عاد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى واشنطن، أمس الأربعاء، عودة المنتصر لأول مرة منذ فوزه في الانتخابات، الأسبوع الماضي، وعقد اجتماعاً في المكتب البيضاوي يهدف إلى الانتقال السلس للسلطة مع الرئيس جو بايدن الذي تعهد ب«انتقال سلمي للسلطة»، فيما انتخب جون ثون رئيساً لتكتّل الجمهوريين في مجلس الشيوخ ليحلّ محلّ ميتش ماكونل الذي يتولّى هذا المنصب منذ 17 عاماً، متغلباً على ريك سكوت المدعوم من ترامب.
وجلس الخصمان أمام المدفأة المشتعلة، وصافح بايدن ترامب، وهنأه بالفوز بالانتخابات، وقال: «تهانينا لك، ونتطلع إلى انتقال سلس للسلطة، والتأكد من استيعاب ما تحتاجه، ولدينا فرصة للحديث عن ذلك»، وختم حديثه بالقول: «مرحباً بعودتك».
ورد ترامب بالقول: «شكراً لك. السياسة صعبة، وفي كثير من الحالات، ليست مجالاً لطيفاً جداً، لكنه لطيف اليوم، وأنا أقدّر ذلك كثيراً».
وأكّد ترامب خلال اللقاء أن العملية الانتقالية ستكون «أسلس ما يمكن».
واستقبلت السيدة الأولى جيل بايدن ترامب لدى وصوله وقدمت له رسالة تهنئة مكتوبة بخط اليد لزوجته ميلانيا ترامب، التي لم تقم بالرحلة إلى واشنطن. كما أعربت الرسالة عن استعداد فريق السيدة الأولى للمساعدة على عملية الانتقال.
وبالنسبة لترامب، فإن العودة إلى البيت الأبيض مذهلة، بعدما غادره قبل نحو من أربع سنوات، كزعيم ضعيف ومهزوم سياسياً، عقب هجوم السادس من يناير 2021 على مبنى الكابيتول، لكنه يستعد الآن للعودة إلى السلطة، وهو ما يراه هو وحلفاؤه من الحزب الجمهوري تفويضاً بالحكم.
واستقبال الرئيس السابق للتالي في المكتب البيضاوي هو تقليد يقوم به الرؤساء المنتهية ولايتهم، لكن ترامب لم يفعله مع بايدن عندما فاز في عام 2020، بل اتهم فريق بايدن بالتزوير والتلاعب بالنتائج.
كما أمضى السنوات الأربعة الماضية يهاجم بايدن، ويصفه تارة بالعجوز الخرف، وطوراً بالضائع والضعيف.
غير أن ترامب حين يعرج على مكتبه في البيت الأبيض هذه المرة، سيرى الكثير من التغييرات.
وقال المتحدث باسم فريق ترامب لتسلم السلطة برايان فانس، في إشارة إلى القانون الذي يحكم عملية الانتقال: «يواصل محامو عملية نقل السلطة إلى ترامب ونائبه جي دي فانس التواصل بشكل بناء مع محامي إدارة بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس فيما يتعلق بجميع الاتفاقيات المنصوص عليها في قانون انتقال الرئاسة».
وذكرت فاليري سميث بويد مديرة مركز الشراكة من أجل الخدمة العامة لانتقال الرئاسة، وهي منظمة غير ربحية تقدم المشورة لأي إدارة مقبلة، أن الاتفاق يؤكد أن للولايات المتحدة رئيساً واحداً فقط في كل مرة، ويتضمن تعهدات بتوقيع مواثيق أخلاقية بعدم التربح من المعلومات المقدمة في عملية الانتقال.
وأضافت: «لا بد من التوقيع على ذلك لبدء التواصل مع الأجهزة الفيدرالية، وكل شيء متوقف على ذلك».
وقال البيت الأبيض أن فريق بايدن منفتح للعمل مع فريق ترامب من أجل اطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.إلى ذلك، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن الجمهوريين «مستعدون لتنفيذ» أجندة ترامب، «أمريكا أولاً».
وفي وقت سابق، أمس الأربعاء، تحدث ترامب عن فرضية ترشحه للرئاسة الأمريكية لولاية ثالثة رغم أن الدستور يمنعه من ذلك.
وخلال خطاب ألقاه أمام أعضاء من الحزب الجمهوري في واشنطن قال ترامب ضاحكاً: «أظن أنني لن أترشح إلا إذا اعتبرتم أنني جيّد، ولا بد إذاً من التفكير في شيء آخر»، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
على صعيد آخر، انتخب جون ثون رئيساً لتكتّل الجمهوريين في مجلس الشيوخ ليحلّ محلّ ميتش ماكونل الذي يتولّى هذا المنصب منذ 17 عاماً.
وقد تغلّب ثون المنتمي إلى خطّ جمهوري تقليدي نسبياً خصوصاً على ريك سكوت المدعوم من ترامب والدائرة المقرّبة منه وإيلون ماسك، إثر تصويت بالاقتراع السرّي. (وكالات)
0 تعليق