«مدائن التراث» يوصي بتوحيد معايير وجهود التوثيق والحفظ والترميم

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

* د.عبدالعزيز المسلّم: الشباب أمل المستقبل في حماية إرثنا الثقافي
اختتم معهد الشارقة للتراث فعاليات مؤتمر «مدائن التراث في العالم العربي»، بعدد من التوصيات منها، توحيد معايير وجهود التوثيق والحفظ والترميم لتراث المدن العربية العتيقة، بالإضافة إلى اقتراح إنشاء بوابة إلكترونية ضمن موقع المعهد تهدف إلى جمع البيانات المتعلقة بتلك المدن، وتبادل الخبرات والمعطيات حولها.
استقطب المؤتمر، على مدى ثلاثة أيام، نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف الدول العربية؛ لمناقشة قضايا تتعلق بالهوية الحضارية والمدن التراثية في العالم العربي، وشهد سلسلة من الجلسات المكثفة التي تناولت تحديات التراث العمراني وآفاق المحافظة عليه في ظل المتغيرات الراهنة.

50 خبيراً

جاء المؤتمر بمشاركة 50 خبيراً وباحثاً أكاديمياً من أنحاء العالم العربي، وجمع ممثلين عن 19 دولة عربية هي: الإمارات، العراق، لبنان، الجزائر، السعودية، مصر، سوريا، المغرب، السودان، اليمن، موريتانيا، قطر، الكويت، تونس، ليبيا، فلسطين، عمان، البحرين، بالإضافة إلى استعراض الأثر العربي في مدن مقدونيا.

مخزون حضاري

أكد د.عبدالعزيز المسلّم، رئيس المعهد، أن المؤتمر يعكس رؤية الإمارة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تضع التراث في صلب جهودها التنموية والثقافية، «حيث نجح المؤتمر في تحقيق أهدافه، من خلال تسليط الضوء على أهمية المدن التراثية، كمخزون حضاري يعبر عن هوية الشعوب وتاريخها».
وتابع: «نؤمن أن الحفاظ على التراث ليس مسؤولية حكومية فقط، بل واجب مجتمعي يستدعي مشاركة الجميع، لا سيما الشباب، الذين يمثلون أمل المستقبل في حماية إرثنا الثقافي وتطويره».
وأضاف: «نواصل في المعهد العمل على تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر، والتي تشمل تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، واعتماد تقنيات مبتكرة في ترميم المدن التراثية، وخلق منصات تفاعلية تجمع الخبراء والشباب لتبادل المعرفة والخبرات».
وتوجّه بالشكر لجميع المشاركين، مشيداً بدورهم في تقديم أوراق عمل قيّمة وأفكار أثرت النقاشات.
وسلّطت الجلسات الختامية الضوء على موضوعات محورية؛ حيث تضمّنت الجلسة الرابعة، التي أدارها ناصر الدرمكي، مناقشات حول مدائن التراث في الخليج العربي، مثل جدة التاريخية ورأس الخيمة القديمة، إلى جانب استعراض تجارب من قطر والكويت والإمارات.

تجارب حية

في الجلسة الخامسة، أدار د.يحيى العبالي حواراً حول مشروعات الحفاظ على التراث المعماري العربي، بمشاركة خبراء من موريتانيا وسوريا ومصر واليمن.
وطرحت الجلسة السادسة، التي أدارتها فاطمة المنصوري، تجارب حية من مدن عربية عتيقة، مثل العين وقبلي القديمة وغدامس.
تناولت الجلسة السابعة، التي أدارها د.منّي بونعامة، المدينة العربية المعاصرة في مواجهة الماضي وتحديات الحاضر، واستعرض المشاركون تجارب مؤسسية بمشاركة د.حميد النوفلي مدير إدارة الثقافة (الألكسو)، وناصر الدرمكي، نائب المدير الإقليمي لإيكروم الشارقة، وديمة ديوب التي تحدثت عن حلب القديمة.

تقليد سنوي

جاءت توصيات المؤتمر لتؤكد أهمية تحويله إلى تقليد سنوي ثابت يعنى بطرح عدد من القضايا الجوهرية المرتبطة بالمدن العربية الأصيلة، مع التأكيد على ضرورة توثيق التراث المادي واللامادي لهذه المدن، وتوثيق الجهود المبذولة في مواجهة التحديات التي تعترض مدائن التراث في العالم العربي.
وشددت التوصيات على استمرارية المؤتمر في دوراته المستقبلية، لمناقشة الحلول العملية لتأهيل المدن التراثية وتثمينها.
وأوصى المشاركون بطبع أعمال المؤتمر ونشرها بصيغتيها الورقية والإلكترونية؛ لضمان وصولها إلى نطاق واسع من الباحثين والمهتمين.

بحث ميداني

تضمنت التوصيات إطلاق مشروع بحث ميداني لجمع وتوثيق التراث المادي واللامادي للمدينة العربية، إلى جانب إنشاء حصر ببليوجرافي مشروح للدراسات التراثية والأنثروبولوجية والتاريخية حول المدن العربية، والاستفادة من المادة العلمية المقدمة في المؤتمر؛ لإعداد موسوعة شاملة عن العمارة التقليدية في المدن العربية، تبرز عناصرها الجمالية والوظيفية، ما يضمن تعزيز الجهود البحثية والتوثيقية التي تُسهم في حفظ هذا التراث للأجيال القادمة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق