أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقدم قواته في أوكرانيا وسيطرتها على خط المواجهة، مشيداً بدور الملتحقين الجدد بالجيش في تغيير دفة الحرب. واتهم الغرب بتجاوز «خطوط حمراء» تستدعي الرد، فيما أعلنت أوكرانيا تدمير مستودع ذخيرة وقطار روسي، وتكبيد القوات الكورية الشمالية خسائر على جبهة كورسك، فيما نددت واشنطن وحلفاؤها بتعزيز التعاون العسكري بين موسكو وبيونغ يانغ، ووصفت انخراط الجنود الكوريين في النزاع بـ«التوسع الخطر».
وأوجز بوتين أمس حصيلة العام 2024 للنزاع الدائر في أوكرانيا، مشيداً بوتيرة تقدّم جنوده وتحكّمهم في المجريات على طول خطّ المواجهة في ختام هذه السنة المحورية. وقال بوتين في خطاب ألقاه أمام كبار المسؤولين في وزارة الدفاع، إن قواته تتحكّم في المجريات على طول خطّ المواجهة في أوكرانيا، معلناً السيطرة على 189 بلدة خلال 2024.
وأشاد بوتين بالازدياد الملحوظ لإنتاج الأسلحة في بلاده، داعياً إلى المواصلة على هذا المنوال. ودعا إلى ضرورة حل كل المسائل المتعلّقة بالإنتاج الواسع النطاق ونشر أنظمة وطنية لشنّ ضربات، بما فيها أنظمة فوق صوتية. وأشار الرئيس الروسي أيضاً إلى أن قواته بدأت باستخدام أنظمة روبوتية بمساعدة الذكاء الاصطناعي. وقال: إن الجنود يتلقون أنظمة روبوتية متطورة يستخدم بعضها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف الذي تناول الكلمة بعد بوتين: إن روسيا استولت على 4500 كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية، وهي تتقدّم حالياً بوتيرة 30 كيلومتراً مربعاً في اليوم. واعتبر بيلوسوف أنه ينبغي للجيش الروسي الاستعداد لكلّ السيناريوهات المحتملة لتطوّر الوضع، بما في ذلك احتمال اندلاع نزاع مسلّح مع «الناتو» في أوروبا في العقود المقبلة.
وقد أعلن الجيش الروسي أمس الاثنين الاستيلاء على بلدة جديدة هي يليزافتيفكا الواقعة على نحو عشرة كيلومترات من جنوب كوراخوفي المدينة الصناعية الكبيرة في الشرق الأوكراني. كما أعلن سيطرته على بلدتي فيسيلي غاي في جنوب كوراخوفي وبوشكيني في جنوب بوكروفسك.
وتسعى كييف إلى احتواء تقدّم الجيش الروسي، مطالبة بدعم متزايد من حلفائها الغربيين. غير أن استدامة هذه المساعدة الحيوية منذ بدء الهجوم قبل نحو ثلاث سنوات ليست مضمونة مع عودة دونالد ترامب في كانون الثاني/يناير إلى السلطة في الولايات المتحدة التي هي أكبر داعمي أوكرانيا.
وتحاول كلّ من موسكو وكييف التأثير في موقف الرئيس الجمهوري المنتخب، على خلفية مفاوضات محتملة بين الطرفين قد تبدأ العام المقبل. وقد سبق لترامب أن دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار ومفاوضات بحيث يخشى الأوروبيون والأوكرانيون على السواء أن يدفع كييف إلى تقديم تنازلات كبيرة ويمنح الكرملين نصراً عسكرياً وجيوسياسياً.
وحذّرت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أن الدعم المباشر الذي تقدّمه كوريا الشمالية لروسيا في أوكرانيا يشكّل توسّعاً خطراً للنزاع. وجاء في بيان موقّع من وزراء خارجية أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وبريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ندعو كوريا الشمالية إلى أن توقف فوراً أي مساعدة إلى روسيا في حربها الهجومية على أوكرانيا، بما في ذلك سحب جنودها.
وفي فترة سابقة من صباح أمس الاثنين، أفادت كييف بأن 30 جندياً على الأقلّ من كوريا الشمالية يقاتلون إلى جانب الجيش الروسي جرحوا أو قتلوا السبت والأحد في منطقة كورسك الروسية التي تسيطر القوات الأوكرانية على جزء منها. وبحسب الغرب، أوفد نحو 11 ألف جندي من كوريا الشمالية للقتال في صفوف القوات الروسية.
وفي السياق، أعلنت الحكومة النروجية أمس الاثنين تقديم مساعدة بنحو 230 مليون يورو للبحرية الأوكرانية لتعزيز دفاعاتها في منطقة البحر الأسود. وستستخدم هذه الأموال أيضاً لتدريب جنود أوكرانيين ودعم عمليات إزالة الألغام. (وكالات)
0 تعليق