أعلنت روسيا أن أوكرانيا شنت هجوماً جديداً في منطقة كورسك غرب روسيا، ووصفت الخطوة بأنها بداية «هجوم مضاد»، بينما نفى المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنباء تحضير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاجتماع بالمستشار الألماني أولاف شولتس وبالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وقال بيسكوف للصحفيين، رداً على سؤال عما إذا كان يجري الإعداد لمثل هذه الاتصالات مثلما ورد ضمن تصريحات غربية «في الوقت الحالي لا توجد مثل هذه الخطط».
وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن الهجوم الأوكراني استهدف وقف تقدّم القوات الروسية في منطقة كورسك، وذكر بيان الجيش الروسي أن «المجموعة المهاجمة من الجيش الأوكراني هُزمت بالمدفعية والطيران»، مشيراً إلى أن العملية مستمرة للقضاء على وحدات أوكرانية شاركت في الهجوم.
وأضاف البيان: إن القوات الأوكرانية دفعت بدبابتين وعشر مركبات مدرعة ووحدة هدم، محاولين التقدّم نحو قرية بردين.
وأشارت الوزارة الروسية إلى استمرار المعارك في منطقة كورسك، حيث تستخدم أوكرانيا مركبات مدرعة غربية لنقل أعداد كبيرة من المشاة. ورغم الضغوط، أفادت قناة «التقارير العملياتية» على تيليجرام بأن الوحدات الروسية «تحافظ على مواقعها بشكل بطولي».
ولم تصدر تصريحات أوكرانية مفصلة عن طبيعة الهجوم الذي تشنه كييف في كورسك. واكتفى كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، بالقول: «إن روسيا تحصل على ما تستحقه».
ولا تزال أوكرانيا تسيطر على أجزاء من كورسك منذ العملية البرية التي شنتها خلال الصيف، رغم تباطؤ التقدّم نتيجة التعزيزات الروسية، والتي شملت، بحسب تقديرات غربية، آلاف الجنود الكوريين الشماليين.
وأكد سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 103 مسيرات نحو الأراضي الأوكرانية، أُسقطت 61 منها، ما تسبب في أضرار بمنازل خاصة في منطقة خاركيف وإصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
من جهة أخرى، تحدث مدونون عسكريون موالون للكرملين عن تقدّم القوات الأوكرانية باتجاه منطقة بولشيسولدتسكي، مشيرين إلى أن القتال يتركز شمال طريق سريع يربط الحدود بمدينة كورسك.
واعتبر بعضهم، مثل المدون المؤثر يوري بودولياك، أن الهجوم قد يكون مناورة لتشتيت الانتباه عن هجوم أكبر في منطقة أخرى.
إلى ذلك، أعلنت روسيا أمس الأحد أنّها أسقطت عشرات المسيّرات الأوكرانية خلال الليل، في هجوم ألحق أضراراً بالمنازل وأدى إلى إطلاق إنذارات جوية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، انفجارات في منطقة روستوف بجنوب روسيا، بينما أمكن سماع دوي صفارات الإنذار الجوي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: «خلال الليلة قبل الماضية، دمّرت الدفاعات الجوية 61 طائرة أوكرانية بدون طيار»، مضيفة إنّه تمّ اعتراض معظمها فوق المناطق المحاذية للحدود الأوكرانية.
وفي السياق، قالت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا: إن المطارات في مدن قازان ونيجنكامسك وإيجيفسك وبيرم استأنفت عملياتها أمس الأحد، وذلك بعد تعليقها للرحلات الجوية القادمة والمغادرة لفترة وجيزة لضمان السلامة للطائرات المدنية.
ولم تذكر الوكالة سبباً معيناً لقرار التعليق المؤقت، لكن مطارات روسية أغلقت من قبل بسبب خطر التعرض لضربات بطائرات مسيرة تطلقها أوكرانيا في محيط هذه المطارات، وأشارت الوكالة إلى أن كل قيود الرحلات لتلك المطارات ألغيت وتقع المدن الأربع شرقي العاصمة موسكو. (وكالات)