دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أمس الثلاثاء، إلى تعزيز وحدة البلاد وتماسكها، في أعقاب هجوم ماغديبورغ الذي أثار موجة من الخطاب المتطرف، وذلك مع اقتراب الانتخابات التشريعية المزمع عقدها في فبراير/شباط المقبل، بينما أثارت دعوات حزب البديل لإغلاق الحدود وطرد المهاجرين انتقادات حادة، حيث وصفت وزيرة الداخلية الألمانية هذه التصريحات بأنها محاولة «بغيضة» لاستغلال المآسي.
في كلمته التقليدية بمناسبة عيد الميلاد، تطرق شتاينماير إلى «الظلال» التي تثقل أجواء أعياد نهاية السنة جراء الهجوم بسيارة أوقع خمسة قتلى دهساً وأكثر من 200 جريح، مساء الجمعة، في سوق ميلادية في ماغديبورغ في شمال شرق ألمانيا.
وأضاف الرئيس الألماني، على ما جاء في نص كلمته التي بثها التلفزيون الرسمي، أمس الثلاثاء: «الكثير منكم سيكون حزيناً خلال فترة عيد الميلاد. الكثير منكم سيكون مضطرباً وقلقاً وحتى خائفاً ربما. كل هذه المشاعر مفهومة، لكن يجب ألّا تسيطر علينا وألا تشلنا».
وأكد شتاينماير، «يجب ألا تكون الكلمة الأخيرة للحقد والعنف. يجب ألّا تفرقنا الانقسامات. لنحافظ على وحدتنا». ومضى يقول: «التماسك عند الضرورة هو ما يميز بلادنا. فلنظهر ذلك الآن بالتحديد».
من جهته، كتب المستشار أولاف شولتس، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن الألمان يشهدون «أوقاتاً صعبة للغاية... لكننا مجتمع له مستقبل مشترك ونحن أقوياء». وتبقى دوافع المنفّذ غير واضحة، إلا أن الهجوم الذي أودى بحياة أربع نساء وطفل في التاسعة، أعاد مسائل الهجرة والأمن إلى صلب حملة الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في 23 فبراير.
وبُعيد الهجوم ندّد حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف باستقبال مئات آلاف اللاجئين في السنوات الأخيرة على الأراضي الألمانية.
وشارك نحو 3500 شخص بحسب الشرطة، الاثنين، في تجمّع نظّمه هذا الحزب في ماغديبورغ، حداداً على أرواح ضحايا الهجوم.
وخلال التجمع طالبت نائبة رئيس الحزب أليس فيدل «بالتغيير لنتمكن من العيش بأمان مجدداً»، فيما كانت الحشود تهتف «طرد، طرد، طرد».
وقال يان فينزل شميد، مسؤول الحزب في مقاطعة ساكسن-انهالت: «يجب أن نغلق الحدود، لا يمكننا بعد الآن استضافة مجانين يأتون من كل الدول».
وعلّقت وزيرة الداخلية نانسي فيزر على تصريحات أعضاء حزب البديل من أجل ألمانيا، معتبرة أن «أي محاولة لاستغلال عمل مروّع إلى هذا الحد ومعاناة الضحايا، هي أمر بغيض».
وقبل شهرين على الانتخابات، تظهر استطلاعات الرأي أن الحزب اليميني المتطرف المناهض للهجرة والمؤيد لروسيا، سيحصل على 20% من الأصوات تقريباً وراء المحافظين مع 32% والحزب الاشتراكي-الديمقراطي بزعامة المستشار شولتس مع 15%.
إلى ذلك، نظمت فاعلية مناهضة لحزب البديل من أجل المانيا، ضمّت نحو أربعة آلاف شخص شكلوا سلسلة بشرية مع شموع وأنوار وسط ماغديبورغ، الاثنين.
وسمّيت هذه المبادرة «لا تعطِ أيَّ فرصة للحقد»، وقال القيّمون عليها، إنهم «لاحظوا بخوف وغضب أن ثمة أشخاصاً يريدون استغلال هذا الفعل الوحشي خدمةً لسياساتهم» ودعوا إلى «التسامح».
ووعدت حكومة شولتس التي تتعرض لضغوط كبيرة، بإجراء تحقيق سريع ودقيق، لتحديد ما إذا كانت أخطاء محتملة حالت دون تجنب وقوع الهجوم الذي ارتكب بعد ثماني سنوات على هجوم مماثل استهدف سوقاً ميلادية في برلين ووقع فيه 13 قتيلاً.
وستخضع وزيرة الداخلية فضلاً عن موظفين كبار لجلسة مساءلة في 30 كانون الأول/ديسمبر من جانب لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان. (وكالات)
0 تعليق