العين: منى البدوي
نظمت دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، جولة لعدد من الإعلاميين من دول الخليج للتعريف بمعالم مدينة العين الثقافية والتاريخية، الواحة النابضة بالحياة، منارة الثقافة والتراث الإماراتي العريق، ووجهة مفضلة للتجدد والاستجمام بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية.
استمتع الإعلاميون خلال الجولة في المدينة التي تقع على بعد 90 دقيقة بالسيارة عن أبوظبي، بتجارب ومغامرات استثنائية، تنوعت ما بين استكشاف الحصون القديمة والواحات الوارفة والأفلاج والتعرف إلى عادات وحياة أهلها، والاستمتاع بالأنشطة المتنوعة في أحضان الطبيعة.
تعدّ «العين» أوّل منطقة مدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي في الإمارات، وتضم واحدة من أقدم المناطق المأهولة بالسكان، ومواقع تاريخية وثقافية أصيلة، ويعود تاريخها إلى ما يزيد على خمسة آلاف عام، وتتميّز بجمالها الأخّاذ ومواقعها الأثرية وحصونها المرممة وقصورها التاريخية الغنية بالقصص.
خلال الجولة تمت زيارة عدد من المواقع التاريخية والثقافية والسياحية بالمدينة، شملت واحة العين وقلعة الجاهلي وقصر المويجعي وبيت محمد بن خليفة ومركز القطارة للفنون ومتنزه جبل حفيت الصحراوي وسفاري العين بحديقة الحيوانات، واختتمت الجولة بزيارة منتجع تلال العين الذي يتميز بفخامته ورقيه ومزجه بين الرفاهية وكرم الضيافة الإماراتية الأصيلة.
مواقع ثقافية تاريخية
عبر الإعلاميون عن إعجابهم بالمواقع الثقافية والتاريخية بالمدينة، ومنها واحة العين؛ حيث سلط مركز الزوّار الضوء على كيفية عمل الواحة وتدابير ضمان استمرار ممارسة أساليب الزراعة التقليدية، وصون نظامها البيئي التاريخي في المستقبل من خلال مقاطع الفيديو والمعارض التفاعلية.
تجول الإعلاميون بين أحضان الممرات المظللة ومزارع النخيل والأشجار المثمرة الجميلة والحدائق الغنّاء خلال زيارة الواحة التي تحتضن الآلاف من أشجار النخيل التي تُزرع بالاعتماد على نظام الري القديم «الأفلاج».
في اليوم نفسه، تم الانتقال إلى قلعة الجاهلي، إحدى كبرى القلاع في الإمارات، حيث بُنيت في أواخر القرن التاسع عشر للدفاع عن المدينة وحماية واحات النخيل، وشُيدت بأمر من الشيخ زايد الأول، ورممت بأسلوب جميل.
واطلع الإعلاميون خلال الجولة في أرجاء القلعة على المعرض الدائم المخصص للرحالة البريطاني ويلفريد ثيسيجر، الذي عبر صحراء الربع الخالي مرّتين في أربعينات القرن العشرين.
قصر المويجعي
استمتع الزوار في قصر المويجعي الذي يعدّ شاهداً حياً على مرحلة مهمة من تاريخ الدولة، ويمثل نموذجاً راقياً لفن العمارة المُعتمدة على البناء بالطوب اللبن مطلع القرن العشرين.
شهد القصر ولادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أمضى الشيخ خليفة أكثر أيام الصِّبَا فيه ينهل من فكر والده الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته الثاقبة، ويتعلم منه الحكمة والقيادة الرشيدة.
ويتميز القصر بهيكله المربع وأبرح الزوايا البارزة وبوابة المدخل الكبيرة، وقد خضع لعملية ترميم دقيقة للحفاظ على أصالته وأهميته التاريخية، وتروي قاعة المعرض الموجودة في فناء قصر المويجعي والمُحاطة بجدران زجاجية، قصة القصر وسكانه.
ويحتفي المعرض بالمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، كما يُقدم تسلسلاً زمنياً لحياة أفراد العائلة الحاكمة لأبوظبي وعلاقتهم بقصر المويجعي.
بيت محمد بن خليفة
اطلع الإعلاميون خلال زيارة بيت محمد بن خليفة على قصة البيت وتطوره، والتغيرات التي طرأت على المدينة المحيطة به على مدار الستين عاماً الماضية، حيث يُعدّ معلماً ثقافياً مهماً في العين، يجسد التراث المعماري والتاريخي للمنطقة، شُيد في أوائل القرن العشرين ورمم بعناية ليحافظ على تصميمه المعماري المميز.
ويعود البيت، الذي شُيد في عام 1958، إلى المغفور له الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان، وهو شخصية بارزة في تاريخ الإمارات، وخضع لعمليات ترميم وتجديد دقيقة، وأعد ليكون مركزاً مجتمعياً مفعماً بالحياة، معرضاً دائماً يحتفي بالتحول الاجتماعي والمعماري إلى الحداثة في الإمارات خلال خمسينات وستينات القرن الماضي.
ويحتضن البيت حالياً مقر مجموعة مسرح العين، ومركز الفنون الإبداعية «رفلكت»، ومقهى «نوتس» مع مخبزه الخاص.
مركز القطارة للفنون
في مركز القطارة للفنون الذي يجسد مدى ثراء وتميز المشهد الفني والثقافي في العين عبر توفير منصة تجمع المبدعين ومحبي الفنون للمشاركة في العديد من المجالات والأنشطة الإبداعية، عبر الإعلاميون عن إعجابهم باتساع نطاق المواقع التاريخية والثقافية في المدينة، حيث تجولوا في المركز، ولمسوا مدى اهتمام الموقع بإبراز أعمال الفنانين الإماراتيين من خلال تخصيص صالة عرض واستوديوهات لتعليم الموسيقى والحرف اليدوية وفنون الفخاريات والخط العربي والرسم والتلوين، واحتضانه لمعرض القطارة للآثار الذي يسلط الضوء على الاكتشافات الأثرية في المنطقة، حيث كشفت الحفريات الأثرية خلال إنشاء مركز القطارة للفنون عن خمسة أمتار من الطبقات الأثرية المتتالية تمتد من أواخر العصر الإسلامي المتأخر إلى العصر الحديدي.
متنزه جبل حفيت
أمضى الإعلاميون أوقاتاً ممتعة عند سفح جبل حفيت، حيث يقع منتزه جبل حفيت الصحراوي الذي اعترفت اليونسكو عام 2011 بالمنطقة التي تمتد على مسافة 9 كيلومترات، باعتبارها مكوناً حيوياً ضمن مواقع التراث العالمي في العين.
تجول الإعلاميون في المنتجع البيئي الذي يقدم قائمة من خيارات الإقامة والتخييم الفاخرة والمأكولات والمشروبات ومناطق ألعاب الأطفال إلى جانب الأنشطة الخارجية، بما فيها المشي وركوب الدراجات ومراقبة الحياة البرية، كما يتضمن مواقع أثرية عبارة عن بقايا تعود إلى العصر الحجري الحديث، ومدافن جبل حفيت التي ترجع إلى ما يزيد على 5000 عام.
عشاء مع الأسود
تجربة محفوفة بالمغامرة، خاضها الإعلاميون في حديقة الحيوانات بالعين بمنطقة السفاري التي بعدها تم تناول العشاء مع الأسود، حيث قضى الزوار أكثر من 3 ساعات استقلوا خلالها مركبات مجهزة للتجول في منطقة السفاري التي تعدّ أكبر منطقة سفاري اصطناعي بالعالم، وتحتضن مئات الحيوانات، وقدم خلال الجولة مرشدون إماراتيون شرحاً مفصلاً عن المنطقة والحيوانات الموجودة فيها وتعليمات إطعام الزرافات وغيرها.
واستمتع الإعلاميون بالعشاء مع الأسود، حيث خرجت بهم المغامرة التي خاضوها عن النمط التقليدي، في موقع مجهز فاخر يضاهي الخدمات الفندقية.
منتجع تلال العين
أبهر منتجع تلال العين الواقع في قلب صحراء العين، الإعلاميين بما يتمتع به من فخامة مستوحاة من أصالة التجارب العربية العريقة، ومزجه بين الرفاهية العربية وكرم الضيافة الإماراتية الأصيلة وما يقدمه المنتجع الذي يضع الزائر في قلب الطبيعة، من خدمات وخيارات إقامة متنوعة من غرف مصممة بشكل أنيق وأجنحة فاخرة وفلل مع أحواض سباحة خاصة، مستلهمة من الفخامة العربية التقليدية.
تجربة فريدة وفرها المنتجع للاستمتاع بالتراث والثقافة الإماراتية الغنية في قرية زمن لوّل التراثية وممارسة مجموعة من الأنشطة؛ مثل ركوب الجمال والخيل، وقيادة الدراجات الرباعية، ورحلات السفاري البرية، وغيرها من تجارب التراث والثقافة، إلى جانب توفيره أرقى مرافق الراحة والاستجمام، بما في ذلك السبا، ومركز اللياقة البدنية، وحوض السباحة الخارجي، وحوض السباحة شبه المغطى.
ومنحت هذه التجربة للإعلاميين فرصة ممارسة عديد من الأنشطة في قلب الطبيعة مثل مراقبة الحياة البرية، والاستمتاع بالأجواء الصحراوية الهادئة، ومشاهدة غروب الشمس الآسر.
وأكد الإعلاميون بعد انتهاء جولتهم التي استغرقت 4 أيام، أن المدينة أسرت قلوبهم بما تتضمنه من معالم ثقافية وتاريخية ومواقع للترفيه وأخرى للاستجمام وغيرها من الأنشطة والفعاليات، مؤكدين أن ما شهدته المدينة من تطورات، وما تحظى به من رقي وبريق جعلها ضمن الخيارات المفضلة للسياح.
0 تعليق