واصلت إسرائيل، أمس الأحد، غاراتها وعملياتها البرية في قطاع غزة، وأعلنت السلطات الصحية إن عشرات النازحين قتلوا وأصيب آخرون، بالتوازي مع استمرار تدهور الوضع الإنساني، ونتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل انقطعت إمدادات المياه والأكسجين الطبي والكهرباء عن مستشفى «كمال عدوان» ببيت لاهيا.
وفي ال429 للعدوان على غزة، قالت وزارة الصحة في القطاع إن 44 فلسطينياً قتلوا في 4 مجازر ارتكبها الجيش الإسرائيلي بين يومي السبت والأحد، وأصيب 74 آخرون. وبهذه الحصيلة يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 44708 قتيلاً فيما بلغ عدد الجرحى 106050.
وذكر الدفاع المدني في غزة، في بيان، أن 10 أشخاص قتلوا وأصيب عدد آخر، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من الفلسطينيين في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة، وأفادت مصادر طبية، بأنه تم نقل الجرحى إلى المستشفى المعمداني لتلقي العلاج. كما قتل 15 نازحاً بينهم أطفال ونساء وجرح آخرون، إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وفي مدينة رفح جنوبي القطاع، نقلت الفرق الطبية جثامين 5 قتلى قضوا جراء قصف إسرائيلي شمالي المدينة.
في الأثناء، لا يزال الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفى كمال عدوان مخلفاً ضحايا ومصابين، بينهم أطفال، في حين أعلن الدفاع المدني بغزة توقف خدماته في 7 مراكز «إطفاء وإنقاذ» من أصل 11 مركزاً بمناطق تدعي إسرائيل أنها إنسانية جراء نفاد الوقود بالقطاع.
وفي شمال القطاع، انقطعت إمدادات المياه والأكسجين الطبي والكهرباء عن مستشفى «كمال عدوان» في بلدة بيت لاهيا، منذ مساء السبت، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل للمستشفى ومحيطه.
وأفاد مصدر طبي من داخل المستشفى بأن «إمدادات المياه والأكسجين الطبي والكهرباء منقطعة عن مستشفى كمال عدوان منذ مساء أمس السبت، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على المستشفى ومحيطه». وأضاف المصدر «حتى الآن يوجد عمليات جراحية لا نستطيع إجراءها بسبب انقطاع الأكسجين وعدم توفر المياه. الوضع بالمستشفى كارثي جداً وصعب».
وأوضح حسام أبو صفية، مدير المستشفى، وهو واحد من ثلاثة مستشفيات تعمل بالكاد في شمال القطاع، أن المنشأة أصيبت بنحو 100 قذيفة دبابة وقنبلة، ما أدى إلى إصابة العديد من الطاقم الطبي والمرضى. وأضاف أبو صفية: «الوضع في منتهى الخطورة. لدينا مرضى في وحدة العناية المركزة وآخرون ينتظرون إجراء العمليات ولا يمكن الوصول إلى غرف العمليات إلا بعد تأمين الكهرباء والأكسجين»، مشيراً إلى أن المستشفى يعالج 112 جريحاً، بينهم ستة في وحدة العناية المركزة.
وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أن طبيباً قتل ومعه أسرته في ضربة جوية إسرائيلية بالقرب من مستشفى كمال عدوان مساء السبت.
وقال سكان إن «الجيش الإسرائيلي فجر مجموعات من المنازل في مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون بشمال قطاع غزة، حيث تنفذ قواته عمليات منذ أكتوبر/تشرين الأول».
ويقول الفلسطينيون إن العمليات الإسرائيلية على شمال القطاع هي جزء من خطة للإخلاء القسري والقصف، بهدف إنشاء منطقة عازلة.
من جهة أخرى، أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس الأحد، تدمير ناقلة جند للجيش الإسرائيلي في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت «القسام» في بيان، إن عناصرها دمروا، أمس الأول السبت، ناقلة الجند بعبوة «شواظ» ما أدى إلى مقتل وإصابة طاقمها، في محيط الجامعة بحي الجنينة شرق مدينة رفح. وأشار البيان إلى إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل أحد ضباطه إثر العملية.
وفي ذات الوقت، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل عسكري بالمعارك الدائرة جنوبي قطاع غزة.
وأوضح البيان، أن القتيل (النقيب أبراهام بن بينحاس) كان قائد فصيل في الكتيبة 46 التابعة للفرقة 401 بلواء «آثار الحديد»، حيث قتل في أحد الاشتباكات.
وبمقتل الضابط، ارتفعت الحصيلة المعلنة لقتلى الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة إلى 808 ضباط وجنود، وفق معطيات الجيش الإسرائيلي. وبحسب المعطيات نفسها، أصيب منذ بداية حرب الإبادة 5 آلاف و452 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً، من ضمنهم 797 إصابتهم خطيرة.
ووفق مراقبين، تتكتم إسرائيل على الخسائر البشرية والمادية جراء حربها على قطاع غزة، وتمنع التصوير وتداول الصور ومقاطع الفيديو، وتحذر من الإدلاء بمعلومات لوسائل إعلامية بهذا الشأن، إلا من خلال جهات تخضع لرقابتها المشددة.
(وكالات)
0 تعليق