نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علامة قف المرورية من تحفة أثرية إلى قانون مرور!, اليوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 12:36 صباحاً
وهنا أوجه رجاء حارا للإدارة العامة للمرور: لا تكتفوا بتوعية السائقين عن طريق الإعلانات والأسابيع التوعوية التي تنقضي دون أن يلاحظها أحد. الأمر يحتاج إلى شيء أكثر تأثيرا، كالغرامات الموجعة التي تجعل السائق يتوقف بالفعل، ليس عند علامة قف فقط، بل عند كل فكرة تخطر بباله عن مخالفة قوانين المرور. فكما يقال: العقوبة خير وسيلة لفهم النصوص!
عودا على بدء، كلنا نعرف معنى قف، فهي تعني أن عجلات السيارة يجب أن تقف تماما، وأن السائق عليه أن يتحول فجأة إلى خبير في مراقبة الاتجاهات ثم يمضي بسلام، عدا ذلك فهو مخطئ، هذه هي قاعدة كلمة قف المكتوبة على لوحة حديدية في التقاطعات ومداخل الطرق الكبيرة في الشوارع الغربية. لكن العجيب في الموضوع أن علامة قف ليست مجرد أمر بالتوقف، بل هي إعلان غير مباشر يقول "أي خطأ من هنا فهو ذنبك بالكامل، أما الاتجاه الآخر فله حق مطلق بالسير بالسرعة المحددة".
في الدول المتقدمة، علامة قف ليست مجرد لوحة معدنية؛ إنها أشبه بجهاز كشف الكذب المروري. توضع في أماكن لا تتحمل رفاهية الإشارات الالكترونية، مثل الأحياء السكنية أو التقاطعات الهادئة. وأكثر ما يثير الإعجاب أن قف وحدها قادرة على حل 75% من أزمة شوارعنا، لكن بشرط أن يفهم السائقون أنها تعني الوقوف، وليس زيادة السرعة أو "التطنيش" أو أن "يتشمعط" بها أطفال الحارة أو أن يسرقها سمسار أراضٍ يعيد دهانها ويضعها في أرض ويكتب عليها للبيع!
ترى، هل يمكننا يوما ما أن نتعامل مع علامة قف بجدية تامة؟ أم أنها ستبقى مجرد ديكور توضع شرط على المقاول في بداية تأسيس الطريق ثم تتعرض لعوامل التعرية والنحت والسقوط حتى تصبح عائق سير لانحنائها فيتبرع أحدهم بكسرها حتى يتجنب الناس ضررها والناس تدعو له!؟ إن أقل ما يمكننا فعله تجاه هذه اللوحة العظيمة، قف، هو أن نتوقف عن معاملتها كتحفة أثرية معلقة على أطراف الشوارع، ونبدأ باستخدامها بكثرة، خصوصا داخل الأحياء. فهي ليست مجرد لوحة تقول للسائقين "قف"، بل وسيلة لإعادة النظام إلى الفوضى.
مثال لطيف يوضح لماذا صاحب المقال متحمس لعلامة قف! فلدينا نظرية مرورية مذهلة: إذا اصطدمت سيارتان، نبدأ بحساب المسؤولية بطريقة رياضية بحتة، 75% على طرف، و25% على الآخر، بحسب جهة الاصطدام في السيارات، وبناء على قوانين غامضة يبدو أنها تعتمد على حركة الكواكب أكثر من العلامات المرورية! نغفل تماما عن كون أحد الشوارع ضيقا أو واسعا، رئيسيا أو فرعيا، وكأن العلامة قف مجرد اقتراح أدبي وليس أمرا تنفيذيا. بينما في الهدف منها أن الخطأ 100% على الذي تجاوز دون أن تقف عجلات سيارته ما دامت علامة قف تعنيه وأن الطرف لن يتحمل أي نسبة إن كان يسير في السرعة المحددة.
أليس من المنطقي أن نبدأ بتكريم قف بوضعها في كل زاوية؟ تخيل كيف ستغير حياتنا! سنتحول من لعبة "مين الغلطان؟" إلى لعبة "قف، ثم فكر". لكن دعونا نكن واقعيين: ربما نحتاج إلى حملة توعوية بعنوان "قف ليست لوحة ديكور، إنها قانون". بالمناسبة هذه المقالة دعوة للإدارة العامة للمرور لتفعيلها ودعوة للناس لاحترامها لأنها منذ زمن لم يحترمها
0 تعليق