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، الحلقة المباشرة الثانية من برنامج «المنكوس» بموسمه الرابع، البرنامج الأول من نوعه المتخصص بلحن المنكوس من موروث الشعر النبطي الأصيل، بتنظيم هيئة أبوظبي للتراث، في إطار حرصها المستمر على التعريف بالموروث الشعبي، وتعزيز دوره في بناء الهوية الوطنية.
استهلت الحلقة بعرض تراثي قدّمته فرقة بيشة الأولى للفنون الشعبية من السعودية، تلا ذلك ترحيب مقدمة البرنامج العنود بدر بالحضور والمشاهدين وأعضاء لجنة التحكيم: محمد بن مِشيط المري، وشايع العيّافي، وحمود جلوي، ومتعب بن كروّز المري، واستهلت الحلقة بالأبيات الشعرية:
في كلّ موسم يرتفع سقف الطموح / ومن السما تمطر هماليل المزن
تعدّدت لألحان والمنكوس رووح / يشدو به الطارق على بحر ووزن
ياللّي رفعت الصوت نبّشت الجروح/ يلاحظون الناس في صوتك حزن.
وشهدت الحلقة عرض تقرير يلخص مجريات الحلقة الماضية، قبل أن يصعد المتسابقون الأربعة المتبقون بانتظار تصويت الجمهور الذي حسم النتيجة لصالح سالم مانع اليامي من السعودية بـ 84 درجة، وحمد سالم بن ملهي المزروعي من الإمارات بـ 49 درجة، فيما خرج من المنافسة كل من مرضي فهد آل سويدان بـ 48 درجة، وأسامة بن عوضه آل جابر المري بـ 46 درجة.
افتتحت المنافسة بين المتسابقين الستة في الأمسية الثانية بالمرور الأول، حيث أدّى المشاركون لحن المنكوس الذي تُقيَّم فيه الأداءات بـ 50 درجة من قِبل لجنة التحكيم.
بدأ الأداء مع ذيب صالح المري من السعودية، الذي نال إعجاب اللجنة وثناءها، إذ وصفه محمد بن مشيط المري بـ «بدايتها مسك»، مشيداً بثقة وجمال صوته وأدائه، وأشار شايع العيّافي إلى أن ذيب جمع بين الطرب والأداء الصحيح، فيما أثنى حمود جلوي على تطور شخصية المؤدي في الشطر الثاني من أدائه، أما متعب بن كروّز المري، فقد لقّبه بـ«ذيب المنكوس»، كاشفاً أنه راهن عليه منذ تجارب الأداء حيث جمع بين قوة الشخصية والصوت.
تباين في الآراء
شهد أداء المؤدي الثاني سالم علي آل هضبان العجمي من الكويت، تبايناً في آراء اللجنة، فأشار العيّافي إلى أن دخوله كان على طبقة أقل من المناسبة لصوته، مع ارتباك في نهاية الجمل، لكنه أشاد بصوته وإتقانه اللحن، فيما أبدى جلوي ملاحظات حول استخدام المدود في غير مواضعها الصحيحة، ما أرهق صوته، لكنه أشار إلى ظهور شخصيته مع البيت الرابع، أما بن كروّز فرأى أن المتسابق لم يترك بصمته برغم جودة صوته، بينما أشار المري إلى وجود انفلات في بعض مفاصل اللحن.
وأشار حمود جلوي إلى غياب الصوت والأداء المعتادين لدى المؤدي الثالث سليم بن كدح الراشدي من الإمارات، معتبراً أن أداءه اتسم بالعجلة، فيما وصف بن كروّز الأداء بالجيد إجمالاً، لكنه لاحظ بعض الضعف في طريقة الأداء وقوة الصوت، أما العيّافي فطلب منه رفع الطبقة الصوتية لتوسيع مساحات الصوت، بينما رأى بن مشيط أن دخول المؤدي كان هادئاً مع عجلة في الأداء، وهما عنصران لا ينسجمان.
بعد ذلك، صعد إلى المسرح المؤدي الرابع، عايض آل فارع العبيدي من السعودية، الذي حاز إشادات وملاحظات متوازنة، إذ أثنى بن كروّز على صوته وإتقانه اللحن، لكنه تمنّى لو أنه مدّ اللحن في بقية الأبيات كما فعل في البيت الأخير الذي كان متميزاً، ولاحظ بن مشيط بعض الانفلات في اللحن بالبيت الأول، لكنه أشاد بأدائه في الأبيات التالية، بينما أكد العيّافي أن الارتباك بدا واضحاً في البداية، لكن الأداء تحسن تدريجياً، فيما أشار جلوي إلى أن عدم حفظ النص أثر سلباً في تركيز المؤدي، برغم قوة صوته وأدائه.
ارتفعت وتيرة المنافسة، مع دخول المؤدي الخامس علي محمد وازع القحطاني من السعودية، فقد أشار بن مشيط إلى وجود فرق واضح بين مستوى البيتين الأولين والأخيرين، حيث ظهرت بصمة المؤدي في البيتين الثالث والرابع، وأثنى العيّافي على الثقة والحضور، لكنه أشار إلى ضعف السيطرة على نهاية الجمل، فيما أوضح جلوي أن ضعف النفس واستخدامه في غير مواضعه الصحيحة أثّرا في الأداء، بينما وصف بن كروّز المؤدي بالمغامر الذي قدّم لحناً أصيلاً ومحترفاً في البيتين الثالث والرابع، برغم الارتباك في البداية.
أظهر المؤدي السادس، متعب بن محمد الصيعري من السعودية، شخصية فنية مميزة أثارت إعجاب اللجنة، فقد عبّر العيّافي عن سعادته بالأداء، مشيراً إلى اختيار طبقة صوتية مناسبة برغم بعض عدم الانضباط، وأشاد جلوي بشخصية المؤدي، لكنه لاحظ ارتباكاً في البداية مع بروز الإبداع في البيت الثاني، وأشار بن كروّز إلى تحسن الأداء في البيتين الثالث والرابع، داعياً المتسابق إلى تحسين حفظ النصوص، ما أكده بن مشيط، الذي أشاد بالصوت الطربي واختيار النص المناسب.
تحسن ملحوظ
تألق المتنافسون الستة في المرور الثاني، الذي يعتمد على لحن حر من اختيار المؤدي، ويُمنح عنه 10 درجات من قبل اللجنة، بدأ الأداء مع ذيب صالح المري من السعودية، تلاه سالم علي آل هضبان العجمي من الكويت، ثم سليم بن كدح الراشدي من الإمارات، من بعده عايض آل فارع العبيدي، وعلي محمد وازع القحطاني، ومتعب بن محمد الصيعري من السعودية على التوالي.
في تعليقات لجنة التحكيم، أثنى بن مشيط على التحسن الملحوظ في أداء سالم العجمي وسليم بن كدح، معتبراً أن الجميع قدّم أداءً جيداً، بينما أشار العيّافي إلى أن ذيب المري قدّم أداءً متجرداً من الضغوط، وأعرب عن إعجابه بأداء عايض العبيدي، الذي نجح في الانتقال بين نغمتين بمهارة.
وأشاد حمود جلوي بجميع المشاركين، موجهاً إلى علي محمد القحطاني عبارة «واثق الخطوة يمشي ملكاً»، كما أبدى إعجابه الكبير بثقة وإحساس متعب الصيعري، في السياق نفسه، أثنى متعب بن كروّز على الأداء العام للمتسابقين في المرور الثاني، مؤكداً أن جميعهم أظهروا تحسناً كبيراً.
تأهل مباشر
أسفرت نتائج تصويت لجنة التحكيم عن تأهل ذيب صالح المري من السعودية، بعد حصوله على 59 درجة، يليه علي محمد وازع القحطاني من السعودية بـ 56 درجة، ليضمن كلاهما الانتقال المباشر للمرحلة المقبلة.
أما بقية المتسابقين، فجاءت نتائجهم متقاربة، حيث حصل كل من عايض آل فارع العبيدي ومتعب محمد الصيعري من السعودية على 55 درجة، وسليم بن كدح الراشدي من الإمارات على 54 درجة، في حين نال سالم علي آل هضبان العجمي من الكويت 53 درجة.
ويكون تصويت الجمهور عبر الموقع الإلكتروني والتطبيق الخاص بالبرنامج حاسماً في تأهّل اثنين من المتسابقين الذين لم يتمكّنا من التأهل مباشرة، حيث تُتاح للجمهور فرصة دعم نجومهم المفضلين لضمان استمرارهم في المنافسة.
0 تعليق