تحقيق: حصة سيف
تحويل التعليم من الواقعي المُباشر إلى الدراسة عن بُعد، أصبح الخيار البديل لاستمرارية الدراسة في كثير من الحالات، خصوصاً خلال تساقط الأمطار وإغلاق الطرق، لكن درجة فاعليته تختلف من مدرسة إلى أخرى، بحسب حضور الطلبة وتفاعلهم مع المعلمين، لذا شددت قيادات تربوية على ضرورة متابعة إدارات المدارس لحضور الطلبة عبر «الأونلاين»، وتفعيل أدوار التربويين والإداريين، كما لو كانت الدراسة واقعية. أما التساهل فيؤدي إلى عدم انضباط الطلبة في حضور الحصص والدروس، ما يؤثر في التحصيل والفهم.
تتعدى نسبة حضور الطلبة خلال الدراسة عن بُعد نسبة ال65%، وهو ما لفتت إليه عائشة سالم الزعابي، مديرة روضة الأثير في رأس الخيمة، وقالت إنها تحرص بدرجة كبيرة على حضور فصول «الأونلاين»، بغرض المتابعة الإدارية، وتشجيع جميع الطلبة على مواصلة الدراسة بطريقة جدية أكثر، كما تحرص على تفعيل جميع أدوار الإداريين والتربويين على السواء، ومتابعة حالات الغياب في الفصول بشكل شخصي.
الأُمية التقنية
لفتت عائشة الزعابي، إلى أنها عملت دراسة خاصة على أحد فصول المدرسة، حيث وجدت أن نسبة الغياب أعلى بكثير من باقي الفصول، ويكثر الغياب فيه حين تكون الدراسة «عن بُعد». واتضح من هذه الدراسة أن أغلب أمهات الطلبة في هذا الفصل «أُميات رقمياً»، وبعضهنّ موظفات، ولا يوجد دعم لطالب الروضة لحضور الحصص، رغم عملنا على تنظيم ورش للطلبة وأولياء أمورهم، لاسيما الأمهات، عن كيفية التعامل مع الأجهزة الحديثة، ودخول الحصص خلال التعلم عن بُعد، لكن «الجهل التقني» ما زال عقبة في طريق تلاميذ الروضة.
وأوضحت أن نسبة حضور الطلبة عبر «الأونلاين»، تعتمد اعتماداً كبيراً على دور مدير المدرسة في متابعة الهيئتين التدريسية والإدارية، ومن المهم حصر الغياب والمتابعة. مشيرة إلى أن الجميع لا بدّ أن يُفعِّلوا أدوارهم، حتى الإخصائية الاجتماعية، بحضور حصص «الأونلاين» ومتابعة الحالات، التي تحتاج إلى دراسة وعلاج، وهو ما يشمل معلمات «الفنية»، اللواتي نحرص على تفعيل أدوارهنّ في وضع أنشطة على بوابة التعلم الذكي، ومدة الحصة في رياض الأطفال لا تتجاوز 25 دقيقة، لصعوبة الاحتفاظ بتركيزهم أطول من تلك المدة المتتابعة.
النضج الإلكتروني
أشارت عائشة الزعابي، إلى أن نسبة الاستفادة من التعلم عن بُعد تصل إلى 80%، ومنه نُعزز قدرات الطالب ومعرفته ومهاراته ببلوغ «النضج الإلكتروني»، ولفتت إلى أن الفارق بين التعليم الواقعي وعن بُعد، يتمثل في التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم، وتفاعل الطالب مع زملائه، لكنه يمكن التخفيف من ذلك الفارق بزيادة جرعات التفاعل الرقمي، حيث أصبح التعلّم عن بُعد سلاحاً ذا حدين، والوجه الإيجابي له أنه قضى على الأحوال التي تتعرض لها المدرسة ومحيطها، وتفصل وتحول بين الطالب ومدرسته. كما أنه أصبح من ضمن متطلبات العصر، ويُعزز رؤية الإمارات بأن تصبح من الدول المتقدمة في مفهوم «النضج الإلكتروني». والجانب السلبي أن الطالب يفتقر إلى التواصل المباشر مع معلمه وزملائه.
فتح «الكاميرا»
سمية الشحي، مديرة «جائزة رأس الخيمة للتميز التعليمي»، التابعة لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، ومعلمة لغة إنجليزية سابقاً، أكدت أن الانضباط في حضور الطلبة ومتابعة الدروس خلال التعلّم عن بُعد يساعدان بشكل كبير على الفهم، في حال التزام الطالب بفتح الكاميرا، ما يسهم بدرجة كبيرة في استفادته، أما في غياب المتابعة الحقيقية من قبل المعلم، فالتعليم عن بعد قد يفقد فائدته وجدواه.
فيما أكدت آمنة الزعابي، تربوية، أن نسبة حضور «الأونلاين» لا تتعدى 65% من عدد الطلبة بشكل عام، موضحةً: «حين نرصد الغياب نرسل تنبيهاً إلى أولياء الأمور، ونستفسر عن سبب الغياب، بينما لم يكن لدى الطلبة في الصفين التاسع والخامس في المدرسة، سابقاً، أجهزة حاسب آلي محمول، والتزامهم بالحضور صعب، نظراً لأن أكثر الطلبة من ذوي الدخلين المتوسط والمحدود، ويصعب إلزام أولياء أمورهم بشراء الأجهزة المحمولة أو اللوحية. لكن أخيراً وفّرتها مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي. ومن أسباب عدم الالتزام بالحضور أيضاً حالات انقطاع الكهرباء، خاصة وقت الأمطار.
جوائز حصرية
أكدت آمنة الزعابي، أنه من اللافت تجاوب الطلبة في المدرسة، خلال الدراسة عن بُعد أكثر من تجاوبهم مع الدراسة الواقعية، لضرورة تواصلهم مع المعلمين، ليثبتوا حضورهم وتفاعلهم مع الدرس. وبعض المعلمين يستخدمون الأنشطة على منصة «أ» وبوابة التعلم الذكي، لضمان حضور الطلبة وتفاعلهم. كما أن المدرسة تخصص جوائز حصرية للطالب الأكثر تفاعلاً عبر المنصات التعليمية، وللمعلم الذي يستخدم المنصة ويفعّلها، ضمن مسابقة أفضل طالب نشيط، وأفضل معلم متفاعل، تشجيعاً لهما، ولأهمية محتوى المنصة والبوابة.
0 تعليق